وَثِيقَةٌ مُحَرّرَةُ بِالدّمَاءِ ،،، مَسْكُونَةٌ بِالأرْوَاحِ !!!

أبكر يوسف آدم

يشبه سلوك المؤتمر الوطنى ، سجيناً يواصل تكييف حياته بمطاوعة نفس روحه الإجرامية ، بعد أن أدخل السجن بما كسبت يديه ، فيتعمد تلويث جسمه بمخلفاته ، فلا يقربه سجان ولا سجين ، خشية تعلق النتانة بهما ، فينجوا بفعلته ،،، تماماً كبعض الحشرات التى تفرز غازات تجعل من يقربه يوشك على التقيوء ،،، فيتفادى لمسها ،، فتتحاشاها المفترسات ،،،

الإسلام السياسى هى الحشرة التى تصبح أكثر عدوانية وقذارة وخطورة ، كلما تلقتى تلميحات بدنو ساعة الحساب ، أجل ،، هى تقنيات بقاء قديمة ومتجددة ،،،

كانت تلك قصة واقعية بطلها مجرم تقليدى إبان قضاء فترة عقوبته فى إحدى سجون السبعينيات ،،، فطور المؤتمر الوطنى مثلها وعلى طريقته الخاصة ، ليجعل من التورط فى المزيد من الجرائم مصدر رزق وإكسير حياة ،،، يصنع الحروب صنعاً ، ليحرف بها أنظار منافسيه عن القصر ، إلى حيث الجيف البشرية والرؤوس التى تتنازعها الذئاب والجوارح ، مع تعمد إرسال تهديدات بإمكانية نسخ نفس القسوة ، فى أحياء المنشية والرياض والمعمورة والمهندسين إن دعت الضرورة ، وقد فعله وأسقط ضحايا ، فى 23 سبتمبر 2013 ،،،

يبتز المجتمع الدولى ومنظماته التى تحاول تقديم العون لضحاياه ،،، ويبحث عن مباحثات جانبية على هامش مباحثات رئيسية ، تهدف إلى وقف الحرب فى كل من جنوب كردفان والنيل الأزرق ،،، مباحثات هامسة مع ذوى الأعين الزرقاء ، فى غرف مظلمة ، تسود فيها لغة التصفيات والرشاوى والمغريات والحوافز التى تمدد من عمر الفساد ،،،
مباحثات حول كيف سيعيشون إن ذهبت عنهم السلطة والمال ،،، وأين يختبئون ،،،
مباحثات تتخللها تهديدات بإمكانية إرتكاب المزيد من الإجرام فى حق سكان الأقاليم ،،، مع إجترار التجارب الناجحة العابثة بأوضاع ومصير مواطنيه فى دارفور ، تهدئة وتأزيماً ، تعاوناً وإعاقةً ، وفقاً لحسابات البقاء والنجاة ،،،

وإلى جانب الإبتزاز ، فإن للحرائق مهام أخرى ،،، من خلال الزج بالمماثلين لهم من جِرَاء الخنازير فيها ، وتوريط الذئاب النهمة فى أتونها من تلك التى تعوى حول موائد اللحوم البشرية الإسلاموية ، كى يكونوا منفصلين عن شبكاتهم الإجرامية ، خاضعين لعمليات رصد النوايا تحت رحمة من مرسليهم ،،،

إذن فإن التوتر والحرب والنزوح ومعسكرات اللجوء هى أهداف فى حد ذاتها ،، وبالمقابل ، فإن الأمن والسلام والإستقرار هى مصادر القلق الحقيقية ،،، وستجدون العشرات من الأمثلة والمتشابهات من التجارب المحلية المعاصرة ،،، وآلاف منها إن بحثتم فى تاريخ الإسلام السياسى ،،،

من يقرأ نص الإتفاق الإطارى (نافع عقار 29/6/2011) المعتمد من مجلس الأمن الدولى كوثيقة رسمية لإستئناف التفاوض بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى ، يتأكد أن رفضها ، رغم إعتمادها ، لا يدخل إلا فى حيزالأسباب التى سقناها !!!

أجل ،،، رفض لغياب الحوافز ،، وإجهاض لمساعى التهدئة والإستقرار ،،، بلا عمولات !!! وبلا رشاوى !!!

لنستعرض معاً محتويات أهم البنود لنرى إن كانت هناك بالفعل أضراراً ، قد تصيب الشعب السودانى وتنتقص من سيادته على أرضه ، وتضرب سلمه الإجتماعى ،، كما روجتها منابر الشياطين !!!

فى الجزء الأول (الشراكة السياسية بين الوطني والشعبية في النيل الأزرق وجنوب كردفان) :
تكوَن لجنة سياسية مشتركة بمشاركة اللجنة الأفريقية ، لمناقشة قضايا المنطقتين بما فيها تلك التي تتناول المسائل الدستورية والقومية ،،، وحق الشعبية في أن يكون حزباً سياسياً شرعياً في السودان ، والالتزام بالحكم الديمقراطي المستند علي المحاسبة والمساواة ، وإحترام حكم القانون والقضاء ، وتبنى الحل السلمي لكل النزاعات عن طريق المفاوضات المباشرة !!!

وفى نفس الجزء ،،، يقوم الحكم علي الشراكة وتحقيق المصالحة السياسية لكل السودانيين ، مع الإعتراف بالتنوع السياسي والاجتماعي والثقافي ، وتجرى المفاوضات في إطار حوار سياسي واسع علي المستوى القومي مع الاعتراف بأهمية التعاون بين الأطراف من أجل الاستقرار والتنمية والديمقراطية والإصلاح الدستوري ،، والعمل على تحقيق العملية الوطنية الشاملة التي تهدف إلى الإصلاح الدستوري ، وتضمين هذه المبادي في الدستور الإنتقالي ،،،

فيما يتعلق بالمشورة الشعبية ، فهي حق ديمقراطي وآليه لتجميع أراء مواطني المنطقتين ، ويجب أن تكتمل وتُضمن في الإصلاح الدستوري !!

إستعراض دستوري موسع ، تتضمن آلية وزمن محدد ، ومبادئ موجهة تقوم علي المواطنة والديمقراطية ، والاعتراف بالتنوع السودانى ،،، مع تنظيم العلاقة بين المركز والولايات ، والمحافظة علي المواد المضمنة في الفصل الثانى من إتفاقية السلام الشامل والدستور القومي كأساس لدستور جديد ،، والعمل علي إنشاء علاقات جيدة مع الجيران والمجتمع الدولي !!!

هذه هى أبرز ما تناولتها الوثيقة فى جزأها الأول ،، فهل بإمكانكم الإشارة إلى أى تحفظات بشأنها ؟؟؟ ،،
هل ترون في أى منها خدمة لأجندة أجنبية أو تهديد للسيادة الوطنية ؟؟؟ ،
هل تتبدى لكم وجه من أوجه الخيانة الوطنية ؟؟؟

فى الجزء الثانى الذى تناول (الترتيبات الأمنية فى الولايتين) أتفق على :

تشكيل لجنة أمنية مشتركة مساعدة للجنة أمبيكي ، لمخاطبةً القضايا الأمنية المتصلة بالولايتين ، وتشرع فى عملها فوراً !!
إحترام سيادة ووحدة أراضي جمهورية السودان ، وحدوده القومية !!
تحقيق سلام دائم وإستقرار ، مع حفظ أمن المجتمعات بالولايتين !!
إعتبارأعضاء الحركة الشعبية فى الولايتين ، مواطنين سودانيين ، ومستقبلهم يتحقق بجمهورية السودان !!
جمهورية السودان لها جيش قومي واحد ، ويجب دمج قوات الحركة الشعبية من الولايتين ، خلال فترة زمنية محددة في الجيش السودانى والمؤسسات الأمنية والخدمة العامة ، أو تحويلهم لمفوضية نزع السلاح والتسريح ، لإعادة دمجهم فى المجتمع ، وأي نزع للسلاح يجب أن يتم وفقاً لخطط متفقٍ عليها ، دون اللجوء للعنف !!!
يطبق إتفاق وقف العدائيات فى الولايتين فى زمن واحد ، متزامناً مع دعم المساعدات الإنسانية ،،
يفوض الطرفان لجنة الإتحاد الأفريقي ، لتكون طرفاً ثالثاً فيما يتعلق بالمنطقتين ويمكن أن يخول لها بعد التشاور مع الطرفين طلب المساعدة من أي شخص لتنفيذ هذا التفويض !!
تقوم اللجنة الأمنية المشتركة ، بإنشاء آلية قيادة مشتركة بشأن المنطقتين ، تكون مسؤولة عن التنسيق والقيادة وفض النزاعات!!

أنتهى الملخص المنتخب لمضامين أهم البنود (بتصرف فى الصياغة) ، وبإمكانكم الإطلاع على كامل الوثيقة ، ونأمل أن تفتحوا النقاش معنا حول المخاطر الكامنة فيها ، ونحن من نعترف بفشلنا فى العثور على أى عبارات غامضة ، وحمالة أوجه ،،، بل بالمقابل ، وقفنا على دعوات صريحة للسلم وتقديم المساعدات وإغاثة المتضررين ، مع إشارات إلى القضايا القومية الكبرى المتسببة فى النزاعات والحروب ، والتى هى مجمل القضايا التى ترفعها الأحزاب فى وجه سلطة الإسلامويين ،، ولا شك أن الإستمرار فى تطويرها من خلال إشراك كافة القوى السودانية ، لن يؤدى إلا إلى الإنفراج السياسى والأمنى ، تعبيداً للطريق نحو بناء الديمقراطية ،،، ويقينى أنها أبرز العيوب ، وفى الوقت نفسه ، أقبح السوءات ، بقراءات العقلية الإسلاموية الإستعمارية ،،،

إذ ، أنى لهم الفلاح فى تدبير معايشهم فى غياب التوتر ، وخمود النيران وتوقف حركة النزوح ونضوب معسكرات الذل ؟؟
كيف يمكنهم إبتزاز المجتمع الدولى فى ظل سيادة قيم الأمن والسلام والإستقرار والديمقراطية ؟؟
ولأى المقاصل سيرسلون منافسيهم ومن يشكلون مصادر تهديد محتملة لسلطاتهم ؟؟
وكيف يتمكنون من هتك تلكم الشبكات المتآمرة مع خفوت صوت البندقية وغياب الأعداء المحليين؟؟

أتفاق (نافع عقار 29/6/2011) الإطارى ، يعد إختراق حقيقى فى طريق تخليص الإسلامويين من مخلفاتهم التى يتلوثون بها تفادياً لإقتراب أحدهم ، تماماً كالإفرازات العفنة المقززة لحشرات الغاب ،،، وهى إجراءات مجربة ومضمونة النتائج ، وتعود إليها الفضل فى النجاة ،،،

هم من قتلوا أنفساً بريئة ومثلوا بجثامينها ،، فطاردتهم لعناتها أفراداً ، (ومشافى الخرطوم تحكى ) ،،، وتطاردهم جماعةً ، فأضحوا يلعنون اليوم الذى دفعهم إلى خلق تلكم الوثيقة وإعتمادها ، لتتقمصها أرواح الضحايا ، وتحولها إلى كابوس يطارد أرواح قادة المؤتمر الوطنى ، فتتحرش بها وتعذبها فى نومها ويقظتها ،،، وحلها وترحالها ،،،

خلقوا شبحاً فإنقلب عليهم وأرقهم فى مضاجعهم ، فأضحى مطاردته لأجل قتله ودفنه هدف رئيس ،،، وفى البدء قدم قرباناً لترضية الشياطين من على منبر مسجد النور فى كافورى ، وقذف به من نافذه قصر البارون الإسلاموى (؟) ، فإذا بهم يجدونه حاضراً على طاولة الإتحاد الأفريقى ،،، ومحشوراً بين أوراق مجلس الأمن الدولى وهو يهم بعقد إجتماعٍ مخصصٍ لقضايا عالقة بين دولتين ، ومتسللا إلى صلب القرار 2046 ، ليقرأ معه على العالم من منابر نيويورك ،،،

إنفض سامر المجتمعين ، فى أديس أبابا ، وقبل أن تقفز بهم الطائرة إلى الجو ، فإذا بالوثيقة تسبقهم بالقفز إلى حقيبة أمبيكى وهو يهم بالعودة إلى مجلس الأمن ،،،

يأمل تجار الحرب والدين ، من خلال السماح بعودة الملف إلى مجلس المنظمة الدولية ، فى تلقى مساعدة متحيزة من أعضائها ، تخلصهم منه !! تقتله إنابة عنهم ، من خلال إصدار قرار آخر أكثر محاباة ،،، ومهلة أسابيع تتيح مجالاً للتلاعب والتحايل ، والمط لشهور وشهور ،، لكن بتتبع مسار رحلته ، وما بدت من قدرته على طرق الأبواب الموصدة ، والصمود أمام الطعنات القاتلة ، فمن المرجح صدور قرار منفصل ،، برقم منفصل ،، يتخذ كآلة حفر ونفخ لفتح أنفاق تدفع بالوثيقة إلى صلب السياسة السودانية ، وإن شئتم ميشاكوس الجديدة لو تتذكرون ،،، حينها ستكتشف القوى السياسية فى المركز ، أو تعيد إكتشاف ، أن هناك من يجهد فى إعتبار هواجسهم ، حتى وإن كان يعيش فى ذروة أزماتها ،،، هذا إن تخلى بعضهم عن المكابرة !!

تفحصوا أصل الوثيقة وإجتهدوا فى نقدها ، ونقبوا عما بين السطور وقفوا عند أسباب الرفض ، الظاهرة منها والباطنة ،،، لتروا مدى تلاعب الإسلامويين للشعب السودانى وإستهدافهم له ، من خلال التآمر على الوحدة والسلم والإستقرار ،،،
أجل ،،، ضرب الوحدة والسلم والإستقرار ، هو هدف ،،،
وهم من أحرقوا أسواق الخرطوم وبنوكها وطلمباتها بواسطة ملثمين ،،، ليتخذوا منها ذريعة لممارسة القتل بلا تمييز !!!

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..