شعار “السودان للسودانيين” : أصل وتاريخ الشعار ودلالاته ..

هوامش تاريخية – 5
للتصحيح وإعادة قراءة التاريخ المعاصر
يعود أصل هذا الشعار السياسي من شعارات ونداءات الحركة الوطنية السودانية إلي السياسة البريطانية بعد الحرب العالمية الأولى (1914 – 1919) — ثم تلقفه بعيد نهاية الحرب الثانية تيار الاستقلاليين ولكن في سياق سياسي مختلف وفي بيئة وطنية مختلفة.
أصل الشعار بريطاني ابتدعه وصاغه وروج له لأول مرة عام 1917 ونجت باشا ثاني حاكم عام للسودان (خلف هربرت كتشنر) وبعد انتقاله من الخرطوم إلى القاهرة مندوباً سامياً لبريطانيا في مصر.
يلخص الشعار سياسة بريطانيا آنذاك الرامية إلى عزل السودان عن مصر وعن رياح التغيير التي بدأت تهب جنوباً صوب السودان، أثر ثورة 1919..ومن هذه الناحية فلم يكن شعار السودان للسودانيين سوى قول حق أريد به النقيض أي أن السودان للسودانيين لا للمصريين .. ولكنه يتبع لبريطانيا وليس لمصر كحق تاريخي وسيادي لها.
كان اندلاع الثورة المصرية في مارس أبريل 1919 ? ما يعرف بثورة 1919 ? حدثاً يدعو إلي الحذر والتشاؤم في نظر الإدارة البريطانية الاستعمارية إذ كان موظفوها يخشون أن تؤدي الاضطرابات السياسية المتجددة في مصر إلى استجابة الحكومة البريطانية للمطالب المصرية للظفر بدور اكبر وأهم في حكم السودان .
بعث السير رينالد ونجت المندوب السامي في مصر في ديسمبر عام 1918 ? قبل بضعة أشهر من اندلاع الثورة ? إلي الخارجية البريطانية يحث حكومته لاستبقاء الحالة الراهنة Status Quo في السودان كما هي مهما حدث من تغييرات دستورية وسياسية وضغوط مصرية من طرف مصر والمصريين. قال ونجت في تلك الرسالة، ( والترجمة لي) :
“طالما أن السودان في قبضتنا فإننا نمسك بمقاليد الأمور في مصر.. ولذا مهما كان مصير ومستقبل مصر السياسي والدستوري فيجب ألا يدور السودان في فلكها…” وأضاف ونجت في رسالته :
“السودان يمثل أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لنا ولكنه كجزء من مصر يشكل خطراً حقيقياً على الإمبراطورية إذ انه سيتحول إلى بوتقة لصهر المؤامرات المصرية والأجنبية من أواسط أفريقيا والحبشة وإرتيريا … الخ” وخلص ونجت إلى أهمية المحافظة على الوضع القائم في السودان ?مستعمرة بريطانية خالصة وشراكة مصرية هامشية ? وهذا يتم بعزل السودان عن مصر بإحكام إغلاقه في وجه النفوذ المصري ولصد رياح التغيير التي تهب منها جنوباً. حُظي هذا الشعار ? السودان للسودانيين والذي أخترعه لأول مرة ونجت باشا ، كما أسلفنا ، بالتفهم والقبول والاستحسان والترديد من زعماء الطوائف الدينية الكبار وبتشجيع من الإدارة البريطانية بأن ليس لمصر حق تاريخي في السودان مثل الذي لبريطانيا .. حق الفتح !
وليس أصدق تعبيراً عن هذا المفهوم وهذا التفسير للشعار من برقية الولاء التي أرسلها هؤلاء الزعماء لحاكم عام السودان السير لي ستاك في 23 أبريل 1919 ونشرتها صحيفة “السودان” الصحيفة الرسمية. جاء في البرقية ( نحن الموقعين أدناه أصالة عن أنفسنا ونيابة عن كل شعب السودان نستعجل بالتعبير للحكومة البريطانية عن الآتي:
1. الامتنان التام لكل ما قام به المسؤولون البريطانيون في السودان لخير السودان.
2. ولائنا العظيم والصادق للحكومة البريطانية الذي لا يتغير.
3. تأكيدنا القاطع بأنه لا يد لنا ولا صلة تربطنا بالحركة التي تجري الآن في مصر (ثورة مارس ?ابريل 1919) كما أن تلك الحركة لا تمثل تطلعاتنا.
وقد أكدّ معنى الشعار السودان للسودانيين – تحت التاج البريطاني لا التاج المصري- سلسلة المقالات التي نشرتها جريدة “حضارة السودان” في مطلع عام 1920 بقلم السيد حسين الخليفة شريف إبن أخ السيد عبد الرحمن المهدي أحد ملاك الصحيفة بالشراكة مع السيدين علي الميرغني والشريف الهندي . فتحت عنوان المسألة السودانية جاءت المقالات تدحض جميعها المطالب المصرية في السيادة على السودان وتؤكد حاجة السودان للوصاية والرعاية البريطانية.
وجاء في واحدة من تلك المقالات بعنوان “لماذا نفضل البريطانيين على المصريين؟ :
” إن السودانيين لا يستطيعون حكم أنفسهم في الوقت الراهن دون توجيه أجنبي وأن مصر لا تملك الخبرة في فن حكم الآخرين… وإذن لم يبق غير البريطانيين الذين هم دون شك أكثر الأمم الأجنبية مهارة وخبرة في حكم الشعوب الأخرى… ”
هذا الاتجاه والرأي السوداني في العلاقة بين السودان من جهة ومصر وبريطانيا من جهة أخرى سرعان ما تبلور في تبني النخبة السودانية التقليدية لشعار “السودان للسودانيين” وهو في ظاهره شعار وطني بلا شك ولكنه في حقيقة الأمر استحدث لصالح المحتل والمستعمر البريطاني وعلى حساب مصر والسودان كليهما.. ولعله من المفارقة والسخرية بمكان أن ونجت باشا كما أوضحنا كان أول من بشر بهذه الفكرة وصاغ هذا الشعار باعتباره الأدعى والأفضل كسياسة لانفراد بريطانيا دون مصر بإدارة السودان وتأمين مصالح وأمن الإمبراطورية البريطانية في المنطقتين الأفريقية والعربية.
وختاماً فلا شك أن الشعار قد اكتسب معناه الحقيقي بعد نحو ثلاثة عقود (بعد الحرب العالمية الثانية ) كتعبير عن مطلب حق تقرير المصير والاستقلال عن كل من مصر وبريطانيا وصار شعاراً لتيار ما عرف بالحركة الاستقلالية بزعامة حزب الأمة — وإن استبطن أصداء خافته لمعناه الباكر وهو عزل السودان وفصله عن مصر.
وهذا تيار سياسي في الحركة الوطنية السودانية استوفت دراسته تفصيلاً وتوثيقاً بحوث وباحثون اكفاء كثر.
د. حسن عابديــن
باحث وســفير سابق
[email][email protected][/email]




اين الحديث هنا عما تقول الاتحاد تحت التاج البريطاني ام ان الهدف هو اشانة سمعة من ينادي السوان للسودانيين. كفاية دجل وكذب واندفاع نحو المصريين؟؟؟؟؟؟؟
( وليس أصدق تعبيراً عن هذا المفهوم وهذا التفسير للشعار من برقية الولاء التي أرسلها هؤلاء الزعماء لحاكم عام السودان السير لي ستاك في 23 أبريل 1919 ونشرتها صحيفة “السودان” الصحيفة الرسمية. جاء في البرقية ( نحن الموقعين أدناه أصالة عن أنفسنا ونيابة عن كل شعب السودان نستعجل بالتعبير للحكومة البريطانية عن الآتي:
1. الامتنان التام لكل ما قام به المسؤولون البريطانيون في السودان لخير السودان.
2. ولائنا العظيم والصادق للحكومة البريطانية الذي لا يتغير.
3. تأكيدنا القاطع بأنه لا يد لنا ولا صلة تربطنا بالحركة التي تجري الآن في مصر (ثورة مارس ?ابريل 1919) كما أن تلك الحركة لا تمثل تطلعاتنا).
الكاتب الكبير عضو بامتياز في النخبة التي تقلبت في نعيم تعاطي السلطة السياسية(الموروثة من الانجليز)والمبررة بالعقيدة الوطنية. وجوهرها فكرة السودان للسودانيين. وتلك حضارة(سياسية) سادت ثم بادت. فالسودان الان لل………
طيب بعد ما سحبت هذا الشعار ونسبته للبرطانيين …ماذا نجي الان نحن من الذي يجري نتيجة ما سبق حكم من تسليم وتسلم للحكم من الاجانب الي الوطنيين الطائفيين…كله خرف في خرف وكلام فارغ…لذ ندعوا دعاة الحرية الحقيقية والكفاح الثوري من صنع السودان الحقيقي سمه ما شئت سودان جديد ولا غيره…وانما الحقيقة السودان يجب ان يصاغ ويتشكل من جديد.
التحية لك سعادة السفير، د. حسن عابدين وانت تحقق في الوثائق ذاكرة الامم، بمنهجيتك العميقة، وبراعتك الرائعة، واسلوبك الرصين، شكرا شكرا
ماالرسالةالتي يريد أن يوصلها كاتب المقال أعلاه؟؟؟
هل يريد أن يقول أن لمصر حقوق سيادية وتاريخية على السودان وأن ونجت باشا هو السبب في ضياع تلك الحقوق ؟؟؟
وما هي تلك الحقوق ؟؟؟
وما الضير في أن يكون شعار السودان للسودانيين هو شعار المرحلة الراهنة وفقاً لمعطيات الحاضر ؟
وهل المصريين في حوجة لمن يكتب نيابة عنهم بعد أن قاموا بتجنيد كل وسائل إعلامهم لكل شرائح المجتمع من سياسيين وعسكر وممثلين ورقاصات وابنائهم للهجوم على السودان دولة وحكومة وشعب دون أن يردعهم أحد من الجانب السوداني؟؟
افيدونا أفادكم الله،، المصريين وعملاؤهم يمتنعون .
ما فيش فايده طالما السودان به امثال السفير حسن عابدين هولاء المتمصرنيين هم القله في السودان ولكن اصبح صوتهم الاعلي في زمن الانبطاح الانقاذي لمصر
امثال حسن عابدين يعيشون في مصر ويقتاتون من فتات موائد اسيادهم المصريين مقابل ان يطبلوا لمصر وان يكتبوا مثل هذا المقال البائس والخائب حتي ترضي عنهم مصر وتوفر لهم كل سبل الراحه واشباع غرائزهم البطنيه والجنسيه
استاذ عابدين شباب السودان اليوم تحرك من محطه مصر التي لازالت انت وكل من عميت بصيرتهم متوقفين بها ,واصبح شبابنا يتوق لافاق عالميه ارحب ولايرون في مصر سوي دوله من دول العالم الثالث لا زالت ترزح في غياهب التخلف والجهل والاميه والمرض والخدرات ولافائده مرجوه منها للسودان
رياح التغير التي حتما ستطال السودان سترمي بسفلة الانقاذ واصحاب العقول المتحجره وكل المنبطحين لمصر واذيالها في السودان في مزبلة التاريخ