الحوار الوطني يقسم السودان بين علمانيين وإسلاميين

أحدث الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس السوداني عمر البشير شرخا واضحا على الساحة السياسية السودانية بين إسلاميين انضووا تحت سقف الحزب الحاكم وعلمانيين خيروا مواجهة النظام والدعوة لإسقاطه.

صعّد تحالف قوى الإجماع الوطني من تصريحاته النارية تجاه الأحزاب ?الإسلامية? المنضوية تحته، التي استجابت لدعوة الحوار التي أطلقها الرئيس عمر البشير في يناير من العام الجاري، دون العودة إليه ما عدّه انقلابا على التوافقات السابقة بين أطياف المعارضة السياسية.

وشن زعيم تحالف قوى الإجماع الوطني فاروق أبو عيسى هجوما عنيفا على الأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي، واتهمه بأنه ?باع التحالف للمؤتمر الوطني في أول محطة?.

يذكر أن عددا من الأحزاب الإسلامية قبلت بدعوة البشير إلى الحوار وهي كل من حزب المؤتمر الشعبي بقيادة حسن الترابي وحزب الأمة بزعامة الصادق المهدي وحزب الإصلاح المنشق عن الوطني الحاكم.

ويعدّ حسن الترابي الأب الروحي لجماعة الإخوان المسلمين وهو المؤسس الفعلي للحركة الإسلامية في السودان، ومهندس الانقلاب الذي أوصل الرئيس البشير إلى السلطة في 1989 قبل أن يطيح به الأخير في عام 1999.

وتتهم اليوم أطياف واسعة من المعارضة ?العلمانية? البشير بالسعي إلى تفتيت التحالف المعارض بدعوته الأخيرة إلى الحوار مستغلا في ذلك رغبة الأحزاب الإسلامية وفي مقدمتها حزب الترابي للعودة من جديد إلى السلطة وإن كان على حساب المطالب الشعبية.

يذكر أن الترابي صحبة حزبي الأمة والإصلاح وافقوا على الحوار دون شروط، وهو ما عزاه المراقبون إلى توجه جديد لدى الأخير لتوحيد صفوف الإسلاميين، وهو ما تأكد مع إعلان الحزب، مؤخرا عن وجود نية في هذا الاتجاه.
هذا ولم يقتصر هجوم أبو عيسى فقط على حزب الترابي وإن بدا أكثر حدة، حيث وجه انتقادات لاذعة لحزب الأمة، ووصف رئيس التحالف حزب المهدي بـ?صاحب بالين?، مضيفا أن التحالف لم يكن غافلا عن أهداف الحزب الرامية إلى تفكيك التحالف وتسليمه للمؤتمر، وأكد أبو عيسى على قرار التحالف بعزل الشعبي والأمة من المعارضة، واستدرك قائلا: ?هذا ما كنا نشير إليه لكن لم يصدقنا أحد?.

تحالف قوى الإجماع الوطني
◄ يضم أحزاب معارضة ترفض المشاركة في الحياة النيابية
◄ تشكل عام 2009

◄ يتكون من 17 حزبا

◄ يتزعمه فاروق أبو عيسى

◄ أبرز أحزابه: الحزب الشيوعي، والمؤتمر الشعبي (مجمد)، والبعث العربي الاشتراكي، وحزب الأمة (مجمد)

وكان تحالف أحزاب المعارضة في السودان قرر تجميد عضوية حزب ?المؤتمر الشعبي? بسبب قبوله دعوة الرئيس عمر البشير للحوار.

وقال مستور أحمد، الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني، إن اجتماع الهيئة العامة للتحالف (تضمّ ممثلين لمختلف الأحزاب) قرر بالإجماع تجميد عضوية المؤتمر الشعبي لمخالفته سياسات وأهداف التحالف?.

وأضاف أن ?القرار لم يشمل حزب الأمة القومي الذي قبل أيضا دعوة البشير لأنه أصلا قد جمّدت عضويته في التحالف منذ أكتوبر الماضي?.

ويرى المتابعون للشأن السوداني أن البلاد سائرة باتجاه استقطاب ثنائي حاد بين ?إسلاميين? و?علمانيين?، الأمر الذي يشكل تهديدا جديدا للسلم الاجتماعي في هذا البلد، وهو في الآن ذاته يخدم مصلحة النظام الذي يئن تحت ثقل أزمات سياسية وأمنية خانقة كادت أن تطيح به لولا الحوار الوطني، الذي وصفه البعض بـ?طوق النجاة?.

ويبدو أن حالة الانقسام التي تعيشها اليوم الساحة السياسية السودانية لا تقتصر فقط على التحالف بل شملت كذلك أركان الحزب الواحد.

وفي هذا الصدد كشفت مصادر عن وجود تصدّع داخل حزب الأمة القومي وتحديدا بين مؤسسة الأمانة العامة والرئاسة في الحزب، هذا التصدّع والانقسام مردهما، غياب التوافق حول المشاركة في الحوار الوطني.

وتقول ذات المصادر إن مؤسسة الأمانة العامة بقيادة رئيس الحزب الصادق المهدي ونائبيه الفريق صديق إسماعيل وفضل الله برمة ناصر متمسكة بالتقارب مع نظام البشير وتدعم المشاركة في الحوار، بالمقابل يدعو الطرف المقابل والذي يقوده الشباب وكوادر الحزب في المناطق إلى ضرورة التماهي مع مطالب المعارضة والسعي في اتجاه إسقاط النظام.

فاروق أبو عيسى: التحالف لم يكن غافلا عن أهداف حزب الأمة الرامية إلى تفكيكه
ومن المرجح حسب الأوساط المتابعة أن يحتدم الصراع داخل الحزب مع اقتراب موعد انعقاد الهيئة المركزية للحزب المقررة في مطلع مايو المقبل.

في مقابل هذا الوضع المتأزم الذي تعيشه المعارضة يحاول نظام البشير التقاط أنفاسه تحضيرا لجولة المعارك القادمة، وخاصة في ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، المقررة في مارس من العام المقبل، والتي يصرّ النظام على المضي فيها، رغم رفض المعارضة. وفي هذا الصدد أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم، أن لا شيء يمنع الرئيس عمر البشير من الترشح خلال الانتخابات العامة القادمة، لدورة رئاسية جديدة، ورهن البت في أمر ترشيحه لخيارات الكلية الشورية القادمة.

وأكد رئيس قطاع التنظيم بالحزب حامد صديق في حديث للصحافيين، أن الرئيس عمر البشير رئيس الحزب يحق له الترشح لدورة قادمة.

ويرى المراقبون أن تصريحات القيادي في الحزب الحاكم تأتي في سياق التمهيد للرأي العام السوداني والمعارضة على حدّ سواء في أن البشير ستكون له ولاية جديدة، في ظل انكفاء المعارضة على الأزمة التي أحدثها الحوار الوطني.

البشاير

تعليق واحد

  1. اى احزاب اسلاميه بتحدث عنها كاتب المقال و اى اسلام يتحدث عنه الترابى و اهل الانقاذ و الصادق المهدى… لقد عرف الشعب السودانى نفاق اهل الاسلام السياسى و فشل مشروعهم الحضارى الذى اذل الشعب السودانى بكل اطيافه. لقد عم الفساد جميع مرافق الدوله و سحق الشعب من الغلاء و تدنى التعليم و تمددت العطاله و انحرفت الاخلاق فى ظل تغيير صيغة الانساى السودانى الى الاسوأ.. ما سماهم الكاتب بالعلمانيين هم مسلمون يعرفون اصول الاسلام اكثر من تجار الدين من اهل الاسلام السياسى.
    نستطيع ان نقول ان الحوار قسم الشعب بين تجار الاسلام السياسى ممثلين فى الجبهة الاسلاميه و شيوخ حزب الامه و بين المنادين بحكم ديموقراطى مبنى على المواطنه و حريه العبادة و فصل الدين عن السياسه و ليس الدوله كما يصرح اهل التوجه الحضارى الذى افقر العباد و قسم البلاد و عاث فى السودان الفساد. لقد اتضحت الرؤيا الان ووعى الشعب خداع اهل الاسلام السياسى و بخاصة الطبقة الوسطى من المهنيين و العمال و المزارعين و النقابات و مفصولى الصالح العام و اسر الشهداء منذ انطلاقة انقلاب الترابى – البشير فى 1989 و حتى شهداء سبتمبر 2013 و كما قال الترابى ان رجوعهم لحضن المؤتمر الوطنى املته تحديات اقليميه و لعله يقصد ما حدث لجماعة الاخوان المسلمين فى مصر و السعوديه و بعض دول الخليج الاخرى مما يدل على ان الترابى يريد ان يحكم السودان وفقا لتوجهات جماعة الاخوان المسلمين العالمية كما فعل فى بداية الانقاذ عندما فتح السودان للمحاربين الافغان و بن لادن و القنوشى و تكوين مايسمى بالمؤتمر العربى الاسلامى الذى جر السودان الى حصار عالمى اضر بمصالح المواطن السودانى العادى

  2. ” اقتباس “اويبدو أن حالة الانقسام التي تعيشها اليوم الساحة السياسية السودانية لا تقتصر فقط على تحالف قوى الإجماع الوطني بل شملت كذلك أركان الحزب الواحد.”
    الأحزاب الإسلامية التي قبلت بدعوة البشير إلى الحوار( حزب المؤتمر الشعبي بقيادة حسن الترابي وحزب الأمة بزعامة الصادق المهدي وحزب الإصلاح الان )هي التي ستحكم المتبقي من السودان حتي عام 2050

  3. لا الاسلامين يقبلوا بالعلمانين ولا هم يقبلو بالاسلاميين صراع ايدلوجيات
    اخطر من الصراع القبلي والجهوي

  4. الشعب السوداني لن ولم ولا يقبل بالعلمانبة مهما كانت اشكالها ولم علم حزب الامة والشعبي والاتحادي فيها خيرا لما تخلو عنكم خمسة وعشرون عاما باسم العلمانبة ولم تسقطوا مدينة واحدة اضعتم قضية دارفور وجبال النوبة باسم العلمانية يجب ان تعودوا اى رشدكم وتعرفوا من اين تؤكل الكتوف المؤتمر الوطني حكم طيلة هذه الفترة بذكاءة وغباء المعارضة

  5. المعلقين الكرام من دعاة دعم الدولة الظلامية ، لان الاسلام الصحيح هو النور .
    استعدوا بعد انشاء دولتكم الثيوقراطية للانضمام لحلف افغانستان المخدرات و صومال الحروب العبثية و شيشان التخلف و بوكو حرام جز الرقاب بالسواطير و داعش القتل علي الهوية و جبهة نصرة الجهل و الظلام
    و سفح الدماء و تغييب العقول ببث كل ما هو مخالف لفطرة الانسانية السليمة علي اساس انه هو الاسلام . و
    الاسلام منه براء .
    استعدوا مع هذا الحلف لمحاربة كل الكفار في هذا العالم و ارغامهم علي دفع الجزية .و ابطال كل منتوجهم
    من علم و فكر و فن شاركوا بها في حضارة هذا الكون .و اسحبوا كل اموالكم من بنوكهم حتي تنهار فيفلسوا
    و ياتوكم صاغرين .و عندها فقط يحق لكم رفع شعار(( لا لدنيا قد عملنا)).

  6. البشير هو أقل السودانيين حظوظاً بالفوز في أي إنتخابات قادمة نزيهة أو مزوره، وإذا أصر المؤتمر الوطني علي ترشيحه فيكون قد قدم للمعارضة فرصة ذهبية لهزيمته وهزيمة حزبه

  7. كلهم جربناهم
    علمانين واسلاميين
    نحن نريد سودانيين مخلصين فقط
    الاسلام قديم في السودان ولم يدخله الاسلاميين الحاليين للسودان بالعكس فانهم يمارسون الفساد اكثر من العلمانيين انفسهم
    العلمانيين جربناهم وهم جزء من منظومة الفشل
    وارى ان يذهب الشعب في خيارة الذي ينوي ان ينزله لارض الواقع
    لا حكم لمن حكم
    وليذهب العلمانيين والاسلاميين ليتصارعوا على اي شئ اخر الا السلطة وكراسي الحكم فالشعب السوداني قد كرههم جميعا

  8. نحن مسلمين بالفطره وهؤلاء الذين يسمون نفسهم بالاسلامين فقط مزايده سياسيه يطلبون من خلفها نفوز وفلوس
    نحن بقطع الشك سوف نكون في الضفه الاخره للمتاسلمين المزايدين
    يشوفو ليهم حاجه غير هذه البضاعه يتاجروا بيها وفي نفس الوقت بعيد عن سوقنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..