بين بشار والبشير. السودان، عاش تحت حكم البشير أسوأ تاريخه منذ الاستقلال،

عبد الرحمن الراشد

بلدان مختلفان ورئيسان متشابهان. في سوريا والسودان، بشار الأسد وعمر البشير، كلاهما يواجهان محنة في الحكم. باسم إفشال المؤامرات، عاشا على الغزو والحروب. الرئيس السوداني عمر البشير، عاش معظم حكمه في حروب شغل بها الشعب السوداني منذ أن استولى على السلطة قبل اثنين وعشرين عاما.

وها هو يهرب من مشاكله الداخلية إلى الحدود بعد أن اضطربت الأوضاع في العاصمة السودانية، وتنادت القوى السياسية المختلفة تريد نهاية لحكمه الدموي. أعلن البشير أنه بصدد تحرير هيجليج، وإسقاط حكومة جوبا التي تحكم السودان الجنوبي. يريد إقناع شعبه بأنه يعتزم تحرير مدينة واحدة وهو الذي باع الجنوب بأكمله قبل خمس سنوات عندما رأى أنه محاصر دوليا بسبب جرائمه في غرب وجنوب البلاد.

الآن يريد إشغال الشعب السوداني بحرب جديدة، ومن أجلها يسعى لتجنيد الشباب إجبارا للقتال، معتقدا أنه بهذه الحيلة القديمة سيمدد حكمه سنوات إضافية، ويتجاوز بها الغضب الشعبي ضده. باسم محاربة الأجنبي، وتوحيد الصف الداخلي، ولجم المؤامرة سيمنع الجميع من الاعتراض عليه ويزج منتقديه في السجون. وهو ليس جديدا على هذه اللعبة، فقد عاش عقدين من الحروب الداخلية أنهك بها معارضيه وطوع قيادات المعارضة – مثل الصادق المهدي – التي صارت ترفض الانتفاض عليه خوفا من بطشه. فهل السودان، الذي عاش تحت حكم البشير أسوأ تاريخه منذ الاستقلال، سيرضى أن يقاد إلى حرب أخرى من حروب البشير؟ وحروب البشير لا تنتهي؛ من النوبة، وكردفان، والنيل الأزرق، ودارفور، والآن مع حكومة الجنوب على أبيي. عدا أنه مطلوب القبض عليه دوليا لما ارتكبه من جرائم إبادة ضد أهالي دارفور.

بشار والبشير نموذجان للحكم الذي يقوم على حكم الأمن والعسكر، بلا أي قيم أخرى، وسيمعنان في ارتكاب المزيد من الجرائم مهما كلف البقاء من ثمن.

وكما كشفت عورة نظام الأسد حديثا، فإن البشير الذي غرر بكثير من المثقفين العرب كشفت هو الآخر أكاذيبه التي غلفها بالوطنية والعروبة والإسلام. لم يكن الأمر يتطلب كثيرا لاكتشاف الوجه الحقيقي لرئيس سيئ مثل البشير، فقد انقلب على نظام اختاره الشعب السوداني، وتعهد بأنها حكومة إنقاذ مؤقتة، ولم يعرف بعدها السودانيون سوى خيارين؛ الانخراط في الحروب الداخلية أو الهجرة إلى الخارج، حتى فرغ الساحة لنفسه وأقاربه وقياداته العسكرية المقربة منه.

بشار أصبح أمره في يد الشعب السوري يقرر ما يريده في ثورته التي لم تتوقف يوما واحدا منذ أن بدأت قبل أكثر من عام، والبشير لا يزال يتمنى أن تندلع الحرب مع الجنوب حتى يفرض على البلاد حالة طوارئ جديدة، ويستمر في إغلاق الصحف وتعميم تهمة الخيانة ضد معارضيه.

“الشرق الأوسط”

تعليق واحد

  1. يا سلام على كُتّاب الحيطة المايلة , أنت أحد الكُتّاب والصحفيين الذين لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم.

  2. الكاتب معروف الهوى و الاتجاهات و عليه ان يكسب رضا اولياء نعمته بعيدا عن السودان .

  3. مقال ركيك يا أستاذ عبدالرحمن وأنصحك بالإبتعاد عن هذه المواضيع لأن السودانيون مهماوصل بهم الحال من إختلاف فهم يجتمعون في نقطة أنهم لايرضون أن يسطر مشاعرهم من هو غريب عنهم ولايعيش بينهم فقط يستسقي أخباره من النت والمواقع الإسفيرية ..

  4. عميل يا الراشد .. معوف عنك انك من أتباع الصهيونية منذ أن كنت رئيساً لتحرير جريدة الشرق الأوسط والآن انت مديراً لقناة العربية .. انت لا تشبه السعوديين في شئ يا عميل.. عربي دنئ والعرب منك براؤن

  5. كلمة الحق لا يهم ممن تصدر ! انتم يا اولياء الكيزان اكلما جاكمعاقل بما لاتهوى انفسكم استكبرتم؟ لا يوجد خطاء فى حرف من ماسطره عبدالرحمن الراشد اسم عللى مسمى اكثر الله من امثاله لفضح انثال هولاء المجرمين المتدثرين بثياب السياسة!

  6. هو الذي باع الجنوب بأكمله قبل خمس سنوات عندما رأى أنه محاصر دوليا بسبب جرائمه في غرب وجنوب البلاد.

    اتمنى انة كل الشعب السوداني يعرف و يعي هذة الجملة

  7. صحيفة الشرق الاوسط هى لسان حال …… يعنى البشير فقد العرب .. وفقد مصر .. وخسر العالم .. انها فعلا معجزة ان يستمر نظام بهذا السؤ فى الحكم . معجزه .

  8. نعم البشير يسير فى نفس إتجاه الاسد و مصير القذافى — غير أن البشير اثار حروب قتلت اللاف السودانيين ما لم يفعله لا القذافى ولا الاسد
    وسوف يحارب الشعب السودنى البشير غدا
    اخطأ الكاتب ذلك أن الصادق لا يريد حكما إلا كما تعود وامله كبيرا جدا فى تولية ابنه العسكرى مقاليد السلطة وهو يفهم أن حزب الأمة الى زوال وأن قواعد الطائفية انتقلت من الدوائر المقفولة الى التنافس المفتوح والان الى الخسران المبين والصادق قد أدمن الدورة ( عسكر — طائفية – عسكر — طائفية –الخ -)
    اما سيلفاكير لا نفهم فى انجراره للحرب هل هو بشير الجنوب لا يستطيع العيش بلا حروب ام ماذا؟؟؟؟

  9. ما عارف لكن عبدالرحمن الراشد ظلم بشار حينما قارنه بعمر العوير (البشير)
    برغم ان الاتنين ظغاة ولكن طاغية افضل من طاغية — على الاقل بشار بدأ ابادة شعبه قبل سنه
    وسبقه قى ذلك المجرم البشير بسنين عددا — الم اقل بأن الراشد ظلم بشار !!!
    اتذكرت حاجة .. البشير خريج ثانوى ولا يستطيع حتى تجويد اللغة العربية ولا يستطيع تركيب جمل مفيده (يعنى زى القذافى)بتكلم كلام خارم بارم
    بينما بشار طبيب وبتالى مثقف رغم دكتاتوريته البغيضة

  10. الى الذين يوجهون اللوم والعتاب الى الاستاذ/غبد الرحمن الراشد إنطبق عليهم المثل السودانى الذى يتحدث عن ذلك الشخض الذى اخفى معدات الدفن من الذين هموا بدفن ابيه!! فالاستاذ/الراشد لم يكتب إلا صدقاوالشعب السودانى بأثره عرق حقيقة رئيسه السفاح الضيق الافق المتبلد الذهن وكان حريا بالذين يحاولون الدفاع عنه ان يبرزوا لنا حسنات سنوات حكمه الملىء بالخزى والعار والقتل والفساد، والتاريخ لايذكر امثاله إلا بما كسبة أيديه والرئيس الراحل جمال عبد الناصر ظل بطلا فى نظر امته العربيه رغم خسارته فى حرب 67تماما كخليفته انور السادات الذى إستعاد ما خسره عبد الناصر وفى كلا الحالتين كان هناك قتلى وهدر للموارد ولا يوجد وجه شبه بين عبد الناصر والسادات من جانب والبشير وبشار الاسد فى الجانب الاخر وفرق كبير وشاسع بين زعيم يقتل شعبه ليبقى فى السلطه وزعيم يستشهد شعبه بأيدى أعداءه وهو يدافع عن ارضه وكرامته وشرع الله واضح فى مثل هذه المسائل0

  11. اخي انا اتفق معك في كل ماقلت تماما ولكن هناك مالم تقله وهو ان نظام الانقاذ بمحاولته المستمرة لتكميم افواه الشعب السوداني ومحاولة ان يقول الناس مالم تقله قد جند مجموعة من ارزقيته لما اسماه بالجهاد الالكتروني الذين يتحدثون باسم الشعب المغلوب الذي يعاني من نزيف كوادره المؤهلة والامية الابجدية ناهيك عن استخدام النت وانت كشخص خبر الانظمة الدكتاتورية في العالم العربي فهذا مايقوم به الاباطرة من قديم الزمان
    لان الدكتاتوريين متشابهين في تصرفاتهم وردود افعالهم الى حد مدهش

  12. للا سف بعض من المعلاقاتية (الإمع) يظنون كل نصيحة هجمة علي النظام ومؤامره رحم الله فردا راي ما لا تراة وشخص عيوبك
    ******** ما قلت انتم عرب واخوة والنصيحة لا تقبلونها تعرفون الشحدة وفي دي تبقوا عرب اصلاء
    طظ فيكم

    *** مشكلة السوداني مكابر حتي في الغلط يغلط ولا يعترف بغلطة ولا يعتذر ديل بغالطو الخواجات

  13. مع اننى اختلف مع نظام الحكم فى السودان لانه لم يقدم الى السودان لا الفقر والمرض
    ولكن لا ارضى بان يتفوف اى شخص على السودان او على رمزيته بكلمه واحده

  14. ارجو من جميع الاخوة مهما كانت حرية النشر والتعبير الاسفيرية متاحة ان يبتعدو عن الاساءة والتجريح فانها ليس بها عضداو سند للتعليق او الرد وكذلك المسلم لابطعان ولابذي
    اما الاستاذ/ الراشد فانة من خلال متابعتي لموضوعة فانة لقد صدق في مقارنتة تلك بين الرئيسين في موضوعية وحيادية يحسد عليها.
    اما الاخ /بابكر الذي علق علي الراشد بعدم التدخل فانها غيرة محبوبة لاجل الوطن او ليس الراشد هذا عربيا وسعوديا كمان فانة اخيك في الدم والعروبة المفتري عليها انتم حتي مع العرب الاقحاح عندكم ………كلام

  15. الملاحظ ان البشير من يوم دخل جرمته العسكرية في السياسة والحرب مستعرة في السودان وصوت السلاح ما قف في جهة والا يتسمع في جهة تانية الجنوب والغرب والشرق والجنوب الغربي وحتي ام درمان وكسلا وصلتها المعارك وطبعا قبل 30 يونيو الشؤوم ما كنا بنعرف منو البشير ولا متخيلين هذا الانسان البسيط الساكن في كوبر حيكون اكبر كابوس في تاريخ السياسة السودانية ولكن بين ليل وضحاها بقي رئيسنا بالرجالة وورانا نجوم الضهر ، ولكن سوال لما البشير بالذات في هذه اللحظة التاريخية من عمر السودان ، والاجابة علي كده انه البشير بيمثل مرحلة الانتحار للحركة الاسلامية الاشتد عودها وبقي اتباعها بمئات الالاف وتمتلك مبالغ مخزنة في البنوك الاسلامية بالترليونات وغير الصحف والاستثمارات في كل، ولكن الجبهة الاسلامية وبناء علي تقديرات ابو النرجسية السودانية حسن الترابي احس بان الوقت قد حان للقفز للسلطة ولكن هذا القفز ادي الي موت التجربة الاسلامية بالكامل وتحولها لنظام سلطوي ينخر فيه الفساد والارهاب والتعزيب وكل صنوف الذم البيعرفها الناس ، واهو فيه خير البشير ريحنا من دجل الاخوان وكذبهم بطهارة اللسان وعفة اليد ، ومسالة وقت والبشير يطير وفي موشرات كتيرة لاحة في افق السياسة السودانية بقرب انتها النظام ولنا في مصر عبرة منو كان بيظن ان مبارك بيسقط قبل الثورة تبدا بيوم واحد ، كل الحسابات بتقول حيحكم مصر ومن بعده جمال ومن بعده حفيد جمال كمان وكذلك سقوط القذافي وبكرة لناظره قريب وقد بدات عفارب الساعة في الدوران ويا البشير فتش ليك طيارة توديك قطر من اسي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..