حزب لكل مواطن..!!

سبعة أحزاب سياسية جديدة ستشرع خلال الأيام المقبلة في ممارسة العمل السياسي لتضاف إلى رصيد الأحزاب السودانية إن كانت معارضة أو موالية أو مشاركة..ليس هو مؤشر جيد هذه السبعة أحزاب الجديدة،وليست دليل ديمقراطية،كما أنها ليست دليل عافية سياسية بل العكس تماماً..هذه الحالة تعكس إلى أي مدى تنعدم الممارسة الديمقراطية الحقيقية في السياسة السودانية بوجه عام وليس داخل حزب واحد،للدرجة التي جعلت لكل مجموعة حزب سياسي،عدد الأحزاب الموجودة في الساحة السودانية أكثر مما ينبغي مقارنة مع دور هذه الأحزاب في الساحة وما تقدمه،فبدلاً أن تجتمع الأحزاب ذات الرؤية المشتركة في جسم واحد فإن الذي يحدث أنها تنشق،والجسم المنشق عن الأصل أيضاً ينشق مرة أخرى،فصارت الساحة عبارة عن أجنحة،جناح الميرغني،جناح الهندي،جناح الدقير،جناح مبارك الفاضل،حزب نهار،جناح مسار،القيادة الجماعية،ثم حزب الأمة القومي جناح الإمام،وربما الأجنحة تزيد عما ذُكر،حتى صار الناس يخلط فيما بينها،هذا فقط على مستوى الحزبين الكبيرين،ذات النهج انسحب على الحركات التي تحمل السلاح،سبحان الله حتى حمل السلاح في السودان “خشم بيوت”،وهذه بالذات أجنحتها تطول،حتى حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي ظل صامداً لفترة طويلة بات منقسم على نفسه،وإن لم تتشكل أجساماً جديدة رسمية معلنة…ما يعني أحد أثنين إما أن الأحزاب السياسية القديمة والتي ينبغي أن تكون اكتسبت خبرة تمكنها من قيادة صفوف الحزب،أصبحت مواعينها لا تسع جماهيرها لذلك الطبيعي أنها تنشق،أو أن المنشقين ذاتهم لا يقبلون الممارسة الديمقراطية،فيمضون في الانسلاخات والانشقاقات حال أنهم لم يُقبل برأيهم لأنهم لم يحتملوا رأي الأغلبية،لأن الوضع في كل الأحوال هو داء سياسي وليست ديمقراطية.
الآن الحالة الديمقراطية داخل الأحزاب الكبيرة قابلة للانفجار بما فيها الحزب الحاكم،الحزب الاتحادي الديمقراطي إبان تشكيل الحكومة العريضة،مضى نحو اتجاه عكس رغبة جماهيره التي كانت تصر على عدم المشاركة،رئيس الحزب محمد الميرغني،مضى وفق ما يريد هو وقلة معه..حزب الأمة القومي يمضي في ذات الاتجاه،وخلال السنوات الماضية غضب شباب الحزب مرات عديدة تجاه مواقف قيادة الحزب التي لم يرضوا عنها حتى الآن،وكان آخرها دعوة شباب حزبه للانخراط في صفوف القوات المسلحة،ومعلوم أن شباب الأمة لهم موقف واضح تجاه الحرب التي تدور الآن حتى أن الإمام كان يتفق حول ذات الرأي حتى قبل أحداث كردفان الأخيرة.
الحل لا يكمن في زيادة عدد الأحزاب السياسية،بل أنه يزيد الوضع اختناقا،الحل هو ممارسة ديمقراطية حقيقية داخل هذه الأحزاب المعارضة والحاكمة،بعيدون نحن عن الديمقراطية،حتى أن القضايا الأساسية التي لا خلاف حولها في كل دول العالم،نحن لم نتفق حولها،نحن لا زلنا نتشاكس في مسألة الدستور والحوار ومن هو صاحب الحق في العيش معك تحت سقف الوطن.
=
الجريدة

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الأستاذة المحترمة شمائل النور إن الرجوع للحق فضيلة ؟ فأرجوا أن تتعمقي قليلاً في كلمة حزب ومعناها الصحيح وعلي تنظيم يمكن أن نطلقها ؟؟؟
    مشكلة السودان الكبري أن معظم أهلنا الطيبين وشبابه المغيب ثقافياً وسياسياً متمسكين بأن هذه الطوائف الدينية التي كونها وقواها الأستعمار أحزاب ديمقراطية وقومية ؟؟؟ في ذبح صريح لكلمة حزب ومعناها الصحيح والمعروف لدي المستنيرين ؟؟؟ وقد يكون ذلك لأن ما ترسب في العقول منذ الصغر قد يصعب إزالته في الكبر ؟؟؟ كيف يمكن أن يكون حزب ملكاً لعائلة بعينها وحكراً لها وكل مناصبها الرفيعة من نفس أعضاء العائلة ؟؟؟ يقال أن طائفة الأنصار هي التنظيم الوحيد في العالم الذي لا يتكبد تكلفة مواصلات عندما يجتمع المجلس الرئاسي للطائفة لأنه مكون من نفس العائلة ويسكنون في نفس البيت ؟؟؟ وكيف يكون كبير العائلة بالوراثة وهو الآمر الناهي في التنظيم ولا يمكن نقده أو تصحيحه أو إقالته مهما بدر منه ؟؟؟ وكيف يكون رئيس هذه الطائفة الآمر الناهي وبالإشارة وعلي اتباعه الإنحناء وتقبيل الأيادي والطاعة العمياء علي نهج زعماء المافيا ( دون كارليوني )؟؟؟ هل يمكن لأرجل راجل في طائفة الأنصار أن ينتقد أو يصحح سيده الصادق المهدي ؟؟؟ هل يمكن لأرجل راجل في طائفة الختمية أن ينتقد أو يصحح سيده الميرغني ؟؟؟ أين ديمقراطية هذه الأحزاب ؟؟؟ أين برامجها الوطنية المتطورة ؟؟؟ أين تاريخها الوطني وإنجازاتها علي مدي التاريخ ؟؟؟ أن تاريخها المظلم لا يخرج عن تربعهم وتشبسهم بالسلطة لحماية إمبراطوريتهم وزيادة وتوسع أملاكهم ومكاسبهم الشخصية ؟؟؟ هل لهذه الطوائف الدينية مصلحة في تطوير السودان ورفاهية وتعليم شعبه أم مصلحتها تكمن في بقائه جاهلاً زليلاً يركع ويبوس الأيدي ويخدمهم بدون أجور في شكل من أشكال العبودية في القرن ال21 وكذلك يطيع أومراهم فقط بالإشارة ليغدقوا عليهم بأموال الندور والمحاصيل وهلم جررر؟؟؟ فيا أهلنا الطيبين أفيقوا الي الحقيقة الدامغة وسموا الأشياء بمسمياتها الصحيحة ؟؟؟ الحزب تننظيم ديمقراطي وطني له برنامج وطني متقدم لتطوير الوطن وله قادة مشهود لهم نصبوا بالأنتخابات الشفافة ونزيهة وأنتخبوا نتيجةً لمواقفهم الوطنية وحسن سيرتهم ولمدة محددة ويمكن أن ينتقدوا ويصححوا ويقالوا ؟؟؟ الحزب يرنامج وطني متطور ينضم اليه أعضائه بعد الإقتناع بهذا البرنامج وليس بالخداع الديني وشبر في الجنة وفاتحة من أبو هاشم ؟؟؟ فإن لم يحاول أهلنا الطيبين أن يمحوا من ذاكرتهم ما شبوا عليه في الصغر ويفكروا بعقلية العصر عصر الفضاء والإنترنت الخ فسيكون الحال علي ما هو عليه ونهتف مع كهنتنا ونسبح بحمدهم ونركع ونبوس أياديهم ويتوارثونا الي يوم يبعثون ؟؟؟
    أما بقية التجمعات والشلل المتقوقعة بالخرطوم بأسماء وأعداد لا تحصي ولا تعد فهي ضعيفة العددية والتأثير ولا يمكن أن يكون لها حضور ؟؟؟ وإنما هي تساهم في تشتت الجماهير وبالتالي ضمان وصول الطوائف الدينية المتاجرة بالدين للسلطة أو بقاء الكيزان الفاسدين في السلطة لمدة أطول ؟؟؟ هنالك حوالي 86 شلة تسمي نفسها حزب مسجلة وأكثر منها عدداً غير مسجل فإذا قدرنا عددها ب 200 شلة وطائفة وأولاد فريق وأولاد دفعة والدارسين في سوريا ( حزب البعث العربي الأسدي ) وكذلك الدارسين في العراق (حزب البعث العربي الصدامي ) والدارسين بمصر(الناصريين ) وغيرهم من أحزاب الوجهاء ذوي الصوالين الفاخرةوهلم جرر ؟؟ وإذا قدرنا تعداد سكان السودان بعد إنفصال الجنوب ب 25 مليون وخصمنا منهم عدد القصر وغيرهم وتبقي لنا علي أكثر تقدير 15 مليون يحق لهم الترشيح فهذا يعني أن لكل عدد 75 الف سوداني حزب خاص؟؟؟ والتجربة العملية تقول إن إنتخابات الجهلة تأتي بجهلة ؟؟؟ وهنالك طرق كثيرة للتزييف والتلاعب وعلي سبيل المثال عندما يترشح الترابي في الجنوب حيث لا يعرفه أحداً منهم بأنه رجل أو إمراة اليس هذا نوع من التزييف الفج والصريح ؟؟؟ أميركا بجلالة قدرها لها حزبان وإنجلترا لها ثلاثة والصين حزب واحد ؟؟؟ فلنعمل معاً لتكوين حزب جماهيري وطني أو ننضم لجبهة الثوار وندعمهم لكنس الكيزان تجار الدين الجدد اللصوص القتلة مغتصبي الرجال والنساء والأطفال وحلفائهم تجار الدين العواجيز القدامي الكهنوتية أسياد الطوائف الدينية قاتلهم الله في أقرب وقت ممكن والثورة في الطريق إن شاء الله ؟؟؟
    فأرجو من الذي يعترض علي هذا الرأي أن يصححني بالمنطق السليم ؟؟؟ والثورة في الطريق ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..