مقالات سياسية

عيون في الحارة بكاية

ياسر الفادني

تم القبض على تشيني جيفارا بعد كان متخفيا فترة من الزمن… ودل عليه راعي غنم… وعندما استجوب راعي الغنم وقيل له لماذا ارشدتنا على مكان رجل يدافع عن وطنك؟ قال حروب جيوشه معكم ازعجتني ونفرت اغنامي !… هذا يقودني إلى أن الخيانة يمكن أن تحدث حتى من اقرب الاقربين لك… فكثير من الحكومات والممالك في التاريخ سقطت بسبب الخيانة والمحلل الدقيق يجد أن حكومة البشير سقطت بسبب خيانة… نعم كان هناك غضب شعبي ولكن كان معه ترتيب من داخل البيت فالبشير اسقطوه أقرب الناس إليه….

ماقاله حميدتي أمس في تصريحه عن أحداث جنوب كردفان وانزل دمعا سخينا وإتهم بعض الجهات وسماها الخفية… هذه الجهات تريد أن تنال من قوات الدعم السريع وتريد بصراعات هنا وهناك أن تخرج قواته خارج الخرطوم… وان قواته استهدفت ونزلت لها تعليمات بضبط النفس وقتل من قتل وأصيب من أصيب وقال حتى زيارتي لهم لم يردوا على السلام و قال المثل السوداني…( موت ولدي ولا خراب بلدي.) .. وامسك قبضة من المناديل الورقية وجفف بها دمعا هتونا… سكت برهة عن الكلام المباح… لكنه واصل كلامه….

الجنرال بدأ يتحسس انه في خطر محدق… من هذه الجهة الخفية التي ذكر انها سوف تعرف في الأيام القادمة… الذي حدث في جنوب كردفان هو أحداث سببها عناصر تتبع للقوات المسلحة في كادقلي…

في الفترة الأخيرة سطع نجم حميدتي وظهرت بوادر تلاحم بين الحرية والتغيير وحميدتي… إذ تملك زمام الأمر الاقتصادي في الدولة… علما بأنه رفضه من قبل بشدة…. في ظل تراشقات بدأت تظهر هنا وهناك من لجان المقاومة. لكنه غير رأيه وترأس اللجنة الاقتصادية… بعد سكوت لجان المقاومة ولا أدى ما السبب؟

وهنا استغرب…. يرفضون بشدة اولا ويرضخون لما رفضوه من قبل بهدوء…. صار الدعم السريع يسير قوافل الدعم إلى المناطق التي تحتلها قوات التمرد في جنوب النيل الأزرق وقوافل أخرى إلى بعض الولايات…. واخبار هنا وهناك أن قوات الدعم السريع قبضت على عصابات تهريب وعصابات مخدرات.. الخ….

تصريحات حميدتي بالأمس فيها اشارات انه بدأ يتلمس مكامن الخطر عليه… في ظل هذا الوضع الغامض عسكريا وسياسيا … الحركات المسلحة وبالذات في دارفور باطنا لا تريد التطبيع مع حميدتي وظاهرا تريد ..الإشارات التي أرسلها حميدتي ربما تغير نظرته مستقبلا إلى كيف يتعامل سياسيا وعسكريا؟ …

وربما ترفع درجة الحذر الشديد لمجابهة الخطر القادم عليه من الجهات التي ذكرها … اشاراته ربما تظهرا تغيرا في شكل الممارسة السياسية والتحالفات التي تمت من قبل… الإشارات التي أرسلها تخلق تنبأا جديدا لما يحدث في الحالة الجوية السياسية لهذا الوطن…

أصبحنا في هذا الوطن للأسف كل يوم تبهت الصورة…. وتتكسر ملامحها… وتظهر صورة جديدة غير واضحة… ظللنا منذ فترة ننتقل من أزمة إلى أزمة جديدة… وكثر بكاء الرجال هنا… وكثر بكاء الوطن هنا وهناك … فهل نبكي على وطن ضيعناه…. ام نبكي النهاية..؟

ياسر الفادني
[email protected]

تعليق واحد

  1. الجنجويدي المجرم أمسي رجل المرحلة، قادر الله!

    و يبدوا أن عقله المريض (متلازمة كلاينفلتر Klinefelter) قد عجز عن عن مجافاة سلوك أربابه الكيزان الفاسدين، فبعد القتل و النهب و سرقة المال العام و تمكين العشيرة إلخ جاءنا ذرف الدموع و البكاء علناً ليذكرنا بسلوك أربابه.

    ليس بالدموع تُبني الأوطان، بل بتحقيق العدالة أولاً كما قال الرسول، فهل هذا الجنجويدي مستعد للمحاسبة علي جرائم دارفور والخرطوم و علي التسكع في أروقة العمالة لأعراب الخليج المتخلفين القابعين في قماقم ألف ليلة و ليلة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..