الشاعر والنفساني السر دوليب: مسامحك يا حبيبي مهما قسيت عليّ

أم درمان – خالدة ود المدني
يواصل الشاعر الكبير السر دوليب، ما انقطع من حديثه معنا في حلقة أمس، قائلاً: كثير من الناس عندما يلتقون بي يرددون مسامحك يا حبيبي، فأرد عليهم: لهم نعم “مسامحك يا حبيبي/ مهما قسيت علي: قلبك عارفو أبيض/ وكلك حسن نية”، إلى “ما من جوه قلبك كلو على لسانك”. ويضيف: بالرغم من مرور عقود على تلك الكلمات فإنه لا يزال لها وقعها عند المستمع، فهي من أوائل القصائد التي كتبتها، ويستطرد: كل كتاباتي تعبر عن مشاعري الصادقة، ولم أكتب في حياتي من أجل الكتابة فقط، بل من أجل التعبير عن نفسي.
كلمة تقلب حياتك كلها
يواصل (دوليب) معظم أشعاري تغنى بها الفنان عثمان حسين لأني أحس الصدق في غنائه، فالكلمة مؤثرة في حياة الشخص العاطفية وكذلك العملية والاجتماعية وربما سماعك لكلمة واحد يجعل كل حياتك تنقلب رأساً على عقب وربما واحدة أخرى تدفع بك إلى النجاح أوالعكس تماما تدمر أفكارك وتصيبك بالإحباط، أو ثالثة ورابعة تجعل منك مجرماً أو توقعك في أخطاء كبيرة.
كلمة تسوقك إلى الحب سوقاً
يمضي بنا دوليب بصفتيه السالفتين، فيقول: كلمة واحدة تسوقك إلى الحب والمحبة، وثانية إلى الحقد والكراهية، لذلك يجب علينا الحذر عند الكلام والتأمل قليلاً، وأن لا نستعجل الرد ونصمت إذا دعا الأمر، ففي الصمت حديث ضمني، وإذا جرحنا أحداً بالكلام علينا أن نبادر بالاعتذار فهو يخفف أثر الجرح، والاعتذار خطوة شجاعة نحو التسامح، فإذا كان لا يوجد (كنترول) على المشاعر فليكن على الكلام، ومن الكلمات ما يرضي النفس (كلمة كانت منو حلوه) (كلمتي المست غرورك) وكثير من الكلمات وكل سامع يفسر على هواه.
كلمات في الصميم
“ما بصدقكم لو قلتو حبيبي سلاني/ ودع حبو ونساني/ ده حبيبي الروح بالروح”. إنها كلمات تشير إلى الثقة المفرطة بين الطرفين فلا مكان للحاسدين الوشاة. ويواصل (دوليب) مرافعته الرائعة ويمضي بنا إلى “غرامنا أحلى غرام/ مابطولو أي حسود زايد مع الأيام وتصونه أغلى عهود.. حبيبي العهود راعيها/ مهما الزمن طال بيها/ لو قلتو لي ناسيها ما بصدقكم”، أليست هذه كلمات في الصميم.
الاعتذار والخوف
“اعذريني الدمعة إيه حتبقى آخر دمعة ليا.. تاني لو قربت منك يبقى ليك الحق علي/ ولو بكت منك عيوني/ سا محيها واعذريني”، وقال في الخوف “بخاف اسأل عليك الناس وسر الريدة بينا يذيع”، وقالوا في الصمت: “ياريتني لو أقدر أقول/ فيك الكلام الما انكتب وأجلي المقاطع بالدهب” وفي البكاء: “لكنه حين بكى حنيناً.. بكيت من رقتو بكيت”.
لغة العيون
“وقد كنت أعلم أن العيون تقول الكثير المثير الخطر/ فعلمتها كيف تخفي الحنين تواريه خلف جدار الحذر”. وقيل في البعاد والشوق: “أنا والأشواق في بعدك بقينا أكثر من حبايب/ ما بنغيب عن بعض أبداً زي أعز اثنين قرايب”، ثم تأتي الآهات: “آه آه يا حلو يافرحة أيامي العِلو”.
في العتاب:
وإلى ذلك كله يظل العتاب أمراً قائماً بين المحبين والأصدقاء والزملاء “ياما جيناك وياما بابك لو بحس دقات قلوبنا كان حكالك.. كان بكالك.. نحن ما ناسك” ويظل الرضا مطلوباً “عافية منك وراضية عنك يا جنايا”، كما تظل الخيانة موجودة : “حليل حبيبي الكنت راجية أربع سنين صادق في ريدو/ كان أملي بيهو أنال مرادي/ كان ذنبي ايه تقصد عذابي/ وتحد مني من لحظة لقانا/ وتهون عليك عشرة سنين / تنساني يا خائن الأمانة”.
وطالما أن الخيانة فعل موجود في هذه الحياة، لذلك فلنستدعي كلمات الاعتذار والتسامح، لنخفف بهما على أنفسنا في سبيل العيش المشترك بحب.
اليوم التالي
thanks
ده ملاح شنو !
thanks
ده ملاح شنو !