رواية (الخفاء و رائعة النهار) بين حضور المؤلف و عزله (11)

(عطا) محتجاً
على السارد
ماذا لو تولى
حكايته مع (روضة) بنفسه ؟….
أليس هو الأقدر
على سرد
ما يحدث له مع (روضة) ؟!؟!…
(عطا و روضة) شجرتان
تتميزان بالإخضرار والإعتدال
أنبتتنا أرض المدينة الصغيرة
إنباتاً غريباً و مدهشاً
ظل أهل المدينة
يتفاعلون مع غرابة الشجرتين
لتفرد فصيلتهما
و إلتصاق جذعيهما معاً
كانت إحداهما
أطول من الأخرى
بينما تفوقها الأقصر
نضارة و إمتلاءً ؛؛؛؛؛
لكنهما يتجانسان
في السموق و الإعتدال
و الأوراق السميكة
إتخذهما البعض مزاراً
يتفاؤلون برؤيتهما
و يستظلون بفيئهما
ساعات إوار الهجير
كان (عطا و روضة)
بتعهداهما بالرعاية و الإهتمام
بل كنتُ أحياناً أهفو أن أسبقها
فأجدها هناكي
تنظف
تشذب الأفنان
تجمع الأوراق الجافة
تعمق جدولها
تسقيه
تفترش الظل الوريف
بحصيرة من سعف النخيل
تدخل السارد مقاطعاً
إنك تضيف أحداثاً
لم يوردها المؤلف
همس (عطا)
ألم نعزله ؟ ….
لكن
في روايته الخفاء و رائعة النهار
ظل يورد أحداثاً
غفلت أنت عنها
لعلها كانت كامنة
بين ثنايا زخم تفاصيل وقائع الحكاية المتعاقبة !!؟….
و تجاوزتها قصداً
لذلك لم أفرد لها حيزاً
كأنك تعيد إنتاج الرواية مجدداً
فقط هذه محاولة لإستكمال حكايتي مع (روضة) !؟!؟…..
* * *
رحيل والدة (روضة)
عقب ميلادها مباشرة
أحزن والدها (عيد) و أدخله
في دوامة التخبط بحثاً
عن زوجة أخرى لرعاية إبنته اليتيمة
لكن العمة (سكينة) حسمت الأمر
كعُرف أهل ذاك الزمان السائد
و وفقاً لعلائق صلة الرحم
كفلتها عمتها (سكينة)
شقيقة أبيها (عيد)
النشأة و التكوين لصنوي الأثيرة
كان تحت رعاية عمتها (سكينة)
فهي كما يرى الجميع
أحق برعاية (روضة)
من غيرها
فزوجها رحل مبكراً
قبل أن تنجب
و أقسمتْ ألا تتزوج مرة ثانية
لإعتقادها الجازم ألا مثيل للراحل !؟..
السارد يستوقف (عطا) غاضباً
إنك تستولى على منصب الراوي العليم غصباً !؟!؟…
على الرغم من إزاحتك له قبلاً
دع شخوص الرواية يتحدثون
عن ذواتهم إصالة و ليس إنابة عنهم كما تفعل أنت مختلساً دور غيرك
(عطا) يستجيب مقهوراً
شببت عن الطوق
في معية إبن عمي (عطا)
حقاً كان يكبرني بعدة سنوات
غير أني لا أرضى عنها بديلاً
من بنات جنسها مهما علا شأن الأخرى جمالاً و مالاً و علماً !!؟…
كذلك كنتُ أنا مثل إبن أخي (عيد)
لا أرى في كل الرجال من يماثل زوجي الراحل ؛؛؛؛؛
فعوضتني (روضة) عن البنت التي لم أنجبها ؛؛؛؛؛
عمتي (سكينة) بل كانت كأمي التي وهبتني خلاصة الحياة و عصارتها
فعشقنى (عطا)
كما لم يعشق رجل إمرأة في مدينتنا. و ظل نصفي الآخر
و أنا نصفه المفقود
كلانا يبحث عن إستكمال ذاته في الآخر !!!؟…..
أنا (عطا) أبحث عن نصفي في (روضة)
و كذلك (روضة) ترى أنها بدون (عطا) !؟!؟….
تظل ناقصة غير مكتملة
يقول (حكيم) نقلاً عن المثلوجيا الإغريقية
حينما علمتْ الآلهة أن بني البشر
يتطلعون صوب العلو لمكانتها المقدسة
غضبت عليهم فقسمتهم نصفين
و من يومها ظل كل يبحث عن نصفه الآخر !!؟…
حينما إكتملتْ أُنوثة (روضة)
و صرتُ مطمح شباب المدينة الصغيرة
قررتْ العمة (سكينة) أن تزوجني لزينة الرجال مقاماً و أغناهم و أكثرهم كرماً و شهامة
لكن (روضتي) بأنفه و كبرياء رفضتهم جميعاً و قالتها لا كبيرة لأول
مرة أمام أمها العمة (سكينة) التي أحسنت تقويمها سلوكاً و كرامة و عزة نفس و أخلاقاً !!؟….

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..