معتمد معتمدية اللاجئين حمد الجزولي: السودان يتحمل عبئاً ثقيلاً ونحتاج للدعم الدولي والوضع ?معقد جدا?

لا يوجد إحصاء رسمي بعدد اللاجئين السوريين واليمنيين في السودان
نقدم مساعدات عينية ومادية للاجئين العرب
هناك 4500 لاجئ تشادي في السودان نخطط لإعادتهم إلى بلادهم
وصل نحو 2500 لاجئ من أفريقيا الوسطى و(3) آخرين من الحدود الغربية
هنالك ثلاث مجموعات الأولى تعيش في المعسكرات، والثانية في المدن، والأخيرة هم طالبوا اللجوء
الامم المتحدة تدعم السودان بنحو 31 % من احتياجات اللاجئين والباقي تتحمله الحكومة
حوار- بهرام عبد المنعم
قال معتمد معتمدية اللاجئين، حمد الجزولي، إن السودان ستضيف أكثر من مليوني لاجئ، يمثلون ?عبئًا ثقيلًا جدًا?، في ظل ?ضعف الدعم الدولي?، ما جعل الوضع ?معقدا جدا?، حيث تحتاج الخرطوم إلى ?التعاون والدعم? من كافة الجهات المعنية.
وأوضح الجزولي، في حوار مع (اليوم التالي)، أن معظم هؤلاء اللاجئين هم من أريتريا، وإثيوبيا، والصومال، وتشاد، والكونغو الديمقراطية، وأفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، واليمن وسوريا. وأردف الجزولي بأن إعداد اللاجئين في تزايد مستمر وحدد المعتمد الطريقة التي يعيش فيها اللاجئون في السودان ولم ينف تعرض مجموعة منهم لشبكات التهريب والاتجار بالبشر مشيراً إلى أن كثير من هؤلاء يتعاملون مع السودان بأنه دولة (معبر) للوصول إلى البحر المتوسط في طريقهم إلى أوروبا.
* أعداد اللاجئين هل هي في زيادة أم نقصان؟
أعداد اللاجئين في تزايد مستمر، خاصة وأن السودان يستقبل أعدادًا كبيرة من دولة جنوب السودان، وكذلك لاجئين من أريتريا هاربين من الخدمة العسكرية الإلزامية.
ووضع السودان بشأن اللاجئين أصبح معقدا جدًا، وتحتاج الخرطوم إلى التعاون والدعم من كل الجهات المعنية لتؤدي دورها كاملًا تجاه اللاجئين.
* كيف يعيش اللاجئون في البلاد؟
هنا ثلاث مجموعات، الأولى تعيش في المعسكرات، والثانية في المدن، والأخيرة هم طالبوا اللجوء.
اللاجئون في المعسكرات يجدون الدعم والخدمات الضرورية من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمات أخرى.
ويوجد لاجئون بخلفيات ريفية، مثل الأرتريين، وتستضيفهم معتمدية اللاجئين في ثلاثة أنواع من المعسكرات، الأول ريفي زراعي، والثاني شبه حضري، وأخيرا معسكرات عمالة.
ويوجد اللاجئون الأريتريون والإثيوبيين في سبعة معسكرات ومراكز استقبال في الولايات الشرقية والوسطى.
أما بشأن اللاجئين الذين يعيشون في المدن، فقال الجزولي إنهم لا يحصلون على أية خدمات مقدمة من المجتمع الدولي، بل يشاركون المواطنين السودانيين في خدمات الصحة والتعليم والمياه.
* كيف تقيم أحوال اللاجئين العرب؟
لا يقتصر اللاجئون في السودان على القادمين من دول أفريقية، ولاسيما من دول الجوار، إذ يوجد لاجئون عرب.
والسودان استقبل عددًا كبيرًا (لم يحدده) من رعايا دول عربية، مثل سوريا واليمن، بعد الظروف الأمنية التي حدثت في المنطقة، منذ عام 2011.
ونقدم إلى اللاجئين العرب مساعدات عينية ومادية، بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ولا يوجد إحصاء رسمي بعدد اللاجئين السوريين واليمنيين في السودان، لكن منظمات غير حكومية تقدر عدد السوريين بأكثر من 200 ألف لاجئ.
* هل يتعرض اللاجئون إلى شبكات الاتجار في البشر؟
مجموعة كبيرة من اللاجئين من أريتريا وإثيوبيا والصومال يستخدمون السودان كمعبر للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، وصولًا إلى أوروبا، لكنهم يسقطون ضحايا لشبكات التهريب والاتجار بالبشر خلال هذه الرحلة الطويلة المحفوفة بالمخاطر.
هذه الظاهرة بدأت قبل ست سنوات في شرق السودان، والضحايا من اللاجئين وطالبي اللجوء.
السودان يكافح السودان هذه الظاهرة، التي تضاعفت معدلاتها مؤخرًا من جانب عصابات منظمة، على حدوده الشرقية مع إثيوبيا وأريتريا، ويمتد نشاطها إلى الحدود الشمالية الغربية مع ليبيا.
كما يعتبر السودان معبرًا ومصدرًا للمهاجرين غير الشرعيين، حيث يتم نقلهم إلى دول أخرى، مثل إسرائيل عبر صحراء سيناء المصرية، وكذلك إلى السواحل الأوروبية بعد تهريبهم إلى ليبيا.
* ما هي جهودكم بشأن هذه الظاهرة؟
الحكومة قامت بدور كبير، وتم في 2014 سن قانون لمكافحة الاتجار بالبشر، وأنشأت مجلسًا أعلى للهجرة، وعدلت قانون اللجوء، لعام 2014، وقانون الجوازات لعام 2015، وكونت اللجنة الوطنية لمكافحة الظاهرة.
وسبق أن استضافت الخرطوم، في أكتوبر 2014، اجتماعًا كان الأول من نوعه، ضم دولاً أفريقية وأوروبية، لبحث سبل الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية القادمة من دول منطقة القرن الأفريقي.
كما صادق البرلمان، مطلع 2014، على قانون لمكافحة هذه الظاهرة، تتراوح عقوباته بين الإعدام والسجن من 5 إلى 20 عامًا.
كما أنشأ السودان قوات مشتركة مع تشاد، والحدود بين الدولتين خالية من ظاهرة التهريب والاتجار بالبشر.
والسودان يخطط لإنشاء قوات مشتركة مع إثيوبيا، وتشاور مع ليبيا لتكوين قوات مشتركة مماثلة، لكن الأوضاع في ليبيا مؤخرًا حالت دون تنفيذ الفكرة.
* كيف تمضي عملية تسجيل اللاجئين؟
العقبة الرئيسة هي صعوبة تسجيل اللاجئين، بسبب التدفق المستمر من دول الجوار، وتعدد الجهات الحكومية التي تصدر إحصاءات بشأن اللاجئين.
ووصلتنا تقارير جديدة تفيد بدخول ثلاثة آلاف لاجئ جديد من حدود السودان الغربية، وتدفق 2500 لاجئ من أفريقيا الوسطى.
تدفقات اللاجئين من دولة جنوب السودان مستمرة، فالأوضاع ما زالت هشة في الدولة الجديدة.. السودان يستضيف أكثر من مليون و300 ألف لاجئ جنوب سوداني في كل ولايات السودان.
في معتمدية اللاجئين نقول إن عدد اللاجئين من جنوب السودان يبلغ مليونا و300 ألف، بينما المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (التابعة للأمم المتحدة) تتحدث عن 800 ألف، والفرق كبير.
لدينا في 2018 خطة تركز على تسجيل اللاجئين، فحصر وتدقيق الأعداد يساعدنا في التخطيط وتنفيذ البرامج وتقديم الخدمات، خاصة في مجال التعليم، مثل تحديد عدد الأطفال في سن لتعليم.
* كيف تقيم الدعم الدولي للاجئين؟
هناك ضعف في الخدمات المقدمة من المجتمع الدولي لدعم اللاجئين، خاصة في معسكرات اللاجئين من جنوب السودان.
وأعددنا دراسة في أواخر 2017، واكتشفنا أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تدعم السودان بنحو 31 % من احتياجات اللاجئين، والنسبة المتبقية تتحملها الخرطوم.
نحن دولة فقيرة لا تستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي لمواطنيها، واللاجئون يمثلون عبئا كبيرا جدا على السودان. وهناك نحو 29 ألف تلميذ من اللاجئين في سن الدراسة في ولاية النيل الأبيض، ولا يحصل سوى ستة آلاف فقط منهم على فرص دراسية، بسبب ضعف الإمكانيات المتوفرة.
* ماذا بشأن العودة الطوعية للاجئين؟
هناك 4500 لاجئ تشادي في السودان نخطط لإعادتهم إلى بلادهم، وبدأنا خطوات عملية واجتماعات فنية مع تشاد وجاهزون لتنفيذ الخطة، واستطعنا إعادة 1500 لاجئ إلى أفريقيا الوسطى في يناير الماضي. العودة الطوعية هي الحل الأمثل لمشكلة اللجوء عالميًا، أما الحلول الأخرى فهي جزئية وانتقائية، العودة الطوعية تعتبر الحل الأمثل للبلد الأصل والبلد المضيف وللاجئين أنفسهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..