دور العرض.. عين على السينما في الستينيات.. مع عبد الله حلفايا

الخرطوم – أميرة سعد الدين
عبدالله سليمان الملقب بـ (عبد الله حلفايا) منسوباً إلى سينما الحلفايا، ولج المجال السينمائي منذ العام (1968) وكانت بدايته بسينما النيل الأزرق، التي سميت في عهد الإنجليز (بي ان)، التي تعرض الأفلام الأجنبية فقط، وبعد قرار المصادرة وتعميم دور السينما تولى مسؤولية استيراد أفلام شركة السودان التابعه، ثم تقلد منصب سكرتير اتحاد أصحاب دور السينما.
ظل يعمل في المجال السينمائي حتى بات مديراً لسينما الحلفايا التي ارتبط اسمه بها، (اليوم التالي) التقت بعبد الله وأجرت معه حواراً شاملاً عن السينما، وماذا حل بها، وفي المساحة التالية نطالع إفاداته:
* حدثنا عن أول سينما أنشئت في السودان؟
– في عهد الإنجليز أنشئت أول سينما في السودان وسميت (بي ان) التي تعرف الآن بالنيل الأزرق.
* أشهر دور السينما في الخرطوم؟
– كلزيوم، برمبل، الوطنية، والنيل الأزرق التي يرتادها طلبة الجامعات وأسر الطبقة الأرستوقراطية.
* من أين كانت تأتي دور السينما بالأفلام، هل تشتريها مباشرة من الخارج أم مؤسسة الدولة للسينما؟
– كانت تستورد الأفلام من الخارج لكن معظم الشركات كانت موجودة في لبنان، وبعد مصادرة دور السينما وتعميمها آلت مسؤولية استيراد الأفلام لسينما النيل الأزرق، وبعد رفض الشركات العالمية مد الحكومة بالأفلام خوفاً على حقوقها استورد المهندس مصطفى الأمين رئيس مجلس إدارة سينما الوطنيه الأفلام باسمه حتى لا يتوقف العمل، ثم تحولت فيما بعد لمؤسسة الدولة للسينما التي أشرفت على الأفلام وكانت توزع الأفلام لـ (65) دور سينمائية.
* أي الفترات كانت أزهى بالنسبة للسينما ولماذا؟
– كانت في الستينيات وإلى منتصف العام (1989)م ، وبعد رفع حظر التجوال في ذات العام انتعشت مرة أخرى، لكن استيراد الأفلام بالعملة الصعبة أثر فيها بشكل كبير.
* ما هي الأفلام الأكثر مشاهدة وظلت عالقة في الأذهان في تلك الفترة؟
– أفلام الكابوي نالت رواجاً كبيراً مع الأفلام الجاسوسية، وتلتهم العربية التي انحسرت بعد أن راجت الهندية التي سلبت القلوب بالرومانسية والمناظر الجميلة.
* من هم أبرز الممثلين وأشهرهم في تلك الفترة؟
– بطل الكابوي الممثل والرئيس الأمريكي ريغان والفرنسي ألان ديلون والممثل جوليانو جيما.
* من الذي كان يحدد الفيلم الذي يتم عرضه؟
– بعد شراء الفيلم يجاز من من قِبل مجلس رقابه الأفلام بوزاره الثقافة هي الجهة المنوط بها إجازة الفيلم أو رفضه حزف جزاءً منه.
*هل تذكر اسم الفيلم الذي حاز على أطول فترة عرض بعد إقبال الجمهور عليه؟
– الفيلم الهندي سنجام الذي عُرض بسينما النيل الأزرق وكان وزمنه (3) ساعات وأنا من الأشخاص الذين شاهدوه مئات المرات ولم أمل.
* هل كان لكل سينما خصوصيتها في تقديم نوعية معينة من الأفلام؟
– كانت تعرض الأفلام بجميع دور العرض، لكن سينما الصافية لا تعرض سوى الأفلام الأجنبيه، وقاعة الصداقه تعرض الأفلام العربية.
* قبل بدء العرض وفي الفواصل ماذا كان يقدم للجمهور؟
– من خلال الشريط السينمائي نقدم أخباراً محلية من إنتاج الاذاعة ووزارة الثقافة، وفي الفواصل نقدم بعض الأغنيات لسيد خليفة وعثمان حسين وغيرهم.
* هل وجدت الأفلام السودانية حظها من العرض، ومدى إقبال الجمهور عليها؟
– أكيد فالإنتاج المحلي بدأه المخرج الراحل جاد الله جباره باسكتش نص ساعة ثم فيلم عرس الزين الذي أنتجه الكويتي خالد الصديق بطولة علي مهدي وتحية زروق، وفيما بعد فيلم تاجوج بطولة صلاح بن البادية ونالا إقبالاً جماهيرياً كبيراً، وبعدها أنتج صلاح ابن البادية (رحلة عيون) كأول عمل مشترك مع مصر، وقد نال إقبالاً كبيراً جداً.
* إذن ما سبب اندثار السينما السودانية؟
– مباني دور السينما صيفية لذلك لابد من تهيئة البيئة السينمائية وجعلها صالحة لكل المواسم، وجلب ماكينات عرض حديثة تواكب الموجود عالمياً.
* لماذا سيطرت الأفلام الهندية على الساحة السينمائية؟
– (الماء والخضرة والوجه الحسن) “تاني دايرين شنو؟”
* أخيراً هل ساهمت السينما في تكوين الشخصية السودانية أم أنها كانت مجرد وسيلة للترفيه؟
– يقال إن السينما سلاح ذو حدين، والأفلام التي نعرضها ثقافية وعلمية وحتى أفلام العنف والكاوبوي ينتصر فيها الخير على الشر.
اليوم التالي