أطباء بلا حدود تعلق أنشطتها في مستشفى زالنجي بوسط دارفور عقب هجوم مسلح

أعلنت منظمة أطباء بلا حدود إلى تعليق جميع أنشطتها وتقليص فرقها العاملة في مستشفى زالنجي بولاية وسط دارفور، عقب اعتداء مسلح عنيف وقع داخل المرفق مساء السبت 16 أغسطس. وأسفر الاعتداء عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين، بينهم أحد أفراد طاقم وزارة الصحة.
وأوضحت المنظمة في بيان اطلع عليه راديو دبنقا أن الهجوم وقع بعد وصول قتيل متأثر بإصابته بطلق ناري إلى قسم الطوارئ نحو الساعة 8:20 مساءً، إثر حادث نهب في مخيم قريب للنازحين. وبعدها اقتحم أقارب المتوفى المسلحون المستشفى بالقوة. وبعد وقت قصير، وصل مريض آخر مصابًا بالرصاص برفقة مسلحين آخرين، ما أدى إلى توتر شديد بين المجموعتين. وفي الساعة العاشرة ليلًا، ألقى أحدهم قنبلة يدوية أمام غرفة الطوارئ، فأسفرت عن مقتل شخص وإصابة خمسة آخرين، بينهم موظف طبي من وزارة الصحة.
ويُعد هذا الهجوم ثاني حادثة أمنية خطيرة تستهدف مستشفى زالنجي خلال عام ونصف؛ إذ سبق أن اقتحمه مسلحون في فبراير 2024 وسرقوا سيارات مستأجرة تابعة للمنظمة، مما أجبر فريق التقييم على الانسحاب مؤقتًا قبل استئناف الأنشطة.
وأكدت المنظمة أن قرار تعليق الأنشطة الطبية جاء في وقت يشهد فيه الإقليم تفشيًا خطيرًا للكوليرا، مشيرة إلى أنها لن تتمكن من استئناف عملها إلا بعد تلقي ضمانات أمنية واضحة من جميع الأطراف لحماية الطواقم والمرضى.
اجتماع لجنة الأمن
عقدت لجنة أمن ولاية وسط دارفور اجتماعًا يوم الاثنين ناقشت فيه تداعيات الانفجار داخل المستشفى، إضافة إلى مقتل مهندس في أحد أحياء المدينة. وتناول الاجتماع التحديات الأمنية التي تواجه موظفي المنظمات الدولية والوطنية، بما في ذلك التهديدات والابتزاز وضعف الحماية، إلى جانب تفشي ظاهرة السرقات والاعتداءات على الطرق.
وأكدت اللجنة ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية عبر زيادة القوات وتشديد الرقابة على مداخل المدينة والمرافق الخدمية، خصوصًا مستشفى زالنجي، وتوفير الحماية الكاملة للمنظمات العاملة في المجال الإنساني.
“اضطررنا لاتخاذ القرار”
وقال منسق الطوارئ لدى أطباء بلا حدود في دارفور، مروان طاهر: “لقد فقد شخص حياته في هذا الانفجار، وكان من الممكن أن يقتل المزيد لو أنه وقع نهارًا عندما يكون المستشفى مكتظًا بالمرضى. قرار تعليق أنشطتنا وإجلاء فرقنا قرار لا ترغب أي منظمة طبية في اتخاذه، لكن لا يعقل أن يخاطر أفراد طواقمنا بحياتهم أثناء تقديم الرعاية”.
المرفق الوحيد لعلاج الكوليرا
منذ الأول من أغسطس، قادت المنظمة عمليات طوارئ لمكافحة الكوليرا في مستشفى زالنجي، حيث عالجت 162 مريضًا خلال 16 يومًا فقط بالتعاون مع وزارة الصحة. وقد أودى المرض بحياة سبعة أشخاص حتى الآن، فيما يُعد المستشفى المرفق الوحيد المجهز لعلاج الحالات الخطيرة في ولاية وسط دارفور. كما ساهمت فرق المنظمة في أعمال الترصد لاحتواء الوباء.
وإلى جانب الاستجابة للكوليرا، قدم المستشفى بين مايو ويوليو 2025 أكثر من 1,500 استشارة نسائية، و1,400 استشارة للأطفال، و80 عملية جراحية. ويخدم المستشفى المرجعي نحو 500 ألف شخص، ما يجعله المرفق الوحيد القادر على استقبال الحالات الطبية المعقدة في المنطقة.
وأشارت المنظمة إلى أنها علقت أيضًا أنشطة العيادة المتنقلة في منطقة فوقوديكو، إضافة إلى التوعية الصحية والأنشطة المجتمعية، مما حرم الآلاف من الرعاية الأساسية.
وقال طاهر: “إنّ الهجمات على المستشفيات والعاملين الطبيين غير مقبولة، ووجود الأسلحة داخل المرافق الصحية يجعل من المستحيل العمل بأمان. لن نتمكن من مواصلة عملنا ما لم نتلقَ ضمانات واضحة لحماية كوادر وزارة الصحة وأطباء بلا حدود. إنّ سكان زالنجي بأمسّ الحاجة إلى الرعاية الصحية، ويجب حماية حقهم في الحصول عليها”.