الحالة “سَعْبَة” مرة واحد!!

رحيق السنابل

@ اليوم تبدأ زيارة الرئيس الاثيوبي الجديد أبي أحمد الذي جاء عام 2012 خلفاً للرئيس (ديساليه) الذي تقدم باستقالته لعجزه عن إدارة البلاد رغم انجازاته الكثيرة التي أخرجت اثيوبيا من وهدة التخلف والجوع والمرض الى ربوع بلد منتج مستقطب للاستثمارات والمستثمرين وعلى رأسهم السودانيين الذين وجدوا مناخاً استثمارياً مشجعاً جعلهم يشلعون ماكينات مصانعهم وصناعاتهم ويتجهون بها صوب اثيوبيا التي وفرت لهم كل المناخات الاستثمارية المشجعة رغم عدم تقديم تسهيلات مصرفية إلا أن المستثمرين وجدوا في المصارف الاثيوبية ملاذا آمناً لرؤوس أموالهم التي تتمتع بحرية الحركة ولا تخضع لمزاج الحكومة بالحجز علىها والتحكم في سيولتها.
@ تأتي زيارة الرئيس الاثيوبي الى السودان كأول زيارة له منذ اختياره رئيساً قبل شهر تقريباً. كان لابد للرئيس الاثيوبي الجديد من زيارة جاره السودان بحكم العلاقات التاريخية والمصيرية بين البلدين أسوة كالعلاقة بين الجارة الشقيقة مصر التي تربطنا بها مصالح مصيرية وتاريخية فشلت السياسة في نسفها خاصة بعد وصول تيار الإسلام السياسي في حكم السودان وفشله في مصر إبان حكم مرسي (العياط) الذي أسقطته ثورة شعبية كانت ترى أن ما حدث ويحدث في السودان دليل كافي يمنع التيار الأصولي للإسلام السياسي من حكم مصر الليبرالية خدمة للامبريالية العالمية التي وقفت مع حكم مرسي على أيام حكم الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإدارته التي تري أن التيار الإسلامي في الحكم أكثر طاعة وتأدب أكثر منه في المعارضة ويخدم الاطماع الامريكية والصهيونية أكثر من الأنظمة العلمانية واللبرالية الأخرى.
@ زيارة الرئيس الاثيوبي تأتي عقب العودة الطوعية للمواطنين الاثيوبيين لبلدهم بعد أن أصبح العيش في السودان جحيماً لا يطاق خاصة بعد إعلان موازنة العام 2018 التي رفعت سعر صرف الدولار رسمياً الى 18 جنية أي 3 أضعاف مما كان علىه ليصبح في السوق الموازي حوالي 40 جنيه علاوة على ضعف الأجور والمرتبات بعد أن كان العامل الاثيوبي البسيط يحول 100 دولار شهرياً لوطنه اثيوبيا التي نجحت في تصدير العمالة غير المدربة وغير المؤهلة لتكتسب التأهيل والخبرة والدربة وتحصد العملات الحرة علاوة على اتخاذ السودان معبر لدخول أروبا وأمريكا وساعد هذا التوجه في تشجيع التجارة بالبشر استغلال للفوضى في قوانين الهجرة في السودان التي تبيح للأجنبي البقاء مدى الحياة بدون وجود رسمي مقنن بينما في اثيوبيا التأخر يوماً في الاقامة يكلفك حريتك والغرامة المتصاعدة والنظام الاثيوبي في هذه الحالة لا يعترف بالعلاقات الشقيقة أو المصيرية.
@تأتي زيارة الرئيس الاثيوبي الجديد أبي أحمد لمناقشة قضايا دولية مصيرية تمثل ما انقطع من مباحثات حول سد النهضة وأخرى سياسية تهم العلاقة بين البلدين خاصة في ما يتعلق بالحدود والتواجد المشترك والنزاعات حول بعض المناطق علاوة على التنسيق المشترك في القضايا القارية والمناطقية واستغلال العلاقة الاثيوبية المتوترة بين الجارة الشقيقة أرتريا لخلق توازن ووساطات تخدم مصالح البلدين وتقطع الطريق أمام استغلال الحدود للقيام بأعمال معادية كما جرت العادة دائماً وهذه المرة تأتي فتح تجارة الحدود بين البلدين في أولويات المباحثات التجارية وكانت التجارة البينية مع أثيوبية تمثل نشاط إقتصادي في التبادل السلعي ومكافحة التهريب وتشجيع الانتاج الزراعي والصناعي وخلق تقارب بين قبائل المنطقة يمنع الاحتكاك والتخاشن ونمو حركات معادية أو تواجد غير مرغوب فيه للبلدين.
@تأتي زيارة الرئيس الاثيوبي أبي أحمد متزامنة مع خطاب النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء الفريق بكري حسن صالح في المجلس الوطني والذي إعترف فيه صراحة بوجود أزمة إقتصادية لخصها بقوله (الحالة صعبة) وكان الاخوة الاثيوبيين قد سبقوه بوصفهم (الحالة سعبة مرة واحد في السودان) ليغادروا الى بلدهم أثيوبيا معززين مكرمين. إعتراف النائب الأول بأن الحالة صعبة لم يأتي بشيء جديد والكل يشعر بالحالة الصعبة والتي يجب أن يستصحبها تغيير ايجابي في سياسات وشخوص الحكومة التي تتحدث عن الفساد كلما سنحت لها فرصة دون أن تحرك بيدق واحد في اتجاه محاربته وعلى العكس تتزايد حالات الفساد على عينك يا تاجر وأبلغ دليل ما يقوم به المدعو كمال النقر وآخرين نافذين اليوم في الاستيلاء على أراضي (فاخرة) في مشروع الجزيرة، لم تخيفهم وعود الحكومة بمحاربة الفساد لأنهم يعرفون أن محاربة الفساد مصطلح للاسراع والتعجيل في الاستيلاء على الأرض ولم تخيفهم محكمة الفساد لأنهم يدركون أن المعنيين بها أناس آخرون. الحالة صعبة كما جاءت على لسان النائب الاول وصفها البرلمان بأنه وصف رومانسي جداً للأزمة والتي هي حالة سعبة مرة واحد.
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..