الائمة والوعاظ ومفترق الطرق !!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
وباء الكرونا الذى إنتشر فى جميع أنحاء العالم قد حير العلماء أصحاب العلم و العقل ، اصحاب العقول التى برعت وإخترعت الانترنيت او ما سمى بالشبكة العنكبوتية و صنعت الإنسان الآلى و الطائرات و كثير من الصناعات التى أذهلت البشرية وقفوا عاجزين أمام هذه المصيبة القاتلة !!! كما حير علماء الدين الاسلامى و المسيحى وكل الاديان السماوية ، فهو مرض العصر ، هو مرض يتوافق تماما مع عهد الإنترنيت هو مرض سريع الانتشار كسرعة الانترنيت وهو كما نسمع و نشاهد مرض خطير قاتل لا يميز بين مسلم أو أو مجوسى أو مسيحى أو بوزى لا يميز بين طبيب اوخفير وزير او رئيس او واعظ لقد ساوى تماما بين الناس !!! وربما آخر الدراسات الحديثة التى ذكرها العلماء يصيب هذا المرض بعض الحيوانات كالقطط ولم تثبت الدراسات تأثيرة على الكلاب حتى الان !!! لقد اوقف هذا المرض نشاط الحياة تماما فى جميع أنحاء العالم ، لقد اوقف هذا المرض صلاة المساجد فى جميع أنحاء المملكة العربية السعودية بما فيها الحرمين الشريفين ـ أما نحن هنا فى السودان فقد اصدرت السلطات وقامت بدورها فى تبصير الناس بخطورة هذا المرض ، و قد صرح السيد وزير الصحة وهو المسئول الاول عن صحة المواطنين فى البلاد وحذر الناس من مغبة إنتشار هذا المرض وكان صريحا للغاية وإستطرد بعدم وضيق إمكانيات الوزارة فى تقديم الخدمات الصحية للمواطنين وهذه ربما تكون معلومة يعلمها الجميع بتردى الخدمات الصحية والتى حقيقة لم يكن سببا فيها و كلنا نعلم من المتسبب الحقيقى فى تدهور المرافق الصحية بالبلاد !!! وبسبب هذه الجانحة و خطورتها على المواطنين ووفقا لمسئوليات الدولة المهنية والاخلاقية و الإنسانية وخوفا على حياة الناس قررت الحكومة من ضمن الاجراءآت الإحترازية تعليق الصلوات بالمساجد ، و قد تفهم ذلك كثير من الوعاظ عقلاء العقل و الذين يميزون ويفسرون القرآن وقد جاء عن الرسول عليه افضل الصلاة و السلام فى حديث صحيح أخرجه مسلم عن أنس (أنتم أعلم بأمور دنياكم ) وقد نرى فى كثير من الآيات القرآنية عبارات تمنح العقل و الإجتهاد مكانة خاصة (أفلاتعقلون ) (أفلا تتدبرون ) (أفلا تبصرون)( أفلا تتفكرون ) فهذه المساحات العقلية منحها الله للانسان حتى يتدبر أمره فمثلا الانسان يفر من الاسد و يخشى من لدغة الثعبان و العقرب ويرتعد خوفا و هلعا لو رأى أحد الاشخاص ثعبانا أو عقربا فى المسجد ويمكن أن تقام الصلاة خارج المسجد لو لم يجدوا أو يقتلوا هذا الثعبان !!!، فمن أوجب و أجبات الصلاة هى الطمأنينة فإذا تعذرت الطمأنينة تعذرت الصلاة ، فإذا كان العلماء قد أفتوا كثيرا فى حالات عدم إستقرار الطقس من زوابع رعدية و أمطار و برد قارص أن يصلوا فى البيوت ، فما بالك أيها الواعظ الكريم و أنت الذى تخاف من الثعبان و العقرب وخوفك نابع من عقلك لانك تعلم تماما بأن الثعبان الذى يرى بالعين المجردة قد يفتك بك !!!لذلك تقام الصلوات خارج المسجد !!! هذه الجانحة أخطر من الحيوانات المفترسة و أخطر من الثعبان و الذئب و العقرب و فتكت بالناس فى جميع أنحاء العالم فتكا مريعا فكيف لا تفتك بإلإنسان السودانى ؟؟!! هذه الجانحة لا ترى بالعين المجردة فكيف إيها الشيخ الكريم أن لا نهرب منها و نتحداها فى صلف وجهل و غباء !!!! هذه المساجد تم تعطيلها فى أطهر بقعة على الارض( الحرمين) لم تقوموا بنقدها ، يبدو أن و عاظ الاسلام السياسى ما زالوا يكيلون الكيل بمكيالين !!! فهؤلاء هم وعاظ السلاطين السابقين الذين أفتوا للناس مرارا و تكرارا بعدم الخروج على الحاكم وحتى و لو ظلمك و أكل مالك و أخذ اراضك !!! يقول الدكتور / على الوردى العراقى الجنسية فى رأئعته ( وعاظ السلاطين ) (ص 12 ، 13)( إنى أريد بكتابى هذا أن ألفت الانظار الى خطر هذا الطراز الخبيث من التفكير – فهو تفكير نما فى أحضان الطغاة وترعرع على فضلات موائدهم وقد آن الآوان لكى نتبع اليوم طرازا آخر من التفكير – هو تفكير البقال و الحمال وتفكير البائس الفقير . ويستطرد و يقول : ( إن اكثر مفكرينا اليوم يتبعون وكما قلنا سابقا ذلك الاسلوب الذى يصفق للظالم ويبصق فى وجه المظلوم . ( لقد آن لنا ان ندرس الطبيعة البشرية كما هى فى الواقع فلا نعزو لها طبيعة ملائكية هى منها براء ) وعاظ اليوم السلفيين الحافظين للقرآن و السنن و الحافظين فروجهم أن يحفظوا أفوائهم من سب الناس و تكفير الناس و الاستخفاف بقرارات الدولة المدنية الديمقراطية ، و أن يتواكبوا مع مجريات العصر و العولمة و الكتب و المعلومات الغزيرة المتدفقة فالانسان اليوم ليس هو انسان الامس الساذج البسيط الذى كنتم تخدعوه فى اليوم مائة مرة لقد ولى زمن التجارة بالدين ، هذا زمن العلم المتاح للجميع زمن ثورة العقل الحقيقية التى تميز بين المعقول و اللا معقول ، ثوبوا الى رشدكم و لا تفتنوا بين الناس ، و أن لا تشقوا الصف فلا رجعة للوراء لعهد التيه و الضلال ، والذى رتعتم فيه و أرتويتم من خيراته ، و إلا تجاوزكم الزمن و فاتكم القطار وافترقتم عن الطريق !!! (و مفطوم اللبن ما بسكتو اللولاى )
عبد المنعم على التوم
[email protected].
التاسع عشر من ابريل 2020
إن جائحة كورونا، لشديدة العدوي وقاتلة، رَكَّعت أعتي إقتصادات العالم، وعلي الرغم من جهل العديد من هذه الدول لمصدرها، أو للطريقة التي إنتقلت بها إليها، إلا أنها لم تألوا جهداً، أبداً، في محاربتها، وعلي مدار الساعة، لماذا ؟! لأنهم، وعلي العكس من الكيزان، لهم عقول يعقلون بها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
إن الوباء قد أصبح وأقعاً ماثلاً في بلادنا، ولقد أجمعت الدنيا بأكملها، أن التباعد الإجتماعي، والحجر المنزلي، هما الحلان الوحيدان المتوفران حالياً، لمنع تفشيه ولمحاصرته !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
مع هذا الوضع، إنه لغباء إصطناعي، أن تبحثوا عن أي مكسب سياسي، بمظاهرات بائسة، أو تجمعات يائسة، أو حتي صلوات جماعة، لأن ذلك، سوف يضيف فصيلتكم، لا محالة، إلي فصائل الحيوانات التي إنقرضت من علي وجه البسيطة، بحوله تعالي.