الداعية والقيادي في الجماعة الإسلامية، ناجح إبراهيم، : الإخوان فقدوا السلطة والساعة لن تعود للوراء

أكد الداعية وقيادي الجماعة الإسلامية، ناجح إبراهيم، في حديث لقناة “العربية الحدث”، الأحد 14 يوليو/تموز، أن “الحركة الإسلامية فقدت الحكم في مصر، ولكن عليها ألا تفقد مكانها في المجتمع بالدخول في حرب تكسير عظام مع قوى المعارضة والجيش والشرطة، لأنها إن فقدت المجتمع، لن تستطيع العودة إلى السلطة مجدداً”، مشدداً على أن “عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء”.
وذكر أن “قطاعات كبيرة في الحركة الإسلامية المصرية تتبنى هذه الرؤية، ولكن بعد أن يهدأ الشحن العاطفي، ستعود الأمور إلى نصابها”.
وقال إبراهيم إن “الحركة الإسلامية المصرية بخبرتها وحنكتها لن تجنح إلى النموذج الجزائري”، الذي انتهجت فيه “جبهة الإنقاذ” العنف في التسعينيات، بعد قيام الجيش بالانقلاب على الحكم وإلغاء نتائج فوزها بالانتخابات التشريعية، مشيراً إلى أن “الحركة الإسلامية في الجزائر كانت وليدة وعاطفية إلى حد كبير في ذلك التوقيت”.
وأكد أن “الحركة الإسلامية المصرية ستتبنى النموذج التركي المسمى “أربكان – أردوغان”، حيث لم يمنع انقلاب الجيش على رئيس وزراء إسلامي من عودة الحركة الإسلامية مرة ثانية إلى الحكم، بعد أن نبذت العنف، وقامت بمراجعة الأخطاء”.
تحذير من العنف
وشدد القيادي على أن “دعوة حركات وجماعات إسلامية إلى العنف عقب عزل الرئيس المصري، محمد مرسي، يعد خطأ كبيرا، لأنك إن فقدت مكانك في قلوب المجتمع، لن تعود إلى السلطة مرة أخرى”.
وحذر من الصدام مع الجيش المصري، الذي اعتبره “آخر الجيوش الكبيرة في المنطقة، والذي يجب الحفاظ عليه، عقب تدمير الجيشين العراقي والسوري” على حد تعبيره.
ودعا الإخوان المسلمين إلى نبذ العنف والتبرؤ منه، مؤكدا أن “الجماعة ابتعدت عن العنف منذ أربعينيات القرن الماضي”. وقال إن “اللجوء إلى العنف يضر بالقضايا العادلة”.
وذكر أن من “يشنون هجمات في سيناء هم من التكفيريين، وليسوا من الإخوان”، موضحاً أيضا أن “المتهم الذي قام بإلقاء صبية من سطح أحد المباني ليس من الجماعة أيضا”.
وقال الداعية إن “الدعوة إلى حشد المتظاهرين حول دار الحرس الجمهوري بالقاهرة كان خطأ انتهى بمأساة، وإن عناصر اندست بين المتظاهرين، وأطلقت النار على الجيش، ما دفعه إلى الرد، وأوقع عشرات القتلى”.
خطاب إسلامي.. منفر
وانتقد إبراهيم، الخطاب الإسلامي في فترة حكم مرسي، وقال إنه “كان منفرا، ونجح لأول مرة في تاريخ مصر في توحيد كافة قوى المعارضة، والتي لم تجتمع أبدا من قبل، من الليبراليين واليساريين”.
وألمح إلى أن “حضور مرسي بعض المناسبات التي شهدت خطابا تكفيريا من بعض الدعاة المتشددين والمنفرين، ألصق تلك الخطابات بالرئاسة المصرية وشوّه صورتها”.
وأوضح أن “جماعة الإخوان حاولت ترسيخ وضعها في السلطة، بدلا من أن تفعل مثلما فعل الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر في بداية عهده بتوزيع الأراضي على الفلاحين الفقراء، وتجاهلت الخدمات المعيشية اليومية للمواطنين البسطاء فانضموا إلى المظاهرات”.
وأكد أن “الإخوان أداروا الدولة بفكر الجماعة، بالاعتماد على البيعة، وتجاهل فكرة المواطنة، والعمل على الاستئثار بكل شيء، والتعالي على الآخرين”، مشيرا إلى أن “الفرصة سانحة أمام الإسلاميين للعودة إذا كانوا قادرين على الفصل بين الدعوي والسياسي، وبين إدارة الدولة وإدارة الجماعة، وبشرط أن يخرج من بين صفوف الحركة الإسلامية رجال دولة، وليس دعاة، وذلك خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة”.
إطلاق سراح مرسي والمعتقلين
وحول المستقبل، قال إنه نشر خلال الأيام الماضية “مبادرة وقف العنف”، وتتضمن” إطلاق سراح مرسي لأن استمرار اعتقاله يسبب إحباطا لدى الشباب المسلم، وخاصة أنه رئيس منتخب، وكذلك الإفراج عن القيادات المعتقلة مثل خيرت الشاطر وحلمي الجزار، باعتبار أنه ليس من الحكمة تحويل الحكام فجأة إلى إرهابيين، فضلاً عن إيقاف خطاب التشفي والانتقام”.
وذهب الداعية الإسلامي إلى أن “مشاركة الأزهر في إعلان الجيش عزل مرسي، أفقد الأزهر القدرة على أن يكون وسيطا في الصراع، وكذلك بالنسبة إلى كافة القوى التي شاركت في الإعلان”.
العربية