مقالات وآراء

جبريل براهو يا وجدي وود الفكي..!!

تأمُلات

كمال الهِدَي

 

. استمعت لجزء كبير من الحوار الذي رُوج له على أنه يحمل الجديد المثير حول عمل لجنة تفكيك التمكين.

 

. وكما يدرك أي متابع لهذه الزاوية فقد كنت أنتقد بعض ما قامت به اللجنة وقتذاك مع تأكيدي الدائم حينها بأن من يشكك في نزاهة بعض اعضائها، خاصة ود الفكي ووجدي مجرد واهم أو شخص مريض.

 

. ولم أكن أكتب ذلك لمعرفة بالرجلين، لكن الخالق جل شأنه منحنا القدرة على القراءة الجيدة ومعرفة الصالح من الطالح، وإلا لما تجاسرنا بالكتابة في الشأن العام.

 

. لكن لم يمنعني إحترامي لعضوي اللجنة وجدي وود الفكي بالطبع من انتقاد ما كنت أراه خطأً وقتها.

 

. أعدتكم لتلك الفترة بهذه المقدمة لكي أدلف للجزئية المهمة في حديثهما الأخير بأن (اللص) جبريل لم يكن مؤمناً بالثورة، وأنه وصل لمنصبه بسبب الإتفاقية وليس لمساهمته في الثورة أو إيمانه بها، وبالطبع ما بين القوسين من عندي ولم يذكر المفردة وجدي وود الفكي.

 

. وهنا أود أن أذكرهما بأن من سمحت لهم (مؤآمرة) جوبا بتخريب ثورة الشباب وإعادة أسيادهم الكيزان للمشهد كثر جداً ولم يكن جبريل بمفرده.

 

. وهذا يطرح السؤال الملح الذي كتبت حوله عشرات المقالات التي بدأتها منذ اليوم الثالث أو الرابع لمفاوضات سلام جوبا المزعوم.

 

. السؤال هو: لماذا سمحت قحت ورئيس وزراء حكومة الثورة بإكتمال تلك المؤآمرة.

 

. علماَ بأن د. حمدوك قال في أول خطاب له أن السلام يمثل لهم أولوية.

 

. فكيف إذاً تترك حكومة الثورة أولويتها للكباشي وحميدتي والتعايشي لينتهي الأمر بتوقيع اتفاق بدا منذ وهلته الأولى أنه مؤآمرة ستؤدي لا محال لمثل ما نحن فيه اليوم.

 

. فلولا تلك المؤآمرة لما توفرت للبرهان حاضنة لإنقلابه من بعض أرزقية وعطالى الجبهة الثورية مثل هجو والجاكومي وجبريل ومناوي وغيرهم، ولربما كان من الممكن تجنب الحرب الحالية لو أن رئيس حكومة الثورة إمتلك شجاعة العودة لقواعده وخاطب شباب الثورة بأن ما يجري في جوبا لن يصب في مصلحة ثورتهم ولا في مصلحة الوطن.

 

.فهل فات ذلك على قادة سياسيين وتصرفوا مثل رجل الشارع العادي الذي كان يعقب على ما كنا نكتب حينذاك “السلام سمح يا أستاذ ودعوا الأمر يكتمل وسوف نرى ثمراته”، أم كان هناك بعض التقاعس و(التطنيش) لأسباب يعلمها من (طنشوا)!! .

 

. لهذا ظللت أردد دائماً أننا ساهمنا جميعاً كسودانيين في المآسي التي نعيشها حالياً.

 

.بالطبع تقع المسئولية الأكبر على الكيزان المقاطيع الذين عاثوا في البلد فساداً على مدى عقود طويلة.

 

إلا أن ذلك لا يعفينا كثوار ولا يعفي حكومة الثورة وقحت من جزء كبير من المسئولية.

 

. فلو فكر الثوار وقتذاك بعمق وقرأوا ما كان يجري بشكل جيد، أو أعانهم قادة الحراك لتمكنوا بزخمهم ومدهم الثوري الرهيب من وقف تلك المؤآمرة.

 

. قال ود الفكي في حديثه الأخير أيضاً كلاماً عن شباب الثورة وحراستهم للمخابز والدقيق وأن هناك من حاولوا تثبيط همتهم حتى لا يحرسوا ثورتهم، وبوصفي واحداً ممن كانوا يرفضون فكرة إشغال شباب الثورة بحراسة المخابز وشاحنات الوقود رأيت أن أعلق على هذه الجزئية.

 

. فحين رفضت الفكرة في كتاباتي وقتها كان رأيي أن الثورة تُحرس بالعمل السياسي ولو أن حكومة الثورة التزمت بتشكيل المجلس التشريعي لعرف الشباب كيف يحرسون ثورتهم.

 

. أما حراسة المخابز والدقيق وشاحنات الوقود فهي مهام قوات الشرطة التي كان يتوجب على رئيس حكومة الثورة أن يعرف كيف يلزمها بعملها ويحاسبها على التقصير فيه، لكن المشكلة أنهم تركوا تلك الشئون الهامة للعسكر فتلاعبوا بنا كما أرادوا.

 

. يكفي شباب الثورة ما قدموه من تضحيات ومن صورة بهية أيام الإعتصام، وليس منطقياً أن نتوقع تسيير العمل في دولاب الدولة بنهج العون الذاتي بعد أن تشكلت حكومة الثورة بوزرائها وكافة مسئوليها.

 

. الأمر الآخر الذي جذب انتباهي البارحة هو حديث التعايشي في حوار قصير لم استطع إكمال سماعه من شدة (القرف).

. فقد سمعت (لجلجة) التعايشي عن إتفاق جوبا ومحاصصته وكأنه مجرد مراقب أو متابع من على البعد، مع إن التعايشي لعب أقذر وأقبح الأدوار في تلك المؤآمرة برفقة حميدتي والكباشي.

 

. كان لابد من التعليق على هذه النقاط لأننا ما زلنا بالرغم من كل ما جري ويجري نستنسخ أخطاءنا وننسى كمستنيرين من تسببوا لنا في الأذى لدرجة أن يستضيف أحدهم شخصاً مثل التعايشي لكي ينظر لنا حول سلام جوبا!.

 

. وما لم ننتبه جميعاً لتقصيرنا واتكاليتنا فلن يتوقف النزيف إطلاقاً.

 

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. من يحاكم الناس بعيد عن القضاء بدون توفر شروط صحيحة من وجود قاضي ودفاع عن المتهم ( محامي) وممثل اتهام ومتهم اركان العدالة المعروفة الراسخة الثابتة كيف يكون نزيه يا هذا ؟ كيف لجهة ان تمثل السلطات الثلاث ؟ من لا يعرف وسائل العدالة الصحيحة ثم يتقحم ويدعي انه يبحث عن تحقيق عدالة كيف يكون نزيه ؟ كلامك عاطفي وانفعالي . من اسباب ضياع الثورة همجية لجنة ازالة التمكين واعتمادها على بندقية الدعم الصريع في اخذ الخصوم لم تسعى لتحقيق العدالة ورد المظالم بالطرق القانونية المعروفة . ان تجرد شخص واحد من الدفاع عن حقه بالطرق القانونية ( توفر قاضي ومحكمة ومحامي لكل متهم ذاك هو العدل ) فقد جردت الجميع كيف بك وانك قد جردت الجميع ؟

    1. عمل لجنة التفكيك كان قانونيا واستند على القانون الصادر بخصوص تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، وما تمت مصادرته من اراضي واموال كان ذلك قانونيا حسب ان الجهات التي استولت على هذه الاراضي والاموال لم تستطع اثبات طريقة الحصول عليها بصورة قانونية. ما يجب ان يوضح للناس ان قانون من اين لك هذا وما شابه من قوانين توجب على الجهة المعنية سواء كانت افراد او مؤسسات اثبات حصولهم على الاموال والممتلكات بصورة قانونية.
      اتاح القانون الاستئناف امام لجنة تم تعطيلها بواسطة ابراهيم جابر ورجاء نيكولا التى تمت مكافئتها بمواصله استخدامها في مجلس السيادة بعد انقلاب اكتوبر.

  2. وجدى ومحمد الفكى لايساون غبار جزمه الدكتور الوطني جبريل ابراهيم

    1. تمكين ثلاثون عاما لن تمحوه ثوره فى عام واحد السكوت على فض اعتصام القياده هى اول خطوات الردة عندما خرج الثوار فى الثلاثون من يونيو بشكل ارعب العسكر والكيزان لم تستثمر القوى الثوريه هذا الحراك فكان عليهم ان يعلنوا عن اعتصام بشارع المطار وان يتم تكوين حكومة الثورة من داخل الاعتصام وتكوين المجلس التشريعى الذى لم يتم تكوينه بمماطلة العسكر لانهم مبيتين نية الانقضاض على الثورة وان يتم وضع دستور يعطى رئيس الوزراء حق التوصية بتعيين واقالة قادة الاجهزة الامنيه وترفع للبرلمان وان يكون رئيس الوزراء هو القائد الأعلى للجيش وذلك بغرض خضوع العسكر للارادة المدنيه تماما ما حدث من ردة هو نتيجة للتمكين طوال ثلاثون عاما فضلا عن نقص الخبرة الكافيه لإدارة وتوظيف الثورة بشكل امثل

    2. احلف قسم انت ليس اوشيك ولاجعفر اوشيك ال اوشيك البجة عموما عادلين صادقين بطبعهم ولا يخزون الاشياء بسطحية وعفوية ولايتحدثون فيما لايعنيهم وما لا يعرفون كعادة اغلب السودانيين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..