يا ود خوجلي وياودالحسن راجل زين؟؟ إلحقونا وأفزعونا!

تابعت بكثير من الحزن والأسى نبأ هجرة قامة من قامات وطننا الجريح الذي أصبح كجسد خالد بن الوليد، فكل جزء منه يعاني مما صنعته السياسة ومحبها على مائدتنا السياسية والإجتماعية ولوثها بمكروبات الحقد والجهل والغباء، فتساوى لدينا الصالح والفاسد والمشكوك فية بل فقدنا الثقة فكل مايقال ويطرح من مبادرات ونتوجس خيفة منها، لأنهم حدثونا بإسم الله وكتابه مرارا وتكراراً ولم يصدقوننا القول ولاالفعل منذ تاريخ دولتنا المعاصركل الرؤساء والشيوخ والأئمة والمرشدين(كلهم آجمعين ) وكتبهم الله مع الكاذبين ،والوطن الآن يحتضر لذا عاف الوطن كل شفيف عفيف نظيف ، وبدأ الكل يبحث عن الوطن البديل الذي يحفظ له كرامته ويوفرله أبسط مقومات الحياة.
فما خاب ظن المتفائلون من أبناء السودان الذين حققوا المطلوب بل تفوقواعلى أبناء تلك البلدان بإبداعاتهم فشتى ضروب المعرفة الإنسانية علماً وآدباً وفناً، فترجمت أعمالهم لمعظم اللغات العالمية الحية ، فعرفنا العالم من خلالهم بأن هنالك أمة مبدعة ذات تاريخ متجزرفي العطاء الإنساني، بل صاحب الحضارة الأولى في هذه الدنيا رغم علو صوت وضجيج مزوري التاريخ ومحاولتهم طمس الحقيقة
ففي المهاجر الغربية أوالشرقية حيث يحترم فيها الإنسان وتقدس حقوقه وحريته نبتت تلك البذرة السودانية المحصنه بالجينات الوراثية ذات الصفات الفاضلة ،حينما وجدت البيئة الصالحة للنمو ،فجنينا منها إبداع الطيب صالح وشعر صلاح أحمد إبراهيم وقلم محمد المكي إبراهيم وريشة راشد دياب وأبراهيم الصلحي ، وغيرهم كثر– ضاق بهم الوطن الكبيرالذي زورت إرادته وصعب علينا التميز مابين الخبيث والصالح ، والجبان والفارس والعالم والجاهل
ولقد تعرض لهجرة المبدعين أستاذ القامة حسين خوجلي في كتاباتة الصحفية وبرامجه المتعدده بقول أصبح مأثواً لدى مراقبي حركة المجتمع السوداني المعاصر (بإن هجرة مهندس أوطبيب أو إي كادر يمكن أن تعوض ، والذي لايمكن تعويض هجرته هوالمبدع والفنان)
فما بالك عزيزي القارئ بهجرة الفنان الشامل الكامل كابلي، فهو أديب وباحث في التراث ومحاضر فية بالعربية والإنجليزية التي تخرج كلماته كأنها خارجة من مزمار داؤد أومقطوعة موسيقية لبتهوفن وشاعر مجيد .
كتب للجمال والحب أجمل المعاني والتعابير
زينه وعجباني * تعجب كل شاعر* يلعب بالمشاعر *
عليها يهنني*ويقول زينة وعجباني *
وأنا اهنيك عزيزي كابلي لأننى عرفت هذه الزينة !!
والوطن والأمكنه
القومة ليك وطني * ياوطن الجمال *
يشيلك شوق وسط عينين * يوديك مقرن النيلين *
يخضر فيك عقيد ياسمين * قبال توتي أم خضاراً شال *
عيون أم در لبيت المال* تسامر في الغيوم أشكال*
روائع تسهل المثال * وتقوم شتلة محنا مثال *
أريجه دعاش وحزمة نال*
غني لفحول شعرائنا صديق مدثر ضنين الوعد فأبكنا من الداخل كما أبكى فراق تلك الحسناء شاعرنا
ومضة عشت على إشراقها *وانقضت عجلاء وماأصغت إلي*
قالها الدمع وما أبصرت شيئ (لوحة رائعة للرسم يا راشد دياب؟؟)
ولعوض أحمد خليفة هذا الحب العزري الطاهر فأذابنا فيه بهذا التطريب العالي
يا حنان الدنيا كلوا * قصدي في حبك نبيل*
حبي أجمل عاطفة سامية* وأجمل والله من جميل *
فكابلي جزء من ضميروتاريخ أمة ممتده من المحيط إلي الخليج،غنى لرموز التحرر العربي والأفريقى والأسيوي ، ولثورة إكتوبر العظيمة ، فكابلي نحلة تختار الرحيق من أجمل الزهور وتصنعه عسل سوداني خالص ، فهو غنى لفحول الشعراء العرب لأبي فراس الحمداني (أراك عصي الدمع )قبل أن تتغنى بها كوكب الشرق ،فوطن يهاجر مبدعية فهذا مؤشر فناءه
فنقول لك يا ود خوجلي وياودالحسن راجل زين العالم الجميل! إلحقونا وأفزعونا بعودة كابلي كما لحقتونا في عودة الحلقني ودكتور محمد ودبادي.

عبدالماجد مردس أحمد
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ود خوجلى لو بمرادو ما يقعد مبدع فى البلد شأنه شأن كل أصحاب المشروع الحضارى وهو من أراد للعربيه أن تسود رغم أنف اللهجات الكونت السودان و خوجلى نسخه مبطنه من الطيب مصطفى فهو الاولى بالهجره الى شعاب بنو غزيه و حينها سيدرك حقيقه غيبها عن نفسه عنوة و سيعود سودانيا كامل الدسم

  2. الاخ عبد الماجد مردس
    لك التحية والاحترام
    الاوطان….. الدول…. والاقطار ….والحكومات….. و كذلك الانسان كلها ترهم وتشيخ وتعجز ويظهر فيها هذا الهرم بفقدانها لأجزاء مهمة وأعضاء فيها ولنا في الانسان العبرة الواضحة الجلية حيث يفقد اسنانه ونظره ويتساقط شعره فيصير اصلعا ويفقد قوته ونضارته وتخلفه اعضاءه فلا يستطيع التحكم في حركة يديه فيصاب بالرعاش وتتعثر خطواته ويقل سمعه وبهذا تتنصل أطرافه ولو مد الله في عمره يفقد عقله لكي لا يعلم من بعد علم شيئا ونحن في السودان نلاحظ هذه الحالة قد تمكنت من الوطن فذهب ثلثه إلى غير رجعة وخالفته أجزاء أخرى في طور العناد فهي لا تتحرك بارادته ففي دارفور هناك حركة مشاترة لا تريد أن تخطو مع بقية حركة جسم الوطن وفي النيل الازرق غرغرينة بصديدها وفي جبال النوبة جرح تقيح ودمامل صارت كالكرو ( جرح الساق الذي ما أن يندمل حتى يهيج مرة أخرى) أما الشرق فقد تساقط شعره وأصبح أصلعا لذا هجرة العقول والمبدعين ما هي إلا نتيجة هذه الأعراض التي تجتاح جسم الوطن فقد هرم وأصابه الزهايمر وكلنا عاق به
    ود البشير……………………… ميرم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..