محنة سودانية (85) – الدعوة الى الكذب و التزوير

محنة سودانية (85) – الدعوة الى الكذب و التزوير

شوقي بدري
[email][email protected][/email]

كما كتبنا كثيراً و بح صوتنا من الكلام ، لأن السودانيين يصرون على فرض أفكارهم ، تخيلاتهم و مقايسهم على الآخرين . قبل أيام قرأت في موقع سودانيز اونلاين موضوعاً لأحد الاساتذة و هو يطالب بحذف حادثتين اوردهما بابكر بدري في تاريخ حياته . و الكاتب يقول أن الحادثتين يسيئان الى سيرة بابكر بدري . و تداخل آخرون و ايدوا كلامه .
الأستاذ و من تداخل معه ، يريدون ان يفرضوا رأيهم و مقايسهم على بابكر بدري الذي مات و شبع موتاً . و بابكر بدري كان يريد ان يكتب تاريخ حياته بصراحة و بعيداً عن الكذب و تغيير الحقائق ، كما يحدث في كتابة تاريخ السودان .
الحادثتان هما ان بابكر بدري بعد ان أكمل تعليمه في مدني ، و حفظ القرآن عن ظهر قلب و تفقه في الدين ، عاد الى بلده رفاعة . و طلبت منه احدى جاراته ان يعزم لها على بطنها . لأنه قد صار فكياً أو فقيهاً . ثم استدرجته المرأة . و انتهى الأمر بعملية زنا . بأبكر بدري أورد القصة بأمانة و عرض اسم المرأة و اسم عمه الذي كان يتردد عليها كذلك . و أعترف بهذا لوالدته . و الغرض هو ان يستفيد الناس من تلك الحادثة الغير جيدة . فلا يزال الى الآن من يذهب الى الفكي . و حتى الحكام و البروفيسرات و المتعلمين يذهبون الى الفكي . و يرسل المتعلمون نساؤهم الى الفكي . و كثيراً ما تنتهي الزيارة بحادث زنا في الماضي و في اليوم و في المستقبل . هذا هو القصد من الفكرة .
الحادثة الثانية هو أن بابكر بدري عندما كان طفلاً فقد ثوبه في النهر . فقام بسرقة ثوب أحد العبيد الذين كانوا يعملون . و لقد لام البعض بابكر بدري أنه اورد كلمة العبيد . و بابكر بدري قد أورد كلمة عبيد ، لانه كان يوجد فئة مستعبدة و هم الرقيق . و كأنه يقول ، كان هنالك بنائين أو نجارين . فالدرس الذي يمكن ان يستفيده شباب اليوم ، هو أن الأولاد كانوا ينطلقون عراة و البنات يلبسن الرحط ، و هي سيور من الجلد . و بعد الزواج تلبس المرأة القرقاب و التوب . و قد تترك صدرها كاشفاً . و لم يكن لأغلب الناس اكثر من ثوب واحد يلفونه حول جسمهم . و يربطونه حول وسطهم عندما يعملون في الحقل أو في اي عمل آخر . و يتغطون به في الليل .
هل كان بابكر بدري خالياً من العنصرية ؟ الجواب طبعاً لا . و لقد اوردت انا ان بابكر بدري كان مالك رقيق . و عندما صار فارساً في جيش المهدية كان له حصان ، و عبد قوي اسمه صباح الخير . و كان يمتلك بعد الأناث من الرقيق خاصة بعد ان صار تاجراً في المهدية و امتلك المال نتيجة التهريب و الغش و الرشوة . و خيانة الامانة كما أورد . لأن الدولة كانت فاسدة في كل نواحيها . و بابكر بدري اورد هذه الاشياء عن نفسه و عن الآخرين حتى يتعظ الناس .
و لأن الناس لم تتكلم بصراحة و صدق ، فهاهم أهل الانقاذ يعملون اسوأ من المهدية .
و لقد اوردت انا في عدة مواضيع أنه بعد حوادث 24 ، و سجن زعماء اللواء الابيض أمثال البطل علي عبد اللطيف الذي يرجع اصله للدينكا أو النوبة . قام زعماء البلد و على رأسهم السيد عبد الرحمن المهدي و الميرغني و الهندي و كرم الله عمدة الخرطوم و آخرون ، بكتابة عريضة شجبوا فيها و أدانوا حوادث 24 و قالوا ان امة يقودها ابناء الأمه امثال علي عبد اللطيف لهي امة خاملة … الخ . و كانت هنالك خمسة و ثلاثون موقعاً . و كان موقع بابكر بدري فيهم هو الخامس و عشرين . و بابكر بدري انسان يخطئ و يصيب . انا لا احترمه لأنه جدي و لكن احترمه لاشياء كثيرة منها انه كان شجاعاً تحدث بصدق و امانة . و كان يريد ان يقدم التاريخ بدون تزييف ، رياء أو كذب .
لقد تحدث بابكر بدري عن اعمامه محمد و أحمد شكاك . و جدنا شكاك كان هو أمير الطابية على النيل امام بوابة عبد القيوم . و اسم شكاك كان بسبب الشك في النسب لأن والدته تزوجت بأحد المسافرين الذي رحل سريعاً . ثم تزوجت برجل آخر قبل ان تكتمل عدتها . و كان هذا يحدث قديماً في السودان . و يحدث في بعض الاحيان الآن . و حدث شك في النسب و عرف بشكاك . عند هزيمة غزوة ود النجومي هرب شكاك . أو انفصل عن زوجته . فعاشت شقيقه مع زوجة اخيه كزوجين وهما في الاسر في مصر . و عندما أتى خطاب بأن الزوج سيرجع انتقل شقيقه منها ، و تركها له .
لقد ذكر بابكر بدري الكثير الكثير عن نفسه و أهله و الآخرين . و القصد كان ان يتعافى المجتمع و ان نتعلم من اخطائنا و نعرف غلطتاتنا . لكي ننبذ النعصرية ، و الشوفينية و اضطهاد المرأة و اشياء كثيرة لا تزال تفتك بمجتمعنا . لقد ذكر بابكر بدري انه عندما كان يطوف السودان كمفتش للتعليم حلّ بقرية شمال كردفان . و في الليل اعطوه بيتاً من بيوت البروش . و لكن صاحبة الدار اتته في الليل فرفض ان يمارس معها الجنس . و في الصباح سأل شيخ الحلة عن صاحبة البيت فعرف انها اخت شيخ الحلة . فسأله بابكر بدري ماذا سيفعل اذا رأها مع رجل . فقال شيخ الحلة ان لها الحق ان تفعل ما تشاء لأنها (عزبا) . و كان بعض الناس و لا يزال الى الان يكرمون الضيف بـ(العزبا) في الفريق .
عندما كان بابكر بدري ينشئ الخلاوي النظامية ، حلّ ببلدة اسمها ام بول . و اهلها من الدروعاب كما اذكر . و سمع بنتاً تقول لوالدها (الجلابة غلوا الشغلات ). فرد والدها ( مالو . انتوا تنطوهم القروش بالنهار و تشيلوها بالليل ) . و لقد شاهدت انا في الستينات و حتى السبعينات قبائل الرحل الذين يأتون للقيط القطن في فترة مارس و ابريل و مايو . و كان كثيراً منهم اباحيين .
من الاشياء التي احببتها في بابكر بدري هو انه عندما اجبر على طلاق زوجته البقيع التي كان يحبها جداً ، بسبب مشاكل والدتها التي خيرته بأن يترك اسرته و ينضم اليهم ، أو ان يطلق بنتها . و هذا في ايام الضنك و الجوع في ايام غزوة ود النجومي . و البقيع تزوجت الزبير باشا في القاهرة ، عندما كان الزبير باشا في المنفى و كان أهلها في الأسر. فعبد الرحمن النجومي من الجعليين و اكبر قواد المهدي ساق اربعة ألف من الرجال و ثلاثة ألف من الاطفال و النساء لفتح مصر بدون مؤن أو استعداد كافي . و كان يظن ان المصريين سيحاربون معه . و لكنهم حاربوا مع الانجليز. و تعرضت نساء السودان للاغتصاب و الأهانة ، و الرجال للتعذيب . و لكن الجنرال الانجليزي ود هاوس حماهم و عاملهم بمعقولية . و عاشوا في مصر و منعوا فقط من الرجوع الى السودان . ثم سمح لهم بالرجوع الى السودان . و لقد زودوهم بالمؤن و أجر المراكب للرجوع الى السودان .
و ذكر بابكر بدري انه كان يحب زوجته البقيع لدرجة انه كان يبكي عند فراقها . و لقد اورد الاستاذ محمد خير البدري متعه الله بالصحة ، و هو ابن اخ بابكر بدري . ان بابكر بدري كان يأخذه و هو طفل صغير لزيارة البقيع في مدني . و بعد زواجها من الزبير باشا تزوجت عمنا عبد الرحمن الشيخ والد الاقتصادي و رئيس نادي الهلال السابق احمد عبد الرحمن الشيخ . و كان بابكر بدري و الذي صار متقدماً في السن يذهب لزيارة زوجته السابقة . و كنت احترم بابكر بدري لأنه تحدث بصدق عن حبه لزوجته و بكائه و ألمه عندما علم بزواجها من الزبير باشا . و هذا ما ينكره السودانيون عادةً . بل أننا نعتبر التصريح بالحب كنوع من ( الخيابه ) .
احد الاخوة الجنوبيين الذي انضم الى الاسلام كبيراً ، ذكر في حديث تلفزوني انهم طلبوا منه ان يغير اسمه الى اسم اسلامي . فقال ان الاسلام لا يطالب بتغيير الأسم . و عندما اصروا على تغيير الاسم . سألهم ( ماهو اسم سيدنا عثمان بن عفان قبل الاسلام ) فقالوا ( عثمان بن عفان ) . ( ماهو اسم سيدنا عمربن الخطاب قبل الاسلام ) فقالوا ( عمر بن الخطاب ) . فسأل (هل غيروا اسمائهم بعد الاسلام ؟) . قالوا ( لا ) . قال : ( فلماذا اغير اسمي أنا ؟ ) . كان هنالك قديماً ما يعرف بقصص الرجال. و منها عرفنا ان سيدنا عمر قد ضحك مرة . و السبب ذكر انه كان مسافراً و صنع إلاه من العجوة و لكن عندما جاع اعتذر لألهه و قام بأكله . و سمعنا بأن سيدنا عمر قد بكى مرةً . و السبب أنه تذكر ابنته الصغيرة . و عرفنا عندما كان يحفر حفرة لوأد ابنته الصغرى . كانت ابنته تمسح الغبار و العرق من جبينه . و عرفنا ممن درسونا بأن الامام علي كرم الله وجه قد عرف بكرم الله وجهه لأنه الوحيد الذي لم يسجد الى أي صنم . و سمعنا ان سيدنا عمر و ابوبكر و الصحابة كانوا يعيشون كما يعيش الناس في الجاهلية . و كان الناس يشربون الخمر و يطوفون حول الكعبة عراة رجالاً و نساءاً . و يحلفون باللات و العزى . و عم النبي أبو لهب و في الحقيقة هو عبد العزى .
من المحن السودانية انه ليس هنالك من يطالب بتغيير هذا التاريخ او حذفه . و وصفه بأنه يسئ الى سيرة اعظم الخلق . إن الله يعلمنا ان الانسان يمكن ان يتوب و يبشر بالجنة . والعباس رضى الله عنه و الذي ينتسب اليه السودانيون بحق و بدون حق ، كان اكبر مرابي في مكة . فلماذا نحاول ان نغيير او نعدل في العظة التي اعطانا لها بابكر بدري ، و هي ان نسنتفيد من غلطاتنا و ان نعدل مفهومنا . و أن لا نكذب .
المحن السودانية ان السودانيين لا يقرأون أي شئ و لا يستمعون الى اي كلام ، او يشهادون اي مسرحية ، او يرون عمارة بدون ان يطالبوا بتغير . و اذا اخذنا اي عرامي او شرامي من السودان و أوقفناه امام برج الامارات الذي هو اطول بناء في العالم ، لأنتقد طريقة البناء و اتى بأفكاره .
التحية
شوقي بدري

تعليق واحد

  1. لفت نظري عنوان ذلك المقال يا شوقي ، ولم أدخل عليه معترضاً للأسف .كتاب حياتي للشيخ بابكر بدري من الكتب المركزية في الثقافة السودانية والتاريخ خلاله نعرف نهوض وانكسار شوكة المهدية وتغير حالها من حركة ثورية إلى ما وصفه بابكر بدري بدقة في الكتاب من تراجع.
    شهد الشيخ كرري وحارب في تجريدة ودالنجومي هو ووالدته وأخوانه.وصف تلك الفترة بحرفة روائي واشهدنا على بدايات تعليم المرأةالذي ابتدره هو وأصبح رائداً له. وأطلعنا على تجارته وابداعه فيها وعلى العديد من جوانب الحياة السودانية في نهاية القرن التاسع عشر بداية القرن العشرين.كتاب من زنة طبقات ودضيف الله ولابد من كتابة سيناريو فيلم بابكر بدري يا شوقي.
    صدقه تجلى في هذه الوقائع وغيرها وكيف غش في تجارته حكى ما له وما عليه.المؤرخون العديد من المثقفين موقفهم مثل موقفك هذا فلا تقلق لا شي يضير تلك السيرة الذاتية العطرة المعتقة أو يحرفها.
    دمت يا عزيزي شوقي

  2. انت زول كارسة … انت ابو الكوارس زاتا ..
    شوف والله جدك محترم .. وما هو اخسن من ناس ابوبكر وعمر والصحابة اليجي واحد يعترف بالزنا ويطلب العقوبة .. شوفو الشريعة كيف كانت ..؟ الزول يطهر نفسو بنفسو… والله لو زول في الفرن العشرين وواحد وعشرين يلحق الصحابة في اهم اشياء الاسلام لكان بابكر بدري .. اللصدق في الاسلام مافيهو مجاملة .. الرسول قال صلي الله عليه وسلم المؤمن قد يسرق والمومن قد يزني ولكن المومن (لا يكذب).. تخيلو لو مافي زول يكذب في السودان ؟؟؟ والله كفاية … لو طبقوا فينا شريعة عقوبته ضد الكذب فقط والله ما حتكون عوجة في السودان كلو كلو … ونتشارط واتحدى اي واحد .. جدك لو قام هسة والله بقبل يدو ورجلو كان داير والله يمين بالله بعدين انت زول رايع جدا .. انا اول مرة اعرف انو ودناس بابكر بدري… الزول يكون عندو سية صادقة مهما كانت ولكن بالغش والخداع والتزوير ما ينفع كلو كلو …

  3. احييك يا دكتور قال د صابر عبد الكريم وهو دكتور بيئة بجامعة النيلين ان السودانيين زي الحمير لو اول حمار شاف ليه كوم رماد واتمردغ فيه كلهم بتمردغوا وكان يقصد الانشطة الاقتصادية وجري الناس كلهم لنشاط واحد مشكلة الاسلاميين جهلاء وكذابين واقصد كل الاسلاميين في السودان ولا استثني منهم احد قل لي ان فلان اسلامي اقل لك انه جاهل وكذاب واسهل حاجة عندهم الكذب علي الاموات وتغيير التاريخ لكن في هذه الحادثة نقول لهم اهل الجلد والراس موجودين

  4. على صراحتك وقيمة المعلومات التي تذكرها عن المجتمع السوداني ولكن أتمنى أن أقرأ لك مقالة ولو واحدة لا تذكر فيها أهلك آل بدري. حتى أصبحنا حين نجد عنوان مقالة لك نتراهن كم اسم ستذكره من آل بدري. يا رجل نخاف أن نظن ان السودان كله يدور حول محور آل بدري.

  5. ذاك المسلم الجنوبي الذي حاول الكيزان تغيير إسمه ورفض هو منقو أجاك أكول من ولاية أعالي النيل وعندها أرادوا إحراجه علي الهواء مباشرة فأقنعهم أن الإسلام لا يجبر الناس علي تفيير أسماءهم، اللهم إلا إذا أرادوا له أن يختار لنفسه إسما عربيا وهو ليس عربي مضيفا بأن للمسلم الخيار في الأسماء العبّد والحمد ولا حجر علي أحد

  6. بس………..

    قام زعماء البلد و على رأسهم السيد عبد الرحمن (المهدي) و (الميرغني) و (الهندي) و كرم الله عمدة الخرطوم و آخرون ، بكتابة عريضة شجبوا فيها و أدانوا حوادث 24 و قالوا ان امة يقودها ابناء الأمه امثال علي عبد اللطيف لهي امة خا………..

    كرهتونا المؤتمر الوطني، منبر السلام العادل.. فصلو الجنوب

    فصلو الجنوب الناس الفوق ديييييييييلك …. ناس يقومو ضد الاستعمار .. نطلعوهم اولاد امة اولاد خدم .. عبيد … عملو العمايل لمن اتوغرت الصدور

    جا المؤتمر الوطني ريحكم منهم تكوركو؟؟؟ ولمن نكورك ليكن ما تجو؟؟؟؟

  7. جلّ من لا يخطئ… من يملك الحق في تشويه الحقيقة؟ إن أخطأ أحد وأورد هذا في سيرته الذاتية بدون رياء وكذب فما بال الغير يرغب في لي رقبة الحقيقة. حقاً لقد تعودنا- ولا سيما في الآونة الاخيرة- الكذب والتدليس والخداع والنزول الى حلبات الصراع بدون إدراك لمقدراتنا الحقيقية وبدون معرفة ذاتية وأصبحت القصة (دق سدُر) لا غير. تاريخ السودان الحديث يدور حول رجال من أمثال بابكر بدري فلا غضاضة أن يسجل الحفيد خواطره حول سيرة الجد. لست وحدك من يحترم جدك. من لا يعترف بماضيه يفقد حاضره ومستقبله معاً

  8. صدقني أنت تكتب لأفهام راقية … نحن ومن حولنا لا نستطيع فهمك.. للأسف … أن أناس مثلكم لا نستفيد منهم كما إستفدنا من السيد/بابكر بدري عليه رحمة الله .. إن بلدي بائسة تدفع مافي بطنها فتستفيد منه
    أوطان أخرى .. إننا بائسون أن طارت حمائمكم وتركتنا لصقور لئام تتوشح بالذقون وهم أوسخ الأنام….

  9. الأخ الأستاذ/ شوقي بدري
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…….أنا متابع للراكوبة منذ فترة ليست بالقصيرة جدا وكنت قارئي وعابر فقط اتطلع لأن اجد فيها أخبارا عن بلدي تسلي غربتي ووحشتي ولقد ترردت كثيراقبل أن انشئي لي اسم للتعليق على مايرد من اخبار ومقالات بصحيفة الراكوبة ولكن مقالك هذا اجبرني علي إتخاذ هذه الخطوة…. ما اردت قوله أستاذ شوقي هو نحن السودانين لانعرف معنى كلمة تاريخ ولا نملك ضمير توثيقي نظيف وهذه تظهر في سلوكياتنا بدا من انظمة الحكم مرورا باجهزة الاعلام نزولا لابسط مواطن سوداني كاهؤلائي الذين علقو بأنه يجب أن يتم حذف ما ورد في كتاب الشيخ العلامة بابكر بدري لانه يسيئ اليه والى اسرته………فالحكومات المتوالية على حكم السودان عملت كل واحدة منها جل جهدها في جب وشطب ومحو تأريخ سابقتها في الحكم حتى احجار تأسيس بعض المباني الشهيرة لم يسلم تاريخ انشئها وافتتاحها من التدمير والمحو وكأنما إذا ابقت الحكومة اللاحقة على حجر تأسيس مبنى اقامته الحكومة السابقة فهذا قد يكون سبب في تقويض حكمها وتذكير بالعهد اليائد……..بطبيعيتي احب التاريخ الاجتماعي ان صح الوصف وهو ما اجد ضالتي فيه في مقالاتك لان فيها الكثير من التوثيق للعديد من الاسر السودانية المرموقة وكيف تترابط هذه الاسر فيما بينها……مثال اخر على العرض التاريخي المشوه والذي يمارس على اعلى مستوى تثقيفي في البلد برنامج كنت اتابعه في تلفزيون السودان يعرف ببرنامج من الأمس يبث تسجيلات قديمه من برامج وسهرات سجلت قديما وكانو حينما يعرضون سهرة مسجلة مع الفنانات الرائعات البلابل يقومون بدبلجة مناظر فلا تستطيع مشاهدتهن ولكن تسمع فقط اصواتهن بحكم انهن غير محجبات فهو برنامج عن تاريخ برامج التلفزيون ولكن القائمين على امره يحاكمون تاريخ ذلك الزمن وفقا لمعايير اليوم فلماذا اذا يسمونه من الامس………على العموم انا شاكر وحامد لنعمة اليوتيوب وعلى الاناس الرائعون الذين يقومون بتنزيل الفديوهات الشيقة للبلابل وغيرهم بحيث ارى واسمع بدون تزييف………وشكرا لك على جرأتك وصدعك بالحق

  10. مذكرات بابكر بدري تقف كتفا بكتف مع السير الذاتية العالمية مع تفوقها علي تلك السير كونها صدرت في بيئة شديدة المحافظة ! ولو اطلعت عليها دور النشر العالمية لظفرت بصيد ثمين او سمين ! المفارقة ان اخانا ضارب الطبول والدفوف والابواق النحاسية جميعا مصطفي البطل وجه كل ضوضائه تلك للمرحوم علي ابوسن لا لشيئ الا لانه كتب بنفس طريقة بابكر بدري ! فاذا علمنا انه يعتبر من زبدة مثقفي البلد حق لنا ان نسأل اخانا شوقي : لمن تلقي مزاميرك يا داؤود ؟!

  11. الأستاذ شوقي بدري .. لوكان هنالك سوداني واحد من الذين يتمشدقون بالحق والباطل عن سيرتهم الذاتية لو كان هنالك من يستحق الإحترام والتقدير فهو بابكر بدري دون شك. قرأت كتابه عن سيرته الذاتية. منه علمت أن هذا الرجل صادق كنبي.
    كثيرون من آكلي ناقة سيدنا صالح يظهرون لك بأنهم جند الله وهم جند إبليس. ماذكره المرحوم بابكر بدري عن نفسه والأفعال التي فعلها لن تجد كائناً سودانياً يعترف بها مهما كانت دوافعه وأهدافه. لكن المرحوم بابكر بدرى كان هدفه الحقيقة ودافعه الصدق.
    معظم السودانيين إلا من رحم ربي يزنون أو زنوا ذات يوم، فأت لي بواحد يعترف لك بأنه كان زانياً وتاب الله عليه. كل السودانيين يكذبون كما يتنفسون ولكنهم يعتبرونهم أنفسهم أصدق من أبي بكر الصديق. قوموا كدا يا زلنطحية.

  12. كفيت ووفيت عمنا شوقي ، تلك امة قد خلت بما لها وما عليها وعلينا عدم جلد الذات واخراج الاحداث من سياقها التاريخي فالسودانيون انفسهم كانوا مستعمرين وكانت تجارة الرقيق في العالم كله ابتدعها و روجهاالاوربيون ، ولكن علينا ان نوضح الصورة الكاملة لتداعيات تلك الممارسةتجارة الرقيق في السودان… أولا وكما اسلفنااعلاه تجارة الرقيق مع أسف كان يمارسها العالم كله والأوربيون كانوا في قلب تلك الممارسة.. ثانيا تستخدم تداعياتها بانتقائية حتى بعد انتهاء الممارسة وأجيالها لتفجير حزام الدول الممتدة من جيبوتي وحتى موريتانيا وتعتمد على الرضا من هذه الدولة أو تلك وإلا ففي اليمن قبل أسابيع قلائل قامت الدنيا ولم تقعد إذ صورت الفضائيات الأجنبية والعربية لشيخ قبيلة باع مزرعته وفيها عبد مع أمه من ضمن الممتلكات ذكرت أسماؤهم وصفاتهم! في عقد البيع مثلهم مثل أقفاص الحديد وعدد العجول بالمزرعة..تم هذا في عالم اليوم! نعم وفي عالمنا هذا! ولكن لان اليمن حليف في الحرب على الإرهاب والنظام مرضي عنه من قبل أمريكا وهلم جرا غض الطرف عن ذلك ولم نر البارونة كوكس وذاك الممثل الهوليودي المعروف يجدون لعمل أفلام… ثالثا القبائل الإفريقية في عمق أفريقيا نفسها كان بها درجة أولى وثانية وثالثة أي بها رقيق هي نفسها فلم تكن الممارسة حكرا على عرقية ضد عرقية.. رابعا قبائل الجنوب نفسها المحاذية للشمال أيام الكر والفر قبل أكثر من مائة عام كان من يقبض عليه ويقع في الأسر من (المندكورو) يرغم على الرعي وأعمال السخرة ، إذن هي العبودية .. فلماذا يتم الطرق دائما من قبل البعض وكأن أهل السودان هم وحدهم دون سائر العالمين من مارس تجارة الرقيق ويجردون الحدث من سياقه التاريخي بخبث عجيب ويأخذونه بانتقائية مخلة وعلميا لا يجوز هذا الذي يفعلونه
    واخيرا كما ذكر الاخ بشري الفاضل عن ضرورة انتاج فلم يوثق لبابكر بدري الذي وثق لنا تاريخ حياتنا السودانية اليومية قبل مائة عام فالمصريون مثلا عندهم السينما وثقت لذلك ملابس الناس والفرن البلدي القديم تشاهد كل ذلك بافلام الاسود والبيض ترى كل ذلك وانا اضيف اليه وانتم امدرمانيين فلم عن سلاطين باشا وقصة هروبه المشوقة من امدرمان الى اسوان بالجمال فمن يلتقط الحبل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..