مقالات سياسية

مأساة وادي حلفا

رغم اننى تجولت فى العالم فانا لم اشهد اجمل من مدينة وادى حلفا فى العالم على الإطلاق.

نُقل الوالد الى هناك وتلقيت جزء من دراستى هناك كانت تجمع بين المدينه وبين القريه وبين مصر والسودان.
كنا نسكن فى حى القيقر فى  منازل السكه الحديد وتحيط بكل منزل مزرعتين واحده فى الامام واخرى فى الخلف وكل منزل يأكل مما يزرع وجداول الماء تجرى بين المنازل مياه بطميها للزراعه وشبكة مياه اخرى  للشرب.

مكتباتها تعج بالصحف والمجلات المصريه والكتب الطازجه وكذلك بالسودانيه فهى جامعة ثقافتين مسالمه لدرجه عجيبه آمان كامل شكله ماتشوفه فى الشارع والدكاكين فيها نظام فتحات علوية.
واتذكر مرة حصلت سرقات فى دكاكين السوق حرامى يكسر هذه الشبابيك العلويه ويدخل وأزعجت هذه السرقات حلفا المسالمة فهناك لا سرقات وتم القبض على اللص واتضح ان اللص مصرى الجنسيه واتى من مصر لينفذ سرقاته فتم القبض عليه ونامت المدينه هادئة كما تعودت.

اما فندق النيل الذى نزل فيه سومرست موم واجاثا كريستى فقد كان قريبا من منزلنا وكنا نذهب اليه دائما لنتفرج على الخواجات وكانت وادى حلفا مزارا للسياح كان حتى الطلاب الأجانب يأتون بعرباتهم من مصر فى جماعات وينصبون خيمهم على شاطىء النيل ويطبخون فى هذه الخيم ومنهم فنانين رسم وبينهم موسيقيين وكنا نستمتع بلوحاتهم وغنائهم فى الأمسيات ولا اعرف كيف فرط فيها عبود وعساكره وهى مفترض تكون آخر بقعه نفرط فيها وكيف يفرط الانسان فى جزء من وطنه وهم يستحقون محاكمات بالخيانه العظمى لتفريطهم فى اجمل بقعه فى  الوطن.

عندما تقرأ كيف تم التحايل على محمد طلعت فريد رئيس الجانب السودانى فى المفاوضات ووقع على اتفاقية بناء السد العالى تصاب بالدهشه فقد لعب عليه المصريين وهو رجل بسيط واستخدموا معه تكتيكات نفسيه وكل الوسائل وهو رجل مولع بالرياضه وكان فى شبابه بطلا للتنس فاتوا له ببطل افريقيا فى التنس وكان مصريا فجعلوه يتفوق عليه وفى الغد كانت صوره على الصفحات الاولى فى الصحف المصريه وعلى صدرها تفوق اللواء محمد طلعت فريد على بطل افريقيا فى التنس وخدعنا المصريين حتى فى الاتفاقيه نفسها فلم ينفذ الجزء الخاص بمدنا بالكهرباء من السد العالى والآن فى هذه الايام ستتم اتفاقيه جديده لمدنا بالكهرباء من مصر ومااظن هناك دوله فى العالم فرطت فى ارضها فيقام السد فى دوله وتعطى دوله اخرى جزء من ارضها لتكون عليه بحيرة هذا السد بلافائده دائمه للدوله المتبرعة بأرضها الى الابد !!!!!
محمد الحسن محمد عثمان
[email protected]

تعليق واحد

  1. صدقت يا أستاذ ،،، مصيبتنا نحن في السودان كانت دائماً في عساكرنا الاغبياء ،،، ثانيا دائماً ما أشك بان محمد طلعت فريد دا مصري متسودن ،،،، ستظل وادي حلفا جرحا نازف حتي الأبد ،،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..