سد النهضة بين السيادة المطلقة والفائدة المشتركة

د. محمود توفيق
على الرغم من أن عدد أحواض الأنهار العابرة للحدود الدولية يقدر بنحو 261 حوضا فإن المجتمع الدولي لم يتوصل إلى قواعد قانونية عامة بشأن تنظيم استخدام مياه هذه الأنهار في غير أغراض الملاحة كالرى وتوليد الطاقة والشرب.. إلخ إلا منذ وقت قريب. وربما يكون سبب هذه الغيبة الطويلة لهذه القواعد هو تضارب المصالح المتعلقة بهذا المورد الطبيعي الحيوي ولاسيما بين دول المنبع والمصب. فدول المنبع تجنح عادة نحو الاستناد إلى نظرية السيادة المطلقة التي يدعى أنصارها بأن لكل دولة الحق في ممارسة سيادتها المطلقة على جزء النهر الواقع داخل أراضيها، بغض النظر عن أثر هذه الممارسة على بقية دول المجرى والمصب.
وفي المقابل تتبنى دول المصب نظرية السيادة المقيدة التي تقوم على أساس أن هذه السيادة التي تدعيها دول المنبع لابد أن تكون مقيدة بعدم التأثير الضار على حقوق. الدول الأخرى وفي ظل غيبة القواعد القانونية العامة في مجال استخدام مياه الأنهار الدولية، لجأت الدول النهرية الى عقد معاهدات ثنائية وإقليمية لا تلزم إلا أطرافها وكان لدول حوض نهر النيل نصيب منها، كمعاهدة عام 1902 بين بريطانيا كممثل عن السودان المصري الإنجليزي وإثيوبيا والتي ورد في مادتها الثالثة تعهد صريح من جانب إمبراطور إثيوبيا بعدم إقامة أي مشروعات مائية على نهر آبايذ المعروف بالنيل الأزرق في السودان ــ وبحيرة تانا ونهر السوباط يمكن أن تعوق تدفق المياه الى النيل الأبيض وبالتالي إلى السودان ومصر، واتفاقية عام 1929 بين مصر من ناحية وبريطانيا كنائب عن السودان وكينيا وتنجانيقا (تنزانيا) وأوغندا من ناحية أخرى. وبموجب هذه الاتفاقية تعهدت بريطانيا بعدم إقامة أي منشآت على النيل وروافده والبحيرات التي تغذيه إلا بموافقة مصر.
وفي عام 1959 وقعت السودان ومصر اتفاقية بشأن تنظيم انتفاعهما المشترك بإيراد النهر الطبيعي عند أسوان (84 مليار م3) بوصفه حقا مكتسبا لهما. والجدير بالذكر أن إثيوبيا بادرت على الفور بالاستعانة بمكتب استصلاح الأراضي الأمريكي لدراسة كيفية الاستفادة بمياه نهر أباي وروافده لسد احتياجاتها في مجال الري وتوليد الكهرباء وقد انتهت هذه الدراسة عام 1964 إلى إنشاء أربعة سدود لتخزين 51 مليار م3 هي جملة ما يصبه هذا النهر من المياه في النيل الأبيض، وكان سد الحدود أو النهضة هو أكبر هذه السدود المقترح إنشاؤها داخل إثيوبيا والتي أكدت من جانبها عدم التزامها قانونا باتفاقية عام 1959 لمخالفتها مبدأ التشاور والتنسيق. ورغم هذا التأكيد، فإن إثيوبيا وقعت مع مصر اتفاقية تعاون مشترك عام 1993، تعهد الطرفان بموجبها بالامتناع عن أي نشاط يمكن أن يؤدي الى الإضرار بمصالح الطرف الآخر بما في ذلك المصالح المتعلقة بمياه النيل. وقد أكدت ذلك اتفاقية الأمم المتحدة لقانون استخدام المجاري المائية الدولية في غير الأغراض الملاحية التى دخلت حيز التنفيذ في 21 مايو 1997. ومن أبرز أحكامها: الالتزام بمبدأ الانتفاع المنصف والمعقول بمياه النهر والالتزام بمبدأ عدم الإضرار. والالتزام بمبدأ الأخطار المسبق. وقد اختلفت مواقف دول حوض النيل من هذه الاتفاقية ما بين الموافقة (السودان وكينيا) والامتناع (مصر واثيوبيا ورواندا وتنزانيا) والاعتراض (بورندي). فمصر كدولة مصب امتنعت لأن الاتفاقية قدمت مبدأ الانتفاع المنصف على مبدأ التسبب في الضرر مع قصر هذا الضرر على المستوى الجسيم. وفي المقابل فإن إثيوبيا كدولة منبع امتنعت لاعتراضها على مسألة الالتزام بعدم الإضرار الجسيم والإجراءات المتعلقة بالتشاور والتنسيق بشأن المشروعات المزمع إقامتها.
ويبدو أن كل هذه التحفظات التي أبداها الجانب الإثيوبي والمعبرة عن دول منابع النيل هي التي دفعت تلك المجموعة إلى التوصيل لما يعرف باتفاقية عنتيبي الإطارية التي دخلت حيز التنفيذ في فبراير عام 2011 بعد أن صدقت عليها ست من دول المنبع السبع. ومع عدم إدراج مبدأ الأخطار المسبق في اتفاقية عنتيبي وفي غمرة حالة الارتباك التي سادت الدولة المصرية عقب أحداث يناير 2011، قامت إثيوبيا في أبريل من نفس السنة بوضع حجر أساس سد النهضة على مجرى نهر آباي بعد تحويله دون أن تخطر بقية دول حوض النيل الشرقي رسميا بالدراسات الفنية الخاصة بهذا السد المزدوج الذي تقدر سعته التخزينية بنحو 74 مليار م3.
أصبح السد أمرا واقعا على الأرض، ولا يمكن التعامل معه إلا بالوسائل السلمية، حيث لم يكن أمام مصر سوى الاحتجاج على بناء السد كمسلك قانوني سلمي ثم الانتقال الى المفاوضات المباشرة، وإمعانا في تعزيز موقف مصر القانوني، نجحت الدبلوماسية المصرية في التوصل إلى اتفاق حول إعلان مبادئ بين مصر وإثيوبيا والسودان حول مشروع سد النهضة والذي تم توقيعه في الخرطوم بين رؤساء الدول الثلاث في 23 مارس عام 2015. وبتوقيع هذا الاتفاق تكون قضية سد النهضة قد انتقلت من مرحلة المواجهة بين نظريتي السيادة المطلقة والمقيدة إلى مرحلة نظرية الفائدة المشتركة التي تقوم على أساس أن النهر مورد طبيعي مشترك، يمثل في مجموعة وحدة اقتصادية وجغرافية. وبموجب اتفاق الخرطوم، تكون الدول الثلاث قد ألزمت نفسها وبحسن النية بعشرة مبادئ تتعلق بسد النهضة، كأداة لتنمية مورد نهر النيل لصالح شعوب الدول الثلاث. وهذه المبادئ العشرة تقوم على نفس مبادئ اتفاقية الأمم المتحدة التي لم تصدق عليها الدول الثلاث، وعلى رأسها الاستخدام المنصف والمعقول وعدم التسبب في ضرر جسيم والتشاور والتنسيق في الملء الأول وإدارة السد، وكما اعترفت مصر بموجب هذا الاتفاق بمشروعية سد النهضة، فإن إثيوبيا اعترفت هي أيضاً بالاستخدامات الحالية والمحتملة لمصر والسودان في مياه النيل.
والخلاصة أن هذه الاتفاقية ليست مجرد إعلان نوايا وإنما هي اتفاقية دولية ملزمة، أصر من خلالها المفاوض المصري على أن تقوم إثيوبيا بمد جسور الثقة مع مصر والسودان بعد الجفوة التي خلفتها اتفاقية مياه النيل عام 1959، ويبدو أن الزيارة التي قام بها أخيرا للقاهرة رئيس الوزراء الاثيوبي (آبي أحمد) وبكل ما حملته هذه الزيارة من رسائل لتأكيد حسن النية، كانت جزءا مهما من عملية بناء جسور الثقة.
الأهرام
“وفي عام 1959 وقعت السودان ومصر اتفاقية بشأن تنظيم انتفاعهما المشترك بإيراد النهر الطبيعي عند أسوان (84 مليار م3) بوصفه حقا مكتسبا لهما”.
عــلي أي أرض تـقع بـحيـرة الســد العـالي، يـا دكتــور؟؟؟؟؟
مـاهـو إنتفـاع السـودان مـن وجــود هـذه البحـيرة داخـل أراضـيه؟؟؟؟؟
عـلي العكـس تـمامـاً، فقـد دمـرت وهجٌـرت هـذه البحـيرة مـدينـة حـلفـا!!!!!
دا جـميـل علـيكـم تـقديـره مـا دام النيـل جـاريـاً…..
زد عـلي ذلـك، لا يمـكن الـتعويـل علـي إتفـاقـية طـرفـاهـا المستعمـر وإمـبراطـور إثيـوبيـا، ولا يـمكـن الإشـتراط بـأخـذ مـوافقـة مصـر عـلي كـل
المشـروعـات الـتي تـنوي دول النهــر تـنفيذهـا…..كـما ولا يـمكـن التعـلل
بـعبـارات مـثل “حـق تـاريخـي” أو “حـق مشـروع” فـي ميـاه النيـل…..
سـد النهضـة قـائم، قـائم رغـم الإغتيـالات الجـبانـة، كـما وأنـه لا يمكـن أن يبـدأ الســد فـي تـوليـد الكهـربـاء قـبل إمـتلاء بـحيـرتـه…..وأل مـا عـاجـبـو، عـليـه التـخـلي عـن الرقـص والإكــثار مـن صـلاة الإستسقــاء.
عن اي قانون تتحدث ?
هل من المنطق ان تعقد دولة استعمارية مثل بريطانيا ومصر والسودان اتفاقية تقسم مياه النيل بين الدولتين.. وتمنع بقية دول المنبع من الاستفادة من تلك المياه بزعم الحقوق التاريخية?!
وماذا كان سيكون الوضع لو ان هذه الانهار تنبع من مصر?!
النتيجة معروفة !!
البلف والاستهبال المصري لا يمر الا على الانظمة العسكرية الديكتاتورية السودانية مثل انظمة عبود ونميري والشحات الخسيس البشير.. اما على الاحباش وبقية الافارقة فلا..
ورحم الله عبد خليل بك !!
هذا المصري يدعي العقلانية ووجوب القضوع والخنوع للثعلب المصري دون ان يوضح لماذا يكون اكبر نصيب من المياه لوحدها الشعوب ستنهض مستقبلا وتنحر العرجفة المصرية
أنا أساسا قاطع على نفسى عهد إذا المصرى قال النبى محمد عليه أفضل الصلاة هو خاتم الأنبياء بقول ليهو كلامك مش صحيح.
يا مصرى…المجتمع الدولي لم يتوصل إلى قواعد قانونية عامة بشأن تنظيم استخدام مياه هذه الأنهار جبت الكلام ده من وين؟؟؟؟ عندنا واحد من السودان إسمه الدكتور سلمان محمد احمد سلمان خبير فى قوانين المياه الدوليه على مستوى العالم أظنك لا تعرفه وحتى إن عرفته سوف تنكر معرفته حتى لا تعطى لواحد جاى من السودان (كريدت)…بلدكم سوف تظلون على هذا الحال البائس بسبب إدعاءكم الكاذب.
رجل لايدرى ويدرى إنه يدرى
“وفي عام 1959 وقعت السودان ومصر اتفاقية بشأن تنظيم انتفاعهما المشترك بإيراد النهر الطبيعي عند أسوان (84 مليار م3) بوصفه حقا مكتسبا لهما”.
عــلي أي أرض تـقع بـحيـرة الســد العـالي، يـا دكتــور؟؟؟؟؟
مـاهـو إنتفـاع السـودان مـن وجــود هـذه البحـيرة داخـل أراضـيه؟؟؟؟؟
عـلي العكـس تـمامـاً، فقـد دمـرت وهجٌـرت هـذه البحـيرة مـدينـة حـلفـا!!!!!
دا جـميـل علـيكـم تـقديـره مـا دام النيـل جـاريـاً…..
زد عـلي ذلـك، لا يمـكن الـتعويـل علـي إتفـاقـية طـرفـاهـا المستعمـر وإمـبراطـور إثيـوبيـا، ولا يـمكـن الإشـتراط بـأخـذ مـوافقـة مصـر عـلي كـل
المشـروعـات الـتي تـنوي دول النهــر تـنفيذهـا…..كـما ولا يـمكـن التعـلل
بـعبـارات مـثل “حـق تـاريخـي” أو “حـق مشـروع” فـي ميـاه النيـل…..
سـد النهضـة قـائم، قـائم رغـم الإغتيـالات الجـبانـة، كـما وأنـه لا يمكـن أن يبـدأ الســد فـي تـوليـد الكهـربـاء قـبل إمـتلاء بـحيـرتـه…..وأل مـا عـاجـبـو، عـليـه التـخـلي عـن الرقـص والإكــثار مـن صـلاة الإستسقــاء.
عن اي قانون تتحدث ?
هل من المنطق ان تعقد دولة استعمارية مثل بريطانيا ومصر والسودان اتفاقية تقسم مياه النيل بين الدولتين.. وتمنع بقية دول المنبع من الاستفادة من تلك المياه بزعم الحقوق التاريخية?!
وماذا كان سيكون الوضع لو ان هذه الانهار تنبع من مصر?!
النتيجة معروفة !!
البلف والاستهبال المصري لا يمر الا على الانظمة العسكرية الديكتاتورية السودانية مثل انظمة عبود ونميري والشحات الخسيس البشير.. اما على الاحباش وبقية الافارقة فلا..
ورحم الله عبد خليل بك !!
هذا المصري يدعي العقلانية ووجوب القضوع والخنوع للثعلب المصري دون ان يوضح لماذا يكون اكبر نصيب من المياه لوحدها الشعوب ستنهض مستقبلا وتنحر العرجفة المصرية
أنا أساسا قاطع على نفسى عهد إذا المصرى قال النبى محمد عليه أفضل الصلاة هو خاتم الأنبياء بقول ليهو كلامك مش صحيح.
يا مصرى…المجتمع الدولي لم يتوصل إلى قواعد قانونية عامة بشأن تنظيم استخدام مياه هذه الأنهار جبت الكلام ده من وين؟؟؟؟ عندنا واحد من السودان إسمه الدكتور سلمان محمد احمد سلمان خبير فى قوانين المياه الدوليه على مستوى العالم أظنك لا تعرفه وحتى إن عرفته سوف تنكر معرفته حتى لا تعطى لواحد جاى من السودان (كريدت)…بلدكم سوف تظلون على هذا الحال البائس بسبب إدعاءكم الكاذب.
رجل لايدرى ويدرى إنه يدرى