أخبار السودان

شدة الغرابيل الجديدة ..!

نعمة صباحي

في الأزمات الكبيرة التي تتعرض لها الدول وهي تديرها الحكومات المنتخبة وفق إرادة شعبية شفافة …فإن الحكومة برمتها تتقدم باستقالتها لتعطي فريقاً غيرها وبتكليف من السلطة الدستورية الأعلى دورة القيام بإدارةالبلاد ببرنامج متكامل وتصور شامل يفتح المنافذ واسعة للخروج من الأزمة الماثلة سياسية كانت أم إقتصادية أوحتى عسكرية !
أما في النظم المشابهة للإنقاذ التي مثلت أسوأ نماذجها ..فيتم ترقيع الجلباب برتقات من ذات خرقته البالية ..ظناً من الرئيس اللابس لذلك الثوب الرث أن مثل هذا الإجراء كافٍ لسدالثقوب وستر العيوب !
فليس من المنطق تسمية ماقام به المؤتمر الوطني وأطلق عليه تعديلا وزاريا ..بل حق لنا أن نسمية إعوجاجا حقيقيا وليس مجازياً .
فهو مجردتحريك لكراسي الجالسين عند مقهى الحزب ..و الذين اصابهم ملل الإنتظار الطويل ليتذوقوا طعم المناصب العليا كشغل الوزارات الإتحادية و تولي حكم الولايات أوالترقي اليها من مواقع ما يشبة كثرة فناني وفنانات الشباب الذين مسماهم وزراء دولة !
فيدخل الوزير أوالوالي منهم مشدود الحماس من كل اطرافه مثل (نملية )الغربال الجديد.. ويبدأ باطلاق تصريحات من شاكلة سنفعل كذا وسنوفر كذا وسنجعل اوليوياتنا منحصرة في الشأن الفلاني ..وما أن تثقل حجارة المسئؤلية على كاهلة حتى يرتخي ذراعة ممدوداً الى جيبه لينسجم مع الخط الفسادي الممنهج فيكون قدأصبح ملائماً للفئة الباغية المسيطرةعلى النظام عبر التطبيل لرئيسه الذي يغره الثناء ليس في حسنه المعدوم وإنما في فهمه الخاطي لذاته ولقدراته التدميرية التي تصب فائدة لمنتفعي تمجيده الكاذب من المنافقين القلة المستأثرين بثروات الأغلبية .. والذين تسببوا في زيادة مصائب هذا الوطن!
أما من يقبلون التكليف في غمرة حلمهم بإحداث تغيير في مجال تخصصهم..مع تحقيق طموحهم باعتلاء الوزارةبغض النظرعن التوقيت الحرج الذي يدخلون فيه الى زريبة الحكم ..ولم يبدومنهم مايشير الى أنهم سينسجمون سباحة في بركةالقذارةالإنقاذية بشقيها الحركي والحزبي..فإنه سريعا ما يتم التخلص منهم .. والدكتور ادريس ابراهيم جميل واحداً من أمثلة ذلك الصنف ..والذي طاله ماسميَ بالتعديل الأخير مُبعدا عن وزارتة التي شغلها لفترة وجيزة وذهب قبل أن يعتدل في جلسته على كرسي عدالتها المكسور ..وهوذات المقعدالذي إعتلاه الان مولانا محمد أحمد سالم رغم أن الأخير..لم يكن ساعده نظيفا من دقيق الإنقاذ وقدأدخله في أكثر من جراب عبر زمانها ..!
وتظل شدة غرابيل الحالمين بتغير ما .. في ظل حكم هذا الرجل الذي بات يتوهم أنه الدولة وهو نهاية مطاف حكام السودان ولا حاكم بعده حتى يوم البعث مجرد احلام يقظة.. وهو رئيس خادع لنفسه قبل الآخرين ولا يعلم أن كل دور إذا ماتم ينقلب..وعلى الذين يظنون أن بمقدورهم إحداث تغيير ولوطفيف في قبح وجه النظام ودمامة رئيسه ..ان ما أفسده خريف العمر لن يجدي معه كل مساحيق جعبة العطار المثقوبة !

تعليق واحد

  1. كثيرا ما تترك الناحية النفسية من الازمات جانبا ويقلل من شأنها وهى في الأصل لها دور كبير فى تدهور الازمات, فمثلا مسألة فقد الثقة في السلطة وفى أداء السلطة وما ينتج عنه من احباط على المستوى الاجتماعى والانتاجى والابداعى والاخلاقى , لذا يكون المخرج الوحيد لاعادة العافية لهذا الجسد المعتل هو التغيير الشامل ولن تفلح أي محاولة للترميم لاعادة العافية لهذا الجسد الذى قضى عليه المرض تماما نظام الإنقاذ صار فاقدا للثقة والأهلية والشرعية والاحترام من مواطني هذا البلد خاصة رأس النظام لذا مهما يفعل من محاولات للظهور الايجابى سيظل حرثا في البحر.

  2. كثيرا ما تترك الناحية النفسية من الازمات جانبا ويقلل من شأنها وهى في الأصل لها دور كبير فى تدهور الازمات, فمثلا مسألة فقد الثقة في السلطة وفى أداء السلطة وما ينتج عنه من احباط على المستوى الاجتماعى والانتاجى والابداعى والاخلاقى , لذا يكون المخرج الوحيد لاعادة العافية لهذا الجسد المعتل هو التغيير الشامل ولن تفلح أي محاولة للترميم لاعادة العافية لهذا الجسد الذى قضى عليه المرض تماما نظام الإنقاذ صار فاقدا للثقة والأهلية والشرعية والاحترام من مواطني هذا البلد خاصة رأس النظام لذا مهما يفعل من محاولات للظهور الايجابى سيظل حرثا في البحر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..