مقالات وآراء
الحذر أطفالنا باتوا يصرخون من الجوع

خارج السياق
مديحة عبدالله
أورد موقع دارفور 24 (29 أغسطس 2022) خبرًا مؤلمًا عن النقص الحاد في الغذاء للمواطنين في (40) مجلس قرية بمحلية الفردوس بولاية شرق دارفور، بسبب ارتفاع اسعار الطعام، وقال أحد شيوخ القرى المتضررة إن عددًا من جيرانه باتوا لمدة ثلاثة أيام دون تناول طعام حتى (سُمع صراخ أطفالهم جراء الجوع).. خبر لا يوجد له مثيل في أي دولة في العالم، وإلا لصار هو الخبر الأول في الإعلام وهز أركان النظام، إلا في هذا البلد الذي وصل لدرك التطّبع مع أخبار الموت والجوع.
المفارقة أن ولاية مثل شرق دارفور زاخرة بالموارد الزراعية والرعوية بات عدد كبير من سكانها يعتمدون على المنظمات المانحة للحصول على حاجتهم من الغذاء، وقال المدير التنفيذي لمحلية الفردوس إن شبح المجاعة ضرب القرى في وحدتي (ابوسنيدرة) و(هبيل) مما اضطر السكان إلى تناول الأرز بدلًا عن الغذاء الرئيسي (الذرة والدخن) وعزا أسباب (الفجوة الغذائية) إلى ارتفاع أسعارها فلم تعد في متناول يد المواطنين بجانب تبديل المنظمات المانحة المواد الغذائية التي تمنحها للاجئين بمبالغ نقدية مما أدى لزيادة القوة الشرائية لتلك المواد، بالإضافة إلى ضعف إنتاج المحصولات الزراعية في موسم الخريف الماضي!!
علينا أن نعيد النظر في مفهوم السيادة الوطنية، فمن لا يملك قوته لا يملك قراره، والمؤلم أن السودان الوطن العظيم باتت يده تتلقى الغذاء من شعوب العالم، ومن المؤكد أن الحكومات والمنظمات تعاين بحيرة لأوضاعنا، ويلزمها واجب الإنسانية أن تقدم الدعم للجوعى من السودانيين، حيث أعلنت المملكة المتحدة أن معونتها لبرنامج الغذاء في السودان ارتفعت إلى أكثر من (10) مليون جنيه إسترليني لتوفير المساعدات الغذائية المنقذة للحياة لـ(230) ألف شخص لمدة شهرين (دبنقا/ 30 أغسطس 2022)!.
الانقلابيون لم يفتح الله عليهم بكلمة إزاء الوضع المؤلم الماثل، وليس هناك أولوية لأي حاكم سوى ضمان وحماية حقوق مواطنيه في الغذاء والمأوى والأمن، هذا الثلاثي الذي يشكل أساس المواطنة، مفقود الآن في البلاد، بينما يوجهون موارد البلاد لانتهاك حق الحياة لمن يطالبون بحقوقهم، وأي سوداني يموت بسبب الجوع أو سوء التغذية والأمراض الناجمة عنها يتحمل مسؤوليته النظام الانقلابي ولا بد أن يكون ذلك في أجندة محاسبة قادته.
الميدان
ربوا بهايم ودجاج للعالم وبطلوا عيشة علي خلق الله وباموال السحت والمجرمين حول العالم