خمس طاقات جهنم

خمس طاقات جهنم
سليمان حامد الحاج
سياسات الإنقاذ التي مارستها منذ اغتصابها القسري للسلطة، وأدت إلى دمار وخراب البلاد بصورة لم تشهدها من قبل، فتحت لها، بالإضافة إلى كل ما فعلته خمس طاقات أخرى على جهنم.
أولى هذه الطاقات هو اعتقاد قيادة المؤتمر الوطني بأنّ باباً كانت تأتي منه الريح قد انسد، غير أنّ انتهاء الاستفتاء وحتى لو تمّ انفصال الجنوب ليس هو نهاية المطاف؛ فانسلاخ شق عزيز من الوطن سيظل على مدى التاريخ وصمة عار في جبين حزب المؤتمر الوطني الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عنه. من جهة أخرى فأنّ تداعيات الانفصال ستظل تلاحقه حتى تجد الحل المقنع لها. فمن العسير على النظام أن يتفادى أو يماحك في قضية أبيي وترسيم الحدود ومواقع البترول ومسارات الرعاة من المسيرية وغيرهم، وليس بمقدوره تجميدها إلى ما بعد التاسع من يوليو 2011، بعد أن تمّ الاتفاق على تعليقها إلى ما بعد الاستفتاء.
إنّ عدم الالتزام بتنفيذ كافة البنود العالقة في اتفاقية السلام بعد هذا التاريخ يعني دون دفع البلاد مرة أخرى إلى حرب طاحنة أشد ضراوة وقسوة من سابقاتها؛ ولهذا فلا مناص من مواجهة هذه القضايا العالقة بكل الجدية، خاصة جوانبها المتعلقة بالبترول والديون. وأن يضع المؤتمر الوطني في اعتباره أنّ الحركة الشعبية أكدت على لسان السيد جميس واني إيقا نائب رئيس الحركة ورئيس برلمان الجنوب إنها ليست جزءاً من هذه الديون البالغة 40 مليار دولار لأنها صرفت في الحرب على الجنوب.
ومثلما كان للسودان جنوبه، فسيكون لشمال السودان بعد الانفصال جنوبه أيضاً ويتمثل ذلك في اتفاقية حسم النزاع في ولايتي جنوب كردفان وجبال النوبة، والنيل الأزرق الموقعة في نيفاشا في 26 مايو 2004.
كل الدلائل تشير إلى أنها ستكون واحدة من قضايا الصراع السياسي التي تمثل الطاقة الثانية المفتوحة على جهنم، فقد تأخر تنفيذ استحقاقات المشورة الشعبية عن مواعيده المفترضة بنص الاتفاقية في بداية السنة الرابعة وفقاً لما جاء في صفحة 237 من وسائل تنفيذ بروتوكوليهما الموقعين في 31 /12/2004 إلى جانب عدد من القضايا التي لم يتم حسمها حتى الآن.
ما يفاقم من المشاكل القائمة الآن هو تصريحات رئيس الجمهورية في القضارف عن دولة الشريعة ووحدانية اللغة العربية بعد الاستفتاء.
دون وضع أدنى اعتبار لأكثر منطقتين في الشمال يتميزان بالتعدد الاثني والديني واللغوي والثقافي؛ وهذا يناقض ما جاء في الفصل الخامس من اتفاق المشورة الشعبية صفحة 79 والذي ينص على : أنّ المواطنة هي الأساس للحقوق والواجبات المتساوية لكل المواطنين السودانيين بصرف النظر عن العرق أوالدين. ويشدد الطرفان على أهمية الاعتراف بالتنوع الثقافي والاجتماعي للسودان كمصدر قوة ووحدة. ويؤكد أنّ المساواة، والعدالة، والتنمية الاقتصادية، والرفاه الاجتماعي، والاستقرار هي الأهداف الكلية للشعب السوداني عامة والسكان المتأثرين في مناطق النزاع خاصة.
هذا هو المحك لحل مشكلة مواطني الولايتين ويضمن استقرارهم وفوق ذلك كله، يرسخ من وحدة ما تبقى من الوطن بغير ذلك سترتكب الإنقاذ جريمة لا تقل بشاعة عن انفصال الجنوب.
أما الطاقة الثالثة فتكمن في دارفور ومأساة أهلها, فقد ظلت الحرب دائرة ولاتزال ومنذ توقيع اتفاقية السلام لدارفور في 5 يوليو 2005 فخلال ست سنوات من المماحكة والتسويف ظلت الأنقاذ تتمرس خلف أجندتها الرافضة للإقليم الواحد ونائب لرئيس الجمهورية من أهل دارفور، ومحكمة لاهاي، ومحاكمة الذين ارتكبوا جرائم في حقل أهلنا في دارفور.
الآن، كل الدلائل تشير إلى فشل الدوحة بدليل عودة معظم الفصائل المسلحة إلى مناطقها وتتواصل الحرب وتتصاعد وبهذا تعيد الإنقاذ انتاج الأزمة من جديد وتتحمل كامل المسؤولية عن نتائجها.
لقد أكدّ المؤتمر الوطني هذا الفشل عندما أعلن د.غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية لملف دارفور في 11 يناير 2011، عن عزم الحكومة إبلاغ الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي جبريل باسولي بأنّ التفاوض في الدوحة وصل خواتيمه، وبدأ الحوار الدارفوري الدارفوري وأنّ المعني بالتفاوض هو المواطن الدارفوري وليس الحركات المسلحة، أليس هذا أيضاً تأكيد لقرار رئيس الجمهورية بسحب الوفد الحكومي المفاوض في الدوحة، وأنّ الحل سيأتي من داخل دارفور، ألا يعني ذلك مواصلة الحرب.
غير أنّ ما هو أكثر خطراً التصريحات التي أدلي بها عدد من قادة الفصائل إنهم سيطالبون بحق تقرير المصير مع فشل كل محاولاتهم لحل الأزمة سلمياً وعبر الحوار السوداني الشامل للجميع بأعتبارها قضية قومية.
فهل تتعظ الإنقاذ بما حدث في الجنوب؟ أي تبرير غير الموعظة يعني العمل عن قصد وسبق الإصرار على تمزيق وحدة البلاد، وشعب السودان لن يسمح بمرور هذا المخطط مهما كانت التضحيات.
أزمة غلاء المعيشة بعد رفع أسعار السلع الاستراتيجية الذي قاد إلى تعميم غلاء معظم السلع الأخرى، جعل حياة المواطن السوداني مأساة يومية، ومهما كانت الحجج التي تزرعت بها الحكومة لتبرير هذه المغالاة المفجعة حقاً، فأنها قد فتحت لنفسها طاقة رابعة على جهنم لأسباب عدة بينها سببان أساسيان.
أولاهما، أنها زيادات غير مبررة ولا يمكن أن تقنع طفلاً؛ لأنه كان من الممكن تفاديها من داخل الميزانية نفسها بتقليص الصرف على بعض البنود مثل الأمن، والقطاع السيادي، والجيش، والأموال المجنبة، والصرف البذخي، وتقليص الجهاز الإداري البيروقراطي المتفخم واستعادة الأموال المنهوبة من الخصخصة وغيرها من مئات البدائل التي من الممكن أن تزيد عن المليارين اللذين زيدت بهما الأسعار وتفيض.
ثانيهما أنّ الغلاء الطاحن لن يقف عند هذا الحد، بل سيتصاعد يوماً بعد الآخر مع إنسداد أي أفق مالي للخروج من الأزمة بعد توقف ما كان يوفره البترول ومع تراكم الديون السنوية وخدمتها وقد بلغت 40 مليار دولار ووصول قروض التنمية والخدمات إلى 555.5 مليار دولار، وخصخصة المؤسسات الصناعية والزراعية التي كانت تسهم بقدر كبير في الناتج القومي وتآكل مال الاحتياطي من النقد الأجنبي، وهذا يعني المزيد من الضرائب والمزيد من الغلاء وتصاعد السخط حتى درجة الانفجار.
مع كل ذلك، فإنّ أوسع الطاقات انفتاحاً على جهنم يتجسد في قضية الحريات والتحول الديمقراطي. وكلها أجهضها رئيس الجمهورية بتصريحاته في العديد من خطبه الذي أكدّ فيها التمسك بالشريعة الإسلامية وإقامة الحدود وأن أي حديث عن دولة مدنية يعني إقامة دولة علمانية! فهل هناك استعداء للشعب على نظام الإنقاذ أكثر من ذلك!
رغم كل تلك الطاقات التي فتحها المؤتمر الوطني لنفسه على جهنم، إلا أنها ومهما زاد عددها تحتاج إلى توفر العامل الذاتي المتمثل في تنظيم الجماهير للنضال المثابر والدؤوب في القضايا التي تمس حياتها ولقمة عيشها اليومية؛ ليتصاعد نضالها ويصل حد القناعة بعدم المقدرة على العيش تحت ظل هذا النظام ولابدّ من الإطاحة به. وهذا واجب القيادات السياسية المختلفة وأدائها اليومي مع الجماهير، حتى تبلغ مشارف التغيير عبر القناعة التامة بأدواته وشعاراته الواضحة وبرامجه التي لاتقبل الالتفاف حولها، وبمثل هذا القدر من التعميم تصير الجماهير أكثر استعداداً للتضحية حتى النصر.
الميدان
? نعلم ان الشعب السوداني هو معلم الشعوب في الانتفاضات الشعبيه وماانتفاضه اكتوبر وابريل ببعيده عن البال
? ونعلم ان جيشنا السوداني له مواقف مشرفه ولحظات مشرقه وبطولات مخلصه مع الشعوب المستضعفه خارج القطر وما نضاله في الحروب ضد اسراثيل بمستغرب وكم اكتملت روعته حينما انحاز للشعب في انتفاضته وكيف ان احد قادته استلم السلطه من((نفسه)) وسلمها ((بنفسه)) للشعب في بادره فريده تنم عن اخلاق ومبادي لاتعترف بها العسكريه ولا المدنيين في دهاليز السلطه كتيرا.. نحن نوع من البشريه لم يجود به الزمان الا قليلا وفي مخيلتي ذلك الموكب الهادر الذي استقبل جمال عبد الناصر الذي دخل الي السودان بكل هموم الدنيا وخرج منه مجبور الخاطر فقال قولته المشهوره اتيت للسودان منهزما وخرجت منتصرا.. مسجلا للسودان نصرا علي جميع المستويات وان كانت الديبلوماسيه واعضاءالحكومه لحظتها قد نالوا قصب السبق بالمصالحه التاريخيه وخروج موتمر خرطوم اللات الثلاثه كاقوي قرار عربي علي مستوي تاريخ الامه العربيه.. عليه نقول ان السياسي السوداني والجيش السوداني والشعب متفرد علي مر العصورمتفرد في اهتمامه بقضاياه المصيريه متفرد في الدفاع عن حقوقه الوطنيه القطريه
? وطالما الامر كذلك كان علينا ان نقرا الواقع تماما منذ عام 2005 وكان علينا ان نعلم مدي الضغوط الذي يعانيها اهل الحكم في الشمال والجنوب ان لم نقل كل النخب السياسيه في السودان والعالم العربي من قبل المجتمع الغربي وكان علينا نحن كشعب ان نحلل كل زيارات الوفود الغربيه وكل الضغوط الامريكيه سوي ان كانت علي مستوي مجلس الامن او الامم المتحده وهم عمله واحده لامريكا.. كان علينا نحن كشعب ان نحلل الضغوط من اجل التوقيع علي نيفاشا كان علينا ان نسال انفسنا لماذا تم تدويل قضيه دارفور بهذه الطريقه السافره ولماذا لم يحقق في مقتل قرنق بالطريقه المثلي كما يحقق الان في مقتل رفيق الحريري الذي اعتبر مقتله مقتل امه.. لماذا ولماذا ولماذا ….. كان علينا ان نعلم بان الولايات المتحده تستطيع ان تفرض هيمنتها علي جميع حكومات العالم وتذلها لكن لا تستطيع ان تفرض هيمنتها علي شعب من شعوب العالم لذ ا ماكان منا ان ننتظر حتي تفرض علينا امريكا او حكومه الشمال المضغوطه من امريكا او حكومه الجنوب المنقاده كالعمياء من امريكا ما كان علينا ان ننتظر حتي نري ان حق تقرير المصير يمنح لاخوتنا الجنوبين لوحدهم كان علينا ان نطالب بحقنا في تقرير مصير جزء عزيز علينا نحن الشماليين كان علينا ان نخرج للشوارع رافضين لهذه الاتفاقيه ومتحدين لكل دول الغرب فان رات فينا حكومه الشمال وحكومه الجنوب خير معين لها فبها والا فليذهبا جميعا الي الجحيم لحظتها كان سيكون للانتفاضه معني خاص وكنا سنرفض تقسيم السودان جمله وتفصيلا وكنا سنري تلاحم المكتوين بنار الانفصال من الحكومه والجيش والشعب شمالا وجنوبا في ملحمه قل ان يجود بها الدهر ولكن واه من لكن… لحظتها كان الجميع وياحسرتي قد تمايزوا في معسكرين فريق يويد الانفصال وفريق يرفض الانفصال ولكن لم نرذلك الفريق الذي كان سيفوز بالجوله ذلك الفريق الذي يرفض مبدا فكره الاستفتاء ناهيك عن الانفصا ل لحظتها كنا سنجعل الحكومه في الشمال والجنوب امام خيارين لاثالث لهم اما ان يبقوا ويبقي السودان موحدا واما ان يذهبوا ويبقي السودان موحدا لحظتها كان سيكون للانتفاضه معني وللمردود طعم احلا…اما الان فلا الزمان هو الزمان ولا المكان هو المكان..فلنضمد جراح انشطارنا اولا … فالمجروح لايستطيع حمل الاثقال والمحارب يحتاج لاستراحه ثم مواصله القتال…فهلا رحمتمونا قليلا يامن تنعقون بالانتفاضه