ليلة البيانات الطويلة .. عاصفة الانشقاقات تجتاح فصائل الجبهة الثورية

الخرطوم : عيسى دفع الله

في الوقت الذي كان ينتظر فيه جموع السودانيين اتفاق السلام المزمع توقيعه في منتصف يونيوالقادم بحسب ما اعلنت وساطة جنوب السودان للسلام ضربت الانشقاقات صفوف الجبهة الثورية، و اعلنت الوساطة استئناف محادثات السلام الجارية بين طرفي النزاع في السودان بالعاصمة جوبا و ابلغت حركة تحرير السودان جناح مناوي  رسمياً الوساطة الجنوب سودانية بانقسام الجبهة الثورية الي فصيلين الاولي بقيادته والاخري بقيادة الهادي ادريس رئيس الجبهة الحالية . ودعت الحركة في مذكرة مزيلة باسم رئيسها الوساطة الي ضرورة وضع تلك التطورات بعين الاعتبار في مفاوضات السلام . وفيما جددت الحركة التزامها باعلان جوبا واكمال ما تبقي من ملفات التفاوض فانها اكدت في ذات الوقت بانها ستخطاب الوساطة اعتبارا من اليوم بصفتها ” الجبهة الثورية  جناح حركة جيش تحرير السودان ” كما اعلنت  استعدادهافي التعاون مع الوساطة بما يفضي الي تحقيق سلام شامل ومستدام بالسودان.

ويضم الجناح الذي يتزعمه مناوي مثلما كشفت مصادر (المواكب) كل من حركة كوش مسار الشرق الذي بقيادة الامين داوود ومسار الوسط الذي يتزعمه التوم هجو بجانب تجمع قوي تحرير السودان بينما تضم الفصيل الاخر حركة العدل والمساوة التي يتزعمها جبريل ابراهيم فيما نأت الحركة الشعبية جناح عقار بنفسها من الصراع واكتفت بالحياد.

تضارب

بينما نفي الناطق باسم الجبهة الثورية اسامة سعيد وجود  اي انشقاق داخل الجبهة الثورية وقال في منشور له الفيس :” نؤكد ان هذه الاخبار غير صحيحة ” مشيرا الي الجبهة الثورية مؤسسة يحكمها دستور وهياكل تنظيمية وخروج اي فصيل من فصائلها عن المؤسسية لا يعني باي حال من الاحوال انشقاقا “.واضاف :” الجبهة باغلبية فصائلها – ثمانية من اصل تسعة – تؤكد انها مع القيادة المنتخبة وتنفي وجود جهتين “.

واشار الي روية اصلاحية كانت قد تقدم بها مناوي وتم مناقشتها في اجتماعات المجلس القيادي وشلكت لجنة لدراستها مع مقترحات اخري لتقديم مقترحات لائحية في اطار الدستور والهياكل التنظيمية القائمة.

غير ان قيادي بالجبهة الثورية فضل حجب اسمه اكد حدوث انشقاق وسط الجبهة. وقال في افادته لـ(المواكب) ان هنالك فصيلين ؛ احداها بقيادة مناوي والاخر بقيادة الهادي ادريس”. ورفض القيادي ربط عملية الانشقاق باية ابعاد اقليمية وقال ان البعد التنظيمي والادراي للجبهة هو ما قاد الي الانشقاق وخاصة انهم لم يجدو اية استجابة من القياادة الحالية .
واضاف :” الرؤية التي قدمتها حركته كانت تهدف الي انجاز السلام الحقيقي واخارج الجبهة الثورية عن مسارها الذي قال انه لن يفضي الي تحقيق سلام شامل.

مستبعدا وجود اية  رابط بين ما يحدث داخل الجبهة الثورية والاصطفاف الذي سبق وان بشر به زعيم حزب الامة القومي الصادق المهدي في وقت سابق.

ورجح احتمالية تاثير الانشقاق علي سير العملية السلمية غير انه اكد ان حركته ماضية في تحقيق شعارات الثورة المجيدة وانها ستعمل بكل ارادة وعزيمة لتحقيق السلام الشامل العادل الذي ينتظره السودانيون بفارغ الصبر.

ملابسات الانقسام

في تعليقه علي الظروف والملابسات التي قادت الي الانقسام قال رئيس حركة جيش تحرير السودان مني اركو طبقا للراكوبة:”  انه نسبة لمتطلبات الواقع الماثل وللمزيد من تجويد وتطوير اداء الجبهة ولانهاء حالة الاستقطب الحادة والشللية بداخل التحالف تقدمنا برؤية لقيادة جماعية  للخروج من هذا الوضع الشائه  المشلول ، لكنها جوبهت بالرفض من قبل بعض الفصائل مما يعني ان اعلان الانشقاق من جانب الرافضين للاصلاح “.

مشيرا الي انهم في حركة تحرير السودان الجبهة الثورية متمسكون بعضويتهم في نداء السودان لجهة انهم يعملون علي اصلاحه من الداخل كما انهم يعملون ايضا علي اصلاح قوي الحرية والتغيير مع القوي الحريصة لبناء تحالف ثوري متماسك وقادر علي التصدي لتحديات المرحلة . وفي هذا الاطار كشف عن اتجاه حركته في التنسيق مع القوي الساعية لحماية وتعزيز الفترة الانتقالية باصلاحات جذرية.

والمح الي وجود قوي داخل الثورية ذات توجهات ايدلوجية وموغلة في الديكتاتورية قال ان الشعب السوداني قد لفظها ورمي بها في مكب النفايات غير انها كدابها تدثرت بثياب اخري لكي تغطي عوراتها وهي برايه تعمل علي وضع الاخرين تحت ابطيها حتي تتقوي بهم من خلال ساسة الخم حسب تعبيره.

وقال انهم في حركة جيش تحرير السودان الجبهة الثورية سيواصلون علاقتهم مع المجتمعين الاقليمي والدولي في سبيل خلق الاستقرار الدائم في السودان كما سيواصلون ايضا تعاونهم مع الحكومة الانتقالية لاجل الوصول الي سلام دائم بمستحقاته الحقيقية.

مناوي يقيل نائبه

من جانبه رفض نائب رئيس حركة تحرير السودان الريح محمود انشقاق الحركة من الجبهة الثورية وقال في بيان ان خروج الحركة غير سليم مطالباً بالاستمرار في الجبهة.

من جانبه اصدر مناوي بيان ممهور بتوقيعه باقالة نائبه الريح محمود نتيجة لمخالفته ضوابط النظام الاساسي للحركة.

الصادق المهدي..

ويرى المحلل السياسي بخيت الطاهر ان الانشقاق في صفوف الجبهة الثورية لا يؤثر علي عملية السلام التي قال بانها استراتيجية وهناك اتفاق تام بين جميع الاطراف علي ان التفاوض هو المخرج الوحيد من الازمة.
وحول اسباب الانشقاق قال إنها تعود الي احساس يراود مناوي بضعف الحركات الأخرى من حيث القوى العسكرية والثقل الجماهيري مقارنة مع حركته كما انه لا يستبعد وجود ارتباط بين ما يحدث في الجبهة الثورية والمبادرة التي طرحها الامام الصادق المهدي تحت مسمى العقد الاجتماعي.

واضاف الطاهر ربما ان هناك تفاهمات بين مناوي والمهدي لتكوين تحالف بديلا للحرية والتغيير مدللاً بتصريحات مناوي التي يلمح فيها بذلك ولا يستبعد قيام تحالف بديل ل”قوى الحرية والتغيير” نظرا للاخفاقات التي صاحبت تجربتها الحالية.