جلد الوحدة

مرائي
جلد الوحدة
مني قاسم
على ضوء أحداث الخميس الماضي الحدث الذي تصدرته معظم الصحف من واقعة لعرض ازياء اقيم بأحد الاندية بالخرطوم بعد مداهمته من قبل قوات النظام العام وايقاف شباب بالحبس بمحكمة النظام العام بالسجانة ، ذهبت الى هناك لارى مايحدث لانني لست ببعيدة عن مجال تصميم الازياء كان دافعي ان اقف عند هذه الظاهره كحدث ثقافي يعكس تطور الازياء ويعكس الهوية السودانية ويخرجها من دور المتلقي حتى للثقافات الظاهرة والباطنة وكان ان وجهت العديد من الاتهامات. سأتناول موضوع الزي الفاضح لانها مسألة نسبية من حيث تقييمه يختلف التقييم باختلاف البيئات فما يراه البعض غير محتشم او فاضحاً يراه البعض الآخر عادياً .قادتني هذه القضية لأخرى وهي الاهم رأيت ما ارتعدت له فرائصي وهو تنفيذ عقوبة الجلد بحق مواطنين من ضمنهم بعض اخواننا الجنوبيين بتهمة (السكر). نحن وطن آفروعربي متنوع الثقافات والاديان والاعراف، ففي الثقافة الافريقية تعتبر (المريسة) نظاماً غذائياً لهم وعادة وتقليداً قديماً، أما بالنسبة للبعض الآخر تعتبر من انواع الخمور نحن كمجتمع متسامح نحتكم الى الاعراف والتقاليد وهو يعتبر مقيدا اكثر من الاحكام الوضعية.انا لا أدعو الى التفكك أو الانحلال فقط هي وقفة للضمير الانساني فكلنا اخوة في الانسانية نتحدث عن الوحدة الجاذبة في ظروف صعبة ونحن مقبلون على مرحلة مصيرية تحدد مستقبل السودان ننادي بالوحدة ونقف معها وفي آن واحد ننفر منها ببعض التصرفات غير المحتملة واحب ان اوضح انه حتى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يقم الحدود الشرعية على اليهود أو النصارى ،علما بأن حد الجلد ليس حدا نصيا بل اجتهادي ،لم يأتِ القرآن الكريم بنص صريح في حد الخمر وحد الجلد جاء صريحا في جريمة الزنا لعظمتها والتي من سماحة الاسلام حددت لها شروط صعبة لاثباتها في ذلك الوقت. انا لا انادي بأن يشكر أو يكافأ شارب الخمر بل ارجاع الامر للاعراف والتقاليد في بعض الامور لان الهدف الوطني الاكبر اهم من التصرفات الفردية ،لماذا ننفر اخواننا الجنوبيين من الوحدة التي ندعو لها ونناشد باسم الانسانية الاحكام غير انسانية أو لنكن منصفين ونستبدلها بأحكام اخرى لان الاذى النفسي العميق الذي يسببه الضرب اهانة في صميم الانسانية الا يمكن ان يتم استبدال العقوبة بالسجن أو التغريم ونكون بذلك رفعنا الاهانة والاذى وتعاملنا بآدمية اكثر، وأيضا كسب مادي لخزنة المحكمة بدفع الغرامة . حزنت كثيرا الي اي مدى لم يعد لكرامة الانسان السوداني وان كان مذنبا أي وزن او قيمة . فعدت الى اغنية صدح بها الفنان المرحوم مصطفى سيد احمد التي طالما سمعتها شعرت بالالم والمرارة وهي تحكي الاذى النفسي الجسيم الذي تعرض له ودعجبنا، ولا شك انه في كل يوم بعدما رأيته اليوم مئات ممن يلقون نفس مصير ودعجبنا . وسنظل ننادي بالوحدة الجاذبة وننادي بالسلام وكل منا يتعنت في تنفيذ الاحكام . اذا لم ينبع السلام والتصالح من داخلنا وتعتليه قيمة التسامح والاخاء مع الآخر فلن تكون هناك وحدة جاذبة وسيطاردنا شبح الانفصال الذي لن نتمناه ابدا ، لذا اناشد ولاة الامر فينا ان يراعوا المرحلة التي نحن مقدمون عليها ويأمروا بضبط النفس فسوداننا مقبل على مرحلة حرجة من واجب الجميع أن يضبطوا انفسهم لكي لا يكون الشتات هو مصير هذه الأمة .
الصحافة
الاخت / منى ………
انا ضد السكر وضد ما يسمى الغاء الشريعة ولكن ليست بضد اخذ الامور بحكمة . عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان احكم الناس واعدلهم اجل العمل بالحدود في عام الرمادة.لان الجوع كافر. فما بالك بان تكون المريسة بالنسبة لبعض الشعوب بالوجبة واسمعي هذه القصة. في احد مناطق كردفان كان طفل يدرس في المدرسة وكان يحضر وقد شرب مريسة والرائحة تفوح منه وكان الاستاذ كل يوم يوبخه ويقول له لاتاتي المدرسة وانت شارب ولكن الطفل ياتي في اليوم الثاني وهو شارب فطرده الاستاذ من المدرسة. ولكن الام اتت اليوم الثالث الى الاستاذ وفهمته بان هذا فطوره ووجبته .ماذا فعل الاستاذ ترك الطفل يرجع الى المدرسة عندما فهم انها وجباتهم . ربما الامر حرام ولكن لكي نفهم ان في ديننا حكمة. لله درك ياوطنى ويا اهلي ويا ارضي ويانيلي وياسهلي وياجبلي ويابحري ويا خلي. واحبك انت ياوطني.
الاخت مني
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ؛ يدخل في ذلك الذين يدعون إلى تبرج النساء؛ فإن ذلك دعاية إلى فشو الفاحشة وشيوعها
وكذلك الذين يدعون إلى خروج النساء وإلى اختلاطهن بالرجال وإلى مزاحمتهن، كل ذلك من أسباب فشو الفاحشة؛ فالذين يدعون إلى ذلك يدخلون في هذه الآية أي أنهم يحبون أن تشيع -يعني تنتشر وتشتهر الفاحشة-
وسميت فاحشة لفحشها وقبح اسمها، وقبح فعلها، تستفحشها النفوس وتستقبحها والله -تعالى- قد حرم الفواحش في قوله تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ .