برلمان السرور..!

شمائل النور

نواب البرلمان الذين صفقوا لقرار زيادة الأسعار يطالبون بزيادة رواتبهم ومخصصاتهم لأن بعضهم يأتي إلى البرلمان “مرتقشاً”…ثم لا تمانع الحكومة من الاستجابة لطلبهم وفي هذه الظروف …البرلمانيون الذين لم يستفزهم أي حال من أحوال البلاد ولو مرة واحدة،يطالبون بتحسين أوضاعهم..وللبرلمان مواقف شهيرة أقلها يُمكن أن يرتقي إلى درجة الفضيحة في حق برلمان ينبغي أن يكون ممثلا للشعب لا ضده.

أتذكرون عندما وقف وزير الصحة ادريس ابو قردة أمام نواب البرلمان وشكا مر الشكوى من واقع الصحة وضعف الميزانيات فقد قال تقرير الصحة حينها إن المواطن يتحمل من ميزانية وزارة الصحة ما قيمته 64%….مقابل تمويل الدولة الذي يبلغ نسبة 25%..إلي جانب دعم خارجي..المواطن الذين هم يمثلونه يتحمل أكثر من الضعف مما تتحمله الدولة،البرلمان ترك كل هذا جانباً لأن في تقديره هناك قضايا أهم بألف مرة من الميزانية..قضية الواقي الذكري ثم قضية لاتقل أهمية،جهاز الاجهاض..السادة النواب،يرون أن هلاك الصحة كله في واقي ذكري وجهاز إجهاض…انبرى هؤلاء البرلمانيون وأعلنوا الجهاد على الشركة الموزعة للجهاز وينبغي أن يتم طردها مثلها مثل المنظمات التي تطردها الحكومة بحجة انها تنشر الفساد والرزيلة،هؤلاء هم البرلمانيون الذين يطالبون بتحسين أوضاعهم.

اشتعلت المعركة في هجليج ودخل الجيش الشعبي دون جهد..لم يتقدم البرلمان بمساءلة وزير الدفاع السوداني،ولا حتى استفسارا جادا،في حين أن الحدث يستحق على أقل تقدير الإقالة لا الاستقالة…تزامنت أحداث هجليج مع حفل مُرتب له مسبقاً للفنانة المصرية شيرين،البرلمان ترك هجليج والوضع الدفاعي للبلد وأمنها،،فبدلاً من أن يرفع بعض النواب صور وزير الدفاع للمطالبة بإقالته رفعوا صورة شيرين مطالبين بإلغاء الحفل وفي تقديرهم أن شيرين تُضعف من همم الشباب وروحهم الجهادية.

البرلمان الذي نفى عن منسوبي الحكومة كل تهم الفساد التي ثبتت بالمستندات باعتقاد أن تدينهم يمنعم من ارتكاب المعاصي، في حين أن في منضدة البرلمان وقتذاك أكثر من 60 ملف فساد لم يبت فيها،ولا زالت منضدته تعج بالملفات النتنة.
البرلمان الذي لم يحرك ساكنه التدهور الذي أصاب قطاع التعليم من أساسه لرأسه يطالب بعض نوابه بمحاربة المدارس الأجنبية لانه تمارس التنصير ، لعلهم لايدرون أبناء من يدرسون في هذه المدارس.!؟…البرلمان الذي طالب بعض نوابه بوقف برنامج أغاني وأغاني وافق بالإجماع على القروض الربوية الشهيرة في دولة ترفع شعارات وشعارات من الإسلام والتدين بحجة أنهم وجدوا لها “مخارجة” دينية.

هذه جزء قليل من مواقف البرلمان تجاه القضايا،فإن كان فعلا هؤلاء البرلمانيون يستحقون زيادة وتحسين في أوضاعهم فلا أنسب من الجلوس في بيوتهم،هذا طبعا إن كان في ضمائرهم أنهم جاءوا لأجل هذا المواطن الذي انتخبهم،،لكن تبقى الملامة إن لم تستجب الحكومة لمطالب خُدامها.

[email][email protected][/email]