يا سيادة الرئيس البشير هل لنا في هذه القصة عبرة ؟ا

يا سيادة الرئيس البشير هل لنا في هذه القصة عبرة ؟

سيف الاقرع ? لندن
[email protected]

قيل ان احد الخلفاء كما كانت هي العادة في القديم .. أن يبعث بأبنه للتعلم على يد رجل شيخ جليل ومربي حكيم كما كانت هي العادة في اختيار معلمي ابناء الملوك والخلفاء وقد قام ذلك الشيخ بتعليم هذا الابن وتأديبه على اكمل وجه واحسن تعليمه وتأديبه ولكن في ذات يوم قام هذا المعلم بضرب هذا الابن ضربا مبرحا دون ما سبب وحبسة طيلة ذلك اليوم , فأشتكى الابن الى ابيه الملك او الخليفة عن تجني هذا الشيخ عليه وضربه وحبسة بغير سبب , فأحضر الخليفة المعلم وسأله لماذا ضربت ابني كل ذلك الضرب وحبستة بغير سبب جناه , فاجاب الشيخ المعلم قائلا .. لقد علمت انه سيكون الخليفة من بعدك وسيتحكم في مصير البلاد والعباد واردت ان اعلمه ان يكون عادلا بين الناس فضربته بغير سبب حتى اذيقه طعم الظلم فلا يظلم احدا في ملكه وفي حكمه..
( اي انسان مطارد من قبل الحكومة او اي جهة ما حتما انه سيشعر بالقلق وعدم الامان ويتلفت ذات اليمين وذات الشمال ويكون متوجسا من اي شيء حتى ولو كان يعلم تماما انه مظلوما ولكنه لا يثق في المحكمة التي يمكن ان تتحامل عليه وتجور وتظلمه لاي اعتبارات وتلك تجربة خاضها كثيرا من المواطنين او المعارضين في شتى انحاء العالم )
السؤال للرئيس عمر حسن احمد البشير وهو الان متهما من قبل محكمة الجنايات الدوليه .. ويشعر بالظلم ..
كيف تشعر ياسيادة الرئيس وانت تقوم بزيارة خارجية حينما يكون مصيرك معلق بيد حكومة تلك الدولة التي تزورها ويمكن ان تسلمك لمحكمةالجنايات الدوليه لغير ماذنب تراه .. كيف هو شعورك وانت تحسب الساعات والدقائق في انتظار انتهاء تلك الزيارة الخطرة الطويلة حتى ولو كانت لساعتين فقط والتي يمكن ان تتسبب في اعتقالك ..
كيف هو شعورك عندما تقلع الطائرة من مطار الخرطوم وانت تتوقع ان تختطف من قبل اي طائرات دولية يمكن ان تعترض طائرتك او يمارس عليها القرصنة الجوية ويتم اجبار طائرتك بالتوجه الى لاهاي مقر محكمة الجنايات الدولية .. كيف تحسب الساعات والثواني حتى ولو كانت بسيطة .. كيف تمر تلك الدقائق الثقيلة البطيئة حتى تحط الطائرة بسلامة في مطار البلد المنشود دون اعتراضها من قبل اعوان اوكامبو او من يرون انك مذنب حتى ولو لم تكن كذلك وكيف شعورك وانت تقضي الساعات الطوال البطيئة في البلد المضيف وخاصة اذا كانت تلك البلاد مثل كينيا وانت لا تأمن جانبها اذ ما مورس عليها قليلا من الضغط .. كيف تقضي تلك اللحظات العصيبة وانت تتوقع اعتقالك في كل لحظة وحين ومصيرك اصبح معلقا بيد الحكومة الكينية او الحكومة التشادية او الارترية او الاثيوبية او الليبية او المصرية وتلك الاخيرة انت تعلم بأن ليس لها قداسة لاي شخص او مبدأ او فكر اذا كان يتعارض مع مصلحتها .. (وهناك من يقتل القتيل ويمشي في جنازته بل ويترحم عليه )
اوليس هذا احساسا مخزيا ومشينا ومقلقا ومخيفا ؟
اوليس هو احساس بعدم الامان واحساس بالخوف والهلع والرعب ؟
اوليس هو احساس سيءونحن نتأمل وجوه الذين من حولك في تلك البلاد التي تستضيفك ونحاول قراءة ما الذي يدور في اذهانهم وافكارهم وهل ياترى انهم سيغدرون بك حتى وان بدأ على من يرافقك من ثبات ورباط جأش.. اوليس هو احساسا سيئا يا سيادة الرئيس .. ؟
اذن هذا هو بعض احساس من احاسيس الذين تعرضوا للمطاردة وللاعتقال.. هذا بالظبط جزء بسيط مما يشعرون به وهم في مخابئهم خوف الاعتقال والتعذيب والتنكيل او وهم يسيرون في الطرقات.. هذا جزء بسيط مما يشعرون به وهم لا يستطيعون ان يجلسوا مع ابنائهم وزوجاتهم او ابائهم وامهاتهم واخوانهم واصدقائهم مطمئنين بسسب الخوف من المطاردة والاعتقال والتعذيب والتنكيل وفصلوا من وظائفهم وضيق عليهم في رزقهم ورزق اطفالهم .. وذلك لانهم مختلفون فكريا او يرون ما لا ترون او لهم وجهة نظر اخرى ..
لا انا لست اتهاون في هيبة الدولة ولا امنها ولا استقرارها ونعم لسن قوانين مدنية صارمة تجرم من يريد بالبلاد سؤا او يوقد فيها نار الفتنة والشقاق وترويع الامنين والاحتراب نعم للسودان دولة قوية نعم ان يكون للسودان هيبة وللدولة هيبة وكذلك نعم للمعارضة القوية والتي هدفها مصلحة البلاد والعباد ونعم لاختلاف الرأي ووجهة النظر نعم نتفق مع الحكومة في اشياء ونختلف معها في اشياء ولا للضغائن الشخصية لاي مسؤول ولاللفجور في الخصومة… نعم للاختلاف ونعم للمعارضة نعم للرأي الاخر ولكني ضد الارتهان والارتزاق والمتاجرة بهيبة واستقرار الوطن ولا للعداء الشخصي السافر الذي لا يفرق بين المصلحة الشخصية ومصلحة البلاد .. كما انه لا للحكم الشمولي والاستبداد والانفراد بالسلطة ..
ياسيادة الرئيس انا لست شامتا والعياذ بالله وانا كتبت كثيرا في مقالاتي بأني ضد تسليم اي سوداني لمحكمة العدل الدولية لا انت ولا غيرك وانا على موقفي هذا ثابتا يا سيادة الرئيس ولكني اطلب منك ان تتأمل هذا الموقف الان ان تتأمل احساسك بالظلم وانت مطلوب من جهة تتربص بك الدوائر وتتمنى ان تعتقلك في اي لحظة .. اطلب منك ياسيادة الرئيس ان تتأمل لحظات القلق والطائرة خرجت بك من الاجواء السودانية ويمكن ان تتم القرصنة عليها او حتى داخل الاجواء السودانية فأنت اعلم بأمكانيات جيشك وهل يستطيع ان يحميك من القرصنة الجوية ؟
اكرر انا لست شامتا ولا اتمنى لك ذلك ولا لاي مواطن .. بل سأشعر بالذل والخزي والعار والاهانة والضعف والهوان اذا ما تم ذلك .. ولأني اعلم مقاييس العدالة الدولية ..والكل يراها ماثلة امامه ويعرف كيف ان المكاييل تختلف ولاني اعلم انها محكمة الظلم الدولية وليس العدالة الدولية ..
هذا الامر وهذا الموقف هو بالتحديد ما افتتحت به مقالي هذا.
وهو ان الشيخ او المعلم الذي ظلم ابن الخليفة او الملك دونما سبب ليزيقة طعم الظلم حتى لا يظلم احدا اذا ما آل الامر اليه .. فهل لنا في ذلك عبرة .. وقد آل الامر اليك يا سيادة الرئيس البشير وانت تشعر بالظلم ؟

تعليق واحد

  1. الاخ سيف الاقرع المقال جميل ويعبر عما بداخلك ويقدم النصح للسيد الرائس عمر البشير ونقول هون عليك نفسك اليشير شعاره ان سجني خلوه ونفي سياحه وقتلي شهادة وماذا يفعل الاعداء بي في كل الاحوال هو المنتصر باذن الله والشي الثاني ان كان الامريكان ومن شايعهم طلاب عدالة فليتجهوا لحل مشكلة فلسطين

  2. نعم اخي طترق هذا هو منطقي دائما فيما يتعلق بالمحكمة الدولية فاليحاسبوا بوش وطوني بلير وايهود باراك والنتن ياهو واليحلو مشكلة فلسطين اولا وهي من عام 1948 ثم بعد ذلك فاليتحدثوا عن العدالة الدولية ولكن كل ذلك لا يبرر الاعتقالات في السودان بغير حق ولا الفصل عن العمل بغير حق ولا سحق من يختلف معك فكريا
    اشكرك على المداخلة

  3. كون البشير مطلوب ومطارد من المحكمة الدولية دي مسرحية ولعبة سياسية من ألاعيب الأمريكان وإلا لتم القبض عليه وهو نائم في القيادة العامة… وطالما أن البشير ينفذ في سياسة الامريكان وخاصة مسألة فصل جنوب السودان فلا خوف عليه من المحكمة… لذلك لن يتحرك للبشير ساكنا تجاه من ظلمهم هو أوعصابته الحاكمة…

  4. نعم ابوطارق فاليحلوا مشكلة فلسطين ولكن ليس اولا فلسطين لها فلسطينيين يناضلوا من أجلها أما نحن فننادي بحقنا إن كان علي رقبة البشير أو غير البشير لن يمنعنا أحد عن المطالبة بحقوقنا لمجرد أن مشكلة فلسطين لم تحل ..

  5. مساء جميل صحة طيبين وتامين ولامين والفجر قريب
    شتيت الكورة اصلو مابتخلوهو الواحد فيكم يقبضو بيسكر يقول ليك الفلسطينى جارى ده بشم هيروين لى مامسكتو وياود الاقرع وابو طارق اذا منتظرين من ديل يحلو مشكلة فلسطين واطاتنا اصبحت لكن موضوعنا فى المقال ده الظلم بتاع اجهزة الدولة رايكم فيهو شنو وبالمناسبة فلسطين المحتلة وقبل مايحلو مشكلتها ويحرروها ليكم انت وود الاقرع يعنى وهى تحت الاحتلال مارس حكامها فى التلاتة حكومات بتاعتهم الظلم واسوا من ذلك القاتلين اليهود الاربعة مسكوهم ويكمن يسلموهم لى حكومة النتن ياهو نظام بيدى لابيد عمرو ياجماعة الظلم ظلم فى فلسطين ولا فى كاجو كاجو والغلط غلط وعلى قولة ود الصائم فى سودانيز اون لاين المعايير ياناس
    ياناس البشير لمن جاء على سدة الحكم قال بعضمة لسانو عندى كريسيدا موديل كم وتسعين واتبرع لى منتخب مصر (دفن دقن علشان موضوع حسنى والتقول ماكفتهم حلايب )بى سيارة لكل لاعب غير اخوانه الاثرو على حساب مين ماعارفين ولو مغاطننا شوفو بس رصيد زوجته الثانية والكانت ساكنة فى الدخينات والان تبيع وتشترى الفاخر من القصور حرامية مامشكلة بس ماتجيبو لينا سيرة الدين والورد اليومى والوهم الفارغ بتاعكم ده ربنا عالم بالنوايا واسرار النفوس البشير مابنسلمو لى اوكامبو بس ياريت لو نقدر نحاسبو ومحامينو معاهو وكلو تمام افندم قال فلسطين قال فلسطين ناسها براهم خلوها قضية مصدية من الصدأ

    ……………تصبحوا على وطن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..