السودان تعيشه النساء

التدهور الاقتصادي المريع الذي ظل يعاني منه السودان خلال 30 سنة بسبب سياسات حكومة المؤتمر الوطني التي قهرت الرجال وعطلتهم ودفعتهم لأن يغامروا بحياتهم بحثاً عن حياة كريمة، هجروا السودان بعضهم نجح وآخر فشل وجزء ثالث فقد حياته ورابع ضاع ولا أحد يعرف عنه شيئاً وخامس أصيب في عقله أو في بدنه فأصبح عاجزاً و سادس ما زال يعاني بين البطالة والأعمال الهامشية والتمييز في الحقوق، هذا غير الذين قتلوا في حرب الجنوب أو فقدوا حياتهم داخل السودان بسبب الصراعات أو لأسباب مختلفة وفرتها لهم الحكومة بكثرة ، كل هؤلاء تركوا المسؤولية للنساء فحملنها بصبر وجلد وأصبحن العائلات لأسرهن في ظل حكومة لا تقدم لهن شيئاً وليس لديها أية سياسات اقتصادية لمعالجة التدهور الاقتصادي العام، بل تقوم بالتضييق عليهن بشتى السبل وتجبي منهن المال بلا خجل، والأسوأ من كل ذلك حتى هذه اللحظة ليست مستعدة تماماً لفعل شيء، ولا تتذكر ان هذا السودان الذي تحكمه اليوم وتعبث به لولا النساء لما بقي فيه مواطن على قيد الحياة. دراسات اجتماعية لمراكز بحوث متخصصة في العام 2013 ذكرت ان (60%) من الأسر السودانية تعولها نساء، عدد كبير منهن ولجأن للأعمال الهامشية مثل العمل في الأسواق وبيع الشاي والأطعمة وغيرها من المهن الهامشية الأخرى بسبب إنهن العائل الوحيد لأسرهن في ظل ظروف معيشية صعبة، وفي شهر ديسمبر 2014 كشفت مديرة إدارة التنمية الاجتماعية بالخرطوم في أن (75%) من الأسر بالخرطوم تعولها نساء أرامل ومطلقات، وطالبت بضرورة تمكين المرأة واكسابها مهارات لزيادة فرص التمويل الأصغر، في شهر يناير الماضي ورد خبر في إحدى الصحف السياسية يقول إن عدد النساء العاملات فاق عدد الرجال بنسبة كبيرة، والمرأة احتلت النسبة الأكبر في العمل الهامشي والمشاريع الإنتاجية في الأسواق بالسودان عامة.
أول أمس قدم برنامج الغذاء العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، دعمه للمرأة السودانية تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة الذي صادف يوم 8 مارس، وقال الحساب الرسمي لبرنامج الغذاء العالمي في تغريدة على موقع التدوينات المصغرة (تويتر) إن 65% من المزارعين في السودان هم من النساء، وإن أغلبهن المصدر الأساسي للدخل في عائلاتهن، وكشف برنامج الغذاء العالمي، أنه يقوم بتقديم المساعدات الغذائية إلى حوالى 2 مليون إمرأة في السودان، طبعاً الخبر لن يهز شعرة في رأس حكومة رجال المؤتمر الوطني وهم يعبثون بوطن يعيش على عرق النساء. 30 سنة لم تشتكِ النساء من العبء الذي يحملنه ولم يستغثن بحكومتهن وهن يفقدن أزواجهن وآبائهن وأولادهن، ولن يفعلن لأن الحكومة التي لم تحترم رجالها لا يمكن لها أن تعز نساء. أيها السادة رجال المؤتمر الوطني عار عليكم ما تعانيه النساء في السودان، لقد آن الأوان أن توقفوا العبث، وتعيدوا إليهن كرامتهن وشتات عائلاتهن من خلال نهضة اقتصادية شاملة، أو أتركوه لهن فهن أجدر به منكم والله.
التيار