صفعة ربيع وطرد نافع، لا تهاون وفاءا للشهداء..!

نعم يجب أن يكون هذا هو التعامل مع الوقاحة والصفاقة وقلة الأدب وعدم الإحترام والعجرفة والظلم والكذب.

المقاطعة الحاسمة والحازمة للظالمين والكذابين. وسألت نفسي: ماذا عن الذين مازالوا يتحدثون ولم يصفعوا؟. وماذا عن باقي بيوت عزاء الشهداء الأخرى؟ هل ذهب إليهم أحدهم وإستقبل ولم يطرد!. فعند بعض الناس عندما يقتل أحد منهم ظلما والقاتل معروف، ترفض تلك الأسر تقبل العزاء إلى أن يتم القصاص من القاتل. لأن في القصاص حياة لأولي الألباب. فإذا لم يكن هناك عفو صريح، فيكون في عدم القصاص بالتأكيد الهلاك للذين لا يعقلون.

بل إن ديننا الحنيف ينهانا أصلا عن التهاون مع الظالمين الكذابين. فالدين ناصر للمستضعفين والمغلوبين والمساكين والمظلومين، وقاهر للظالمين المتجبرين المتكبرين.
الدين يأمرنا بالعدل والإحسان. فلا عدل لنا إذا وقفنا مع الظالم وهادناه ولا إحسان لنا إذا تهاونا مع الكذًاب وصدقناه.

إذا الأمر جد خطير و عواقبه وخيمة إذا لم نتقيد بالعظات ونأخذ الدروس والعبر من القرآن والحديث.

فقد روى الإمام أبو داوود -بإسناده- عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن أول ما دخل النقص على بنى إسرائيل كان الرجلُ يلقى الرجلَ، فيقول: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك. ثم يلقاه من الغد، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده. فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض).
وروى الإمام أحمد -بإسناده- عن عدى بن عميرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: (إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة، حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم -وهم قادرون على أن ينكروه- فلا ينكرونه. فإذا فعلوا “أى لم ينكرونه” عذب الله العامة والخاصة). صدق رسول الله صل الله عليه وآله وسلم.

وها نحن قد رأينا القتل بالقمع والتعذيب والإرهاب، والتشريد والفساد بالسرقة والكوميشنات والتعدي على المال العام، والنفاق بإسم الدين والكذب والجور والظلم. فقد كثر الفساد والإفساد و أصبحنا نفسر الفساد بعد الجهد بالفساد.
ورأينا كيف قتل النظام من أهلنا في دارفور الألاف، ومن جبال النوبة والنيل الأزرق وغيرهم، والآن يقتل بدم بارد المتظاهرين السلميين.
أبعد هذا كله يمكن أن نعتبر هذا الأمر عاديا ونجالس الظالمين الفاسدين المفسدين ونضحك معهم، ونحن نقرأ قوله تعالى: ((ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)) [هود: 113]. و الركون معناها الكسل والإستسلام، و سلم تسلم و إستسلم مستسلم ثم سلم. أي يجب أن نكون في حالة دائمة من التحرك والنشاط وعدم الإستسلام أبدا للظالمين.

وفي الآيات التي تليها يخبرنا الله تعالى نتيجة الركون بقوله: ((فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين)) [هود: 116]. وإتبع الذين ظلموا ما اترفوا فيه، أي إستمروا على ما هم فيه من المعاصي والمنكرات، ولم يلتفت أحد إلى إنكار ما يفعله هؤلاء الظلمة. فبعد الإعتياد على الظلم يصبح الإعتياد تطبع معه، وإذا إستمر التطبع مع الظلم يصبح التطبع ترف، وإذا إستمر الترف فالكل حينئذ يكون من المجرمين إلا قليلا.

و الأسوأ من مرحلة الترف هو كثرة الإستماع للكذب وتصديق الظالم والإلتفاف حوله للدغ من جحره مرات ومرات. فيقول الله تعالى: ((سمّاعون للكذب أكّالون للسحت)) [المائدة: 41].
وعن جابر بن عبد الله قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (يا كعب بن عجرة أعيذك بالله من إمارة السفهاء)، قال: وما ذاك يا رسول الله: قال: (أمراء سيكونون من بعدي، من دخل عليهم فصدقهم بحديثهم وأعانهم على ظلمهم فليسوا مني ولست منهم ولم يردوا علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بحديثهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وأولئك يردون علي الحوض، يا كعب بن عجرة الصلاة قربان، والصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، يا كعب بن عجرة لا يدخل الجنة من نبت لحمه من سحت النار أولى به، ….-وفي رواية الترمذي- لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به). صدق رسول الله صل الله عليه وآله وسلم.
والسحت كل حرام ينبت به الجسم و ليس شرط من الربا فقط.
فأنظروا ترف الظالمين كيف ينتشر في الرشاوى والمحسوبية والغش والإحتيال والتعيين بدون كفاءة لتمكين أناس معينين بلا إستحقاق والعمل بدون ضمير.

24 عاما من الكذب والظلم تكفي. و الثورة منطلقة في الطريق الصحيح إلى النصر المؤزر بإذن الله. ولكن علينا الإلتزام بمقاطعة الظالمين الكذابين مقاطعة تامة. هذا قمة العصيان وسنام المقاومة المدنية.
البشير لا يمثلني وهذه الطغمة الحاكمة لا تمثلنا فلماذا التعامل معها. فهؤلاء من أجل الكرسي يحسبون لأسوأ سيناريو لجرنا إلى العنف حتى لو أدى ذلك إلي حرب أهلية وقبلية. ولكن إن عصيناهم وإمتنعنا عن العمل والتعامل معهم نهائيا فسيكون هذا وقاية من مخططهم و سينتهوا ويتلاشوا منبوذين مسحوقين.

فقد ثبت الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعدم الركون لينصره فقال سبحانه:((ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا * إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا)) [الإسراء: 74-75].

فلا ركون للظالمين. الجماهير الثائرة ملت من الصياح: أحي أنا يا مولانا ويا حبيبنا…أموت ركن أنا.

و لا للإنكسار والهوان والخذلان.

اللهم إن شعبي مغلوب فأنتصر.

تعليق واحد

  1. نعم وأيم الله …لا يقام العزاء إلا بعد القصاص وإلا فنكون قد دفنا المقتول وحقه … وقلنا للقاتل شكرا فقد أرحتنا منه … والعزاء يمكن أن يكون بعد سنين إلا إذا تم العفو عن القتل كما قال الكاتب

  2. “نعم يجب أن يكون هذا هو التعامل مع الوقاحة والصفاقة وقلة الأدب وعدم الإحترام والعجرفة والظلم والكذب.”
    لك التحية أستاذنا سيف الحق، وأجد نفسي اختلف معك فيما ذهبت اليه تجاه اسلوب التعامل مع الوقاحة …
    هذه ليست وقاحة…، فما قام به نافع (ضار) هو درجة من الاستفزاز والاهانة لمشاعر اسرة الشهيد والحاضرين في سرادق العزاء. إنه القاتل يحضر بنفسه لمأتم ضحيته معزياً.. مستفزاً!!؟
    كان يجب أن يقتل في حينه ومكانه ويحرق داخل سيارته، لقد أتى المجرم بنفسه وكان اعدامه واجب على كل الحضور بل هو فرض عين على كل ثائر ليكون عظة لغيره من المجرمين. وأي فرصة أثمن من هذه للتشفي.. نعم التشفي والانتقام ورد القبيح لمن استباح الأرواح والأعراض والدماء، ولم ينج منهم حتى الاطفال الأبرياء وحرائر النساء.
    إن صيحات (بره .. بره) التي سمعناها هي تعبير بارد ضعيف خائر لا يشفي غليل ولا يتناسب مطلقا مع الظرف و ما يعتمل في النفوس من غبن وغضب ودم يغلي في العروق.
    إن طرد هذا المجرم هو بمثابة منحه فرص أخرى لممارسة المزيد من الاجرام والقتل والتلذذ بعذابات وحزن المكلومين، فالقاتل يقتل، يا أخي، والنفس بالنفس، ومتى سنقتص لقتلانا إن لم يكن الآن ساعة الاقتدار.
    تصور لو أن هذا الكلب قتل واحرق وعلقت جيفته على عمود الكهرباء – وكان ذلك ممكن جداً في تلك الساعة – هل يتجرأ أحد من أمثاله من بعد ليطلق سلاحه على مواطن، وهل ستهدأ مواكب الثوار قبل أن تبلغ غاياتها وتحاصر بيوت كل المجرمين وحرقهم بداخلها.
    إن هذا اللين وهذا التهاون في المواقف واهدار الفرص هو ما اوردنا موارد الظلم الهلاك والموت الرخيص على يدي مجرمي الانقاذ.
    إنهم يجب أن يذوقوا طعم الدم والقتل وحرقة الحشا وإننا والله لو لكنا أكبادهم النتنة ما شفينا غليلنا ..
    إننا لا نريد منهم حياً لنشاهد مهاذل محاكمات مجرمي مايو الذين هم ملائكة اطهار قياساً بهؤلاء الاسلاميين.
    لقد أهدرت فرصة نادرة، كانت هي شعلة الخلاص، ولا أظن بعد الذي شاهدته من التعامل الخائر الضعيف مع هذا المجرم وتركه يخرج طريداً فقط لا جثة محروقة، بين أيدينا، لا أظن أننا سنجد وقودا أمضى لهذه الثورة وأزكى.. فمن يهدر الفرصة من بين يديه سيهدر أغلى منها.. والله المستعان.

  3. برغم هذة الكفوف غالباعملية تشوية ستظل المؤتر الوطني سيد الموقف لان بالمنطق حقق انجاز لم يسبقهم احد حتي ان غادر النظام سيحكمنا الطوائق الامية والاتحادية برغم ظلمة هي الاقوم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..