مقالات وآراء

 الاصطفاف الوطنى لاجل خلاص

وطن منهك من صراع الاجندة الحزبية والذاتية الضيقة..وتطلعا لارتقاء جميع قوى الثورةلمستوى التحديات الوطنية الماثلة.. الاقتصادية والصحية والامنية والسياسية يتطلب الامر التزام اصطفاف وطنى حول حلول القضايا المصيرية ووضع خطوط حمراء لا يجوز تخطيها او المساومة حولها اوالمساهمة بتعطيل وتثبيط خطط المعالجة لها .
وما يحدث الان من مواجع وفواجع تهد جسد الوطن جديرة باستلهام ارث السودانى الراكز عند الشدائد..وتفعيل ارادة العمل وقيم الخير وكبت بؤر الشر و خفافيش الاصطياد بالماء العكر والتى يتطلب الامر حسمها فممارستها مقززة اخلاقيا ومحرمة دينيا فيجب الا تكون منبوذة فقط بعرفنا الوطنى..فمن يمارسونها حتما هم مجردون من وازع الدين والاحساس بقيمة الانتماء الحق للوطن ومنعدمى قيم الاخلاق فلا مناص هنا من تفعيل آليات (البفوت الحدود واسو ).. ليخرج الوطن من معضلة تعكير صفو المسير..فلن يبلغ البنيان يوما تمامه اذا كنت تبنى وغيرك يهدم…. فبالرغم من الازمة الصحية العالمية التى احدثت الكثير من المستجدات الداخلية والخارجيةوالتى سيكون لها ما بعدها..ستظل ابواب الامل مشرعة لخروج المارد السودانى العملاق من وهدة نفق الانقاذ،ودمار تداعياته المستمرة ..الى افاق حجم الموارد والتطلعات..
ولن يتم هذا الا عبر اصطفاف وطنى حول التزام صارم بثوابت وطنية فى مجال الاقتصاد تلزم بمساعدة الجميع على انفاذ السياسات المتفق عليها والبعد عن استغلال التخريب الاقتصادى فعلا اوقولا لاغراض اجندة السياسة ..مع ضرورة بث حملات الوعى الوطنى فى هذا الشأن حتى لايتم استغلال عواطف الجماهير ضد تنفيذ خطط الاقتصاد..وتحديدا رفع الدعم الذى سخر ت اقدار الله حلا لاكبر مسبباته وما يتبعها من اثراقتصادى وسياسى ..
|بالانخفاض الكبير لاسعار النفط العالمية والتى يجب استغلالهاباستصحاب ا استشارة الكفاءات السودانية الخبيرة بدهاليز هذا المجال المبذولة.. والشروع بملء كل مواعين التخزين المتاحة والممكنة..والتى يفترض ان تكون كبيرة جدا اذا لم يكن اكلها الفأر…فالمنشور عن مخازن وقود بعقد واحد خلال عقد الانقاذ الاخير تكلفة تشييدها مبلغ وقدره ثلاثة وتسعون مليون يورو…فكم تسع المستودعات الاستراتيجية للوقود بالسودان التى انفق عليها من شحيح موارد الشعب لمثل هذا اليوم مئات الملايين من الدولارات..بالاضافة للمستوعات الخاصة بشركات البترول المختلفة وغيرها..
من المواعين الفردية…فيجب دراسة كيفية التعاقد الامثل على وقود كل الفترة الانتقالية فى ظل خيارات التمويل والامداد والتخزين المتاحة والمعطيات والتنبؤات. واستغلال موسم انتاح القمح الناجح كمدخل لحل جذرى لصنو الوقود الاصغر فاتورة الخبز خلال كامل فترة المرحلة الانتقالية ولن يتبقى لنا من السلع الاستراتيجية التى تحدث الهلع ..واختلال ميزان المدفوعات سوى الدواء المستورد والذى يمكن حله وغيره من السلع المستوردة الاخرى عبر ا غلاق ثغرات عدم عودة عائدات الصادرات . وذلك عبر انشاء شركةحكومية للانتاج والتصدير يقوم على امرها كفاءات سودانية مؤهلة وذات قدرات عالية بالعمل بمجالات الانتاج والتصدير المستهدفة وذلك لسلة سلع سودانية لنا بها ميزات نسبية تشمل الذهب والحيوانان الحية واللحوم والصمغ والحبوب الزيتية والمحاصيل البستانية والخضروات والاعلاف ..وان تقوم باستيراد السلع الاستراتيجية…وتدير مع وزارة المالية وبنك السودان وبدعم لجنة الطوارئ صنع التوازن للميزان التجارى باسرع فترة ممكنة وبما يمكن من بناء رصيد من العملات الحرة..وهذا حتما سيحدث الاستقرار المطلوب لقيمة العملة الوطنية عند المستويات المستهدفة ويحد من الاثر السالب الذى كان سيحيق بمجمل موازنة عام ٢٠٢٠ من جراء الاتساع المستمر للفاتق عن الراتق كل ما استمر التدنى فى قيمة العملة الوطنية والذى كان يسير خلال الربع الاول بوتيرة كارثية..خاصة مع تدنى الايرادات العامة نتيجة جائحة كورونا مع كبر الصرف على الصحة..الامر الذى ترتب عليه انحراف مخيف بين الايرادات والمصروفات المخططة والاداء الفعلى ونحن على اعتاب تطبيق زيادة كبيرة للاجور بالقطاع العام سيكون خطر جدا تمويلها من غير مصادر حقيقية فى ظل وضع الموازنة الراهن و معدلات التضخم الجامح الحالية..
الامر الذى يجعلها ورم ارقام مع استمرار تدنى القوة الشرائية للعملة الوطنية.. ويفرغها من هدفها ..وللاسف ماتحقق حتى الان من خلال نفرة القومة للوطن لا يساوى ١٠%من الايرادات الضريبية المفقودة خلال ايام الحظر الراهنة فقط.. عليه سيكون الاصطفاف الحقيقى والقومة للوطن المنشودة ضرورة لسد هذه الفرقة وتمكين حكومة الثورة بالوفاء بكل التزامات الصرف من خلال ايرادات حقيقية بالتبرع للقومة للوطن والامتثال الضريبي الطوعى لوطن يستحق ..لان اساس الحل الاقتصادى يمر عبر توازن الميزان والميزانية..وهما المؤثران على قيمة العملة الوطنية وتداعياتها الخطيرة ..وادارتهما برؤية ثاقبة واصطفاف وطنى خلال المرحلة الانتقالية يمثل جزء كبير من امكانية المخرج الواقعى من الازمة الاقتصادية الراهنة.. مع مراعاة حسم المؤثرات الاخرى مثل العمل الطفيلى المتمثل فى المضاربات باسعار العملة الوطنية وحسم جميع ممارسات الاقتصاد الاسودالمعلومة والشركات الرمادية..
مع دراسة الحجم الحقيقى لعرض النقود خارج الجهاز المصرفى وربطه بمدى صدقية الحديث عن تزوير العملة ..والفعل المتعمد من مؤسسات وافراد النظام السابق ذوى الكتلة النقدية الكبيرة الناتجة عن التراكم الراسمالى الذى حدث بعمل ممنهج عبر سياسات التمكين الممارسة لثلاثة عقود من الزمان ..وواضح سوء استغلالها خلال الفترة بعد انتصار الثورة بتخريب الاقتصاد والاحتفاء عبر الوسائط بنتائج الاعمال غير الوطنية وتاثيراتها الاقتصادية على سعر العملة الوطنية..وتداعياتها السالبة على معدلات التضخم والمستوى العام للاسعار وانعكاساتها السياسية والامنية على قوة الوطن وتطلعات الشعب وتماسك الثوار..واتخاذ القرارات الحاسمة المطلوبة التى تحد من تعويق انفلات عرض النقود لنجاح السياسات الاقتصادية الكلية…
والتى تجرم وتحسم تجاوز الثوابت الاقتصادية الوطنية والتعدي على المصالح العليا للدولة لاغراض سياسية او ذاتية ضيقة..ونجاح الخروج العاجل من ازمة الاقتصاد سينزل بردا وسلاما على مجمل مفاصل الوطن وعصب الدولة..ويحد من المخاطر المحدقة بالوطن وشرور الزواحف.. .عادل محجوب على
عادل محجوب على
[email protected]

‫4 تعليقات

  1. أول مرة الواحد يقرأ مقال يقدم رؤية ويطرح حلول حقيقية للمشاكل التي نعيشها.
    احدى افات هذه المرحلة أن الجميع هرع الى القلم إما لنقد هدام للحكومة باعتبارها قد فشلت أو تملق لها وسب وشتم بأن الكيزان هم السبب حتى أصبح تكرار هذا الكلام باعتباره مشجبا لتعليق الفشل ممجوجا
    والناس اليوم تجوع بمعنى كلمة تجوع.. تجوع بحق وحقيقة وليس اصطلاحا، نسبة هائلة من الناس لا تأكل أكثر من وجبة أو اثنتين في اليوم وهي غالبا وجبة فقيرة من الناحية الغذائية.
    يجب علينا أن نتكاتف جميعا ونتشارك الفكر والرأي كيف نخرج من هذ ا المأزق وليت من يدعون الكتابة الصحفية أن بشاركوا بأقلامهم في تقديم الرؤى والمبادرات أو أن ينطموا حتى لا يشوشوا على متخذ القرار وأقصد عينة الصحفيين الذين يكتبون هذه الأيام ليقللوا من حجم المشكلة ممثلة في صفوف الوقود والخبز والغاز وانعدام الدواء وارتفاع الاسعار الفاحش.

    1. لك التحية الاخ عادل وانت تجسد المعني الحقيقي للوطنيه الذي يجعلك دوما تسخر كل امكانياتك المعرفيه المتراكمه لتقديم حلول للخروج بالوطن المكلوم والمنهك نتاج سياسات النهب التي مورست عليه ..
      دمت بخير واعانك الله
      ونتمي ان تجد كتاباتك الاهتمام من المسئولين

  2. لك التحية الاخ عادل وانت تجسد المعني الحقيقي للوطنيه الذي يجعلك دوما تسخر كل امكانياتك المعرفيه المتراكمه لتقديم حلول للخروج بالوطن المكلوم والمنهك نتاج سياسات النهب التي مورست عليه ..
    دمت بخير واعانك الله
    ونتمي ان تجد كتاباتك الاهتمام من المسئولين

    1. م لفت نظري كتاباتك عن الوطن ومعالجه الظواهر السالبه لبناء وطن مكتمل الأركان اساسه إصلاح الفرد ومن ثم المجتمع ومن ثم الدوله مثلا الخلل الرئيسي لبناء هذا السودان الجميل بخيراته الإصلاح المؤسسي للمؤسسات الدوله والرقابة عليها من خلال اجهزه حكم راشده أساسها عدم التسيس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..