أول الطريق وبقية الخطوات..!

أول الطريق وبقية الخطوات..!

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

لاتختلف كثيرا أعراض تطور الثورات الشعبية منذ تحرك خطوتها الأولى، ربما تتفاوت المسببات أو الدوافع لانطلاق الشرارة من بلد لاخر ، لكن مراحل التصاعد متشابهة من قبل الشارع واتساع دائرة لهيب التظاهر فيه سواء بصورة يومية أو اسبوعية أو من حيث ابتداع المسميات التي انتهجتها انتفاضات الربيع العربي ، وبالمقابل لاتختلف أعراض تطور الحالة المرضية للأنظمة الحاكمة التي تبداء بالاستخاف ومن ثم الحديث عن عدم المقارنة بينها وبين الآخرين وكل زعيم يعتبر نفسه المحبوب المتيم به شعبه وهو المتفرد في عدالته وحكمته ،بالقدر الذي يجعل أقدامه الراسخة على أرض الحكم مستعصيةعلى محاولة الاقتلاع من قبل رياح الهبة الشعبية !
ويبدأ التصاعد من جانب الشارع متواكبا مع انحدار الموقف من الطرف الثاني ، وهكذا دواليك !
الان ثورتنا الظافرة لا زالت وليدا في فراش الخطوة الأولي ،وعلينا تهيئة النفوس لمشوار سجال قد يطول ، ليس لضعف فينا ولا قوة النظام !
لكن تطور الأدوات في الأزمنة الراهنة من حيث تملك الخصم للآلة الاعلامية والأمنية التي تمكنه من تجييش العناصر المنتفعة منه لمواجهة الشارع ،بما يتطلب أن نستعد نفسيا لعدم الانكسار أمام تلك السيناريوهات التي تشابه بقرها في كل الشوارع التي انتهت بصرع النظام كنهاية حتمية لا بديل لها ، لان المنتصر في خاتمة المطاف هو الحق الشعبي دون شك!
غدا أوبعده سيحاول النظام الانقاذي استنفار مؤيديه تحت مسمى تجديد البيعة أو مناصرة الشريعة ، ولن تغيب عن الاذهان المليونيات التي غطت راياتها الخضراء أفق الساحة الكبيرة وسط طرابلس ، وراهن عليها القذافي متيقنا من انتصاره المضمون، وهاهي الصورة تتكرر في ميادين دمشق ولكنها في اضمحلال مع تصاعد الثورة ، حيث بات النظام في موقف الضعيف الذي لا يستطيع حماية نفسه ، وبالتالي لم يعد لديه الامكانية لحماية تلك المليونيات التي كانت مؤمنة بقوته و تتوفر لها حركة الذهاب والاياب والاجازات من الدوام مع تحذير من يتخلف عن الخروج!
ولن ننسى الجماهير التي كان على عبد الله صالح ينازع بها الشارع الهادري مسيرت الثورة التي امتدت شهورا وتمددت أميالا ، ولكن في آخر المشوار فاته القطار وانفض سامر مسيراته المؤلفة بالمال والتخويف !
مثلما انتهي النميري بخمسة الالاف فقط من أنصاره خرجوا من قبيل الحياء ليس الا لتوديع النظام المايوي وهو يحتضر!
نعم انطلقت خطوتنا الأولى الجريئة التي لن تعود الى الوراء ، ولكن علينا أن نضع في حساباتنا وجوب التحلى بطول النفس وتوقع كل الاحتمالات التي لن تنكسر أمامها شوكة الثورة التي وان كابر النظام ناكرا انها قد أدمت مقلته قصيرة النظر ، فلا تراجع ابدا عن دفعها الى داخل عيونه وهي تقوى يوما بعد يوم لتصبح مخرزا يفقده بقيه قصر الرؤية والعمر معا !
والله ناصر الحق .

تعليق واحد

  1. النفس الطويل يا برقاوي أهم شي.إذا كان الأسد نفسه طويل للدرجة دي وروحه بسبعة ارواح فلك أن تقيس كم للكلب‏!‏‏!‏

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..