مقالات وآراء

رفضُنا للحرب … موقف وطني لا تأييد لطرف

أواب عزام البوشي

 

كثيرٌ من الناس أساء فهم موقفنا من رفض الحرب، واعتقد أن هذا الرفض هو دعمٌ لطرفٍ على حساب آخر، وتحديدًا للدعم السريع، في حين أن الحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك. موقفنا لا ينبع من تأييد فصيل، بل من إحساس عميق بالوطنية، ومن رغبة صادقة في إنهاء معاناة الأبرياء الذين يُدفعون ثمن صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

 

نحن لا نرى في استمرار الحرب إلا مزيدًا من الدمار، ومزيدًا من التمزق الاجتماعي، ومزيدًا من التشريد والجراح المفتوحة. إننا نرفض الحرب لأننا نؤمن أن الحلول الحقيقية يجب أن تنبع من إرادة شعبية، تضع مصلحة الوطن فوق مصالح الأفراد والجماعات المسلحة.

 

نقف ضد الحرب أيضًا خوفًا على وحدة الوطن، وخشية من أن تؤدي هذه الصراعات إلى تقسيم البلاد، وتمزيق نسيجها الاجتماعي والسياسي. استمرار الحرب لا يعني فقط خسائر مادية وبشرية فادحة، بل يحمل في طياته خطر ضياع السودان كما نعرفه، وتحويله إلى ساحات نفوذ تتنازعها قوى السلاح والمصالح الضيقة.

 

إن الوقوف ضد الحرب لا يعني الوقوف إلى جانب جهة معينة، بل يعني الوقوف إلى جانب الوطن، والناس، والمستقبل. يعني أن نقول “كفى” للدمار، و”نعم” للحياة، وللسلام العادل الذي يحقق العدالة ويعيد الحقوق لأصحابها.

 

وطننا يستحق أن نحلم له بالاستقرار، وأن نؤمن بأن الحوار، لا السلاح، هو الطريق الأمثل لبناء الدولة التي نحلم بها جميعًا. إن دعوتنا للسلام لا تنبع من ضعف، بل من قوة الأخلاق، ومن حرصنا الحقيقي على ألا يُسحق المزيد من الأبرياء تحت عجلة العنف، وألا تضيع البلاد في دوامة التشظي والانقسام.

 

[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..