باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرضُ تغني

الخرطوم : عثمان عوض السيد
في المنتدى الدوري لطيبة برس كان الإحتفال باليوبيل الذهبي لثورة أكتوبر بحضور لفيف من الساسة والإعلاميين والسفراء، على رأسهم ربيع حسن أحمد رئيس اتحاد جامعة الخرطوم إبان ثورة أكتوبر ، والسفير نور الدين ساتي.
وشهدت الليلة إحتفاءً خاصاً بشاعر أكتوبر السفير والشاعر الكبير محمد المكي إبراهيم صاحب “أكتوبر الأخضر” و”جيلي أنا” وغيرها من الروائع التي تغنى بها الموسيقار الفنان محمد وردي ، وتغنى المطرب الشاب (أبوبكر سيد أحمد ) الذي يمثل جسر تواصل بين جيل أكتوبر وجيل الشباب بباقة من “الأكتوبريات”، بجانب أغنية من كلمات الراحل محمد الحسن سالم”حميد” و تخللت الأمسية التي صدرت بعنوان ( توثيق ، وتثقيف ، وتطريب )، وكانت من تقديم الزميلة الصحفية مشاعر عبد الكريم ، عدة مداخلات من الحضور الذين أشار بعضهم إلى ضعف التوثيق لثورة أكتوبر والمفاهيم السلبية التي تتناولها.وابتدر الحديث عنها شقيق الشهيد أحمد القرشي “ايقونة أكتوبر” ورمزها الوهاج، وذكر عبد المتعال القرشي بأن خروج الشعب آنذاك كان بمثابة تكريم للشهيد. ثم جاء دور ربيع حسن أحمد والذي يعتبر شاهداً على عصر أكتوبر، وفي كلمته قال: إن معظم التوثيق للثورة كان شفاهية ولم تجد ذلك حظاً من التمجيد إلا من الشعراء ، بالرغم أنها تعتبر أول ثورة في تاريخ السودان ثم تلتها انتفاضة أبريل 1985م التي أطاحت بحكم الرئيس جعفر نميري. وأكد بأن الثورة كانت ناجحة بكل المقاييس لكن الحكومة التي تلتها كانت مخالفة للثورة وأهدافها ولم تنجح. ثم عاد مرة أخرى وتطرق لمشكلات عدم التوثيق حيث لم يلتفت إليها المؤرخون، ماجلب لها انتقادات من عدد الشباب في هذا الجيل، ولم يهتم بها إلا الشعراء أمثال: محمد المكي إبراهيم ، وفضل الله محمد ،وهاشم صديق الذين وثقوا بأشعارهم لها. بجانب عدد ضئيل من الكتاب، ويقول بأن هنالك من تناول أكتوبر بحديث بعيد من الواقع، وهي الثورة التي مهرتها دماء الشباب أمثال القرشي، ويؤكد بأنها إنتفاضة شعبية، ويتساءل إن لم تكن كذلك لماذا خرج الناس من ميدان عبد المنعم إلى ميدان الحرية؟ ، وشهدت الشوارع هتافات تولدت منها إرادة الشعب، ويقول بأن مطالب المثقفين في ذلك الوقت كانت تهتف بأن يعود الجيش إلى سكناته ويحرس البلاد ويترك السلطة للمدنيين، وممارسة الديمقراطية السلمية. وذكر متداخلون أن الثورة تبارى في نثر مآثرها العديد من الشعراء، وتألق فيها كبار الفنانين على رأسهم الموسيقار محمد وردي والموسيقار محمد الأمين وغيرهم، وكتب الشاعر محمد المكي إبراهيم قصيدته ذائعة الصيت “أكتوبر الأخضر” التي ظل يرددها جميع طبقات الشعب السوداني من المثقفين وغيرهم إلى وقتنا هذا وبلحن جميل للراحل محمد وردي. وأيضاً تغنى محمد الأمين بعد شهر واحد من الثورة بنشيد للأستاذ الصحفي فضل الله محمد الذي كتبه داخل معتقل السجن الحربي ، حيث حبس مع الطلاب الناشطين بجامعة الخرطوم، كما ذكر الشاعر محمد المكي إبراهيم.وشهدت الأمسية تدشين كتاب “أكتوبر” من تأليف الشاعر محمد المكي إبراهييم الذي يحمل بعض من التوثيق لأكتوبر، كما تحدثت الأستاذة حياة الحاج عبد الرحمن عن سعادتها بأن تكون هنالك إشراقات مثل هذه الأمسيات، وتحدثت طويلاًعن ثورة أكتوبر معانيها ومراميها.
التيار