أخبار السودان

انشقاق يلقي بظلاله على «حوار جوبا»

الخرطوم: أحمد يونس
لا تزال الهزات الارتدادية لعمليات القوات التشادية العسكرية في منطقة بحيرة تشاد ضد تنظيم «بوكو حرام» الإرهابي الشهر الماضي، تتلاعب بطاولات التفاوض والحوار الجاري بين الحكومة الانتقالية السودانية والحركات المسلحة، في عاصمة جنوب السودان جوبا التي تقود الوساطة بين الطرفين، وأدت لاختصار الطريق أمام انقسام التحالف الهش الذي يحمل اسم «الجبهة الثورية».
ونقلت  وسائطإعلامية تقارير عن «الجيش التشادي»، أشارت فيها إلى تنسيق بين «بوكو حرام» و«حركة العدل والمساواة» السودانية بقيادة جبريل إبراهيم، هدفه الهجوم على تشاد بدعم من حكومة الوفاق الليبية، لتعطيل الجيش التشادي الذي يقاتل مع الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وقال رئيس حركة جيش تحرير السودان مني آركو مناوي، في رسالة لكبير الوسطاء في جوبا، توت قلواك، أمس، إن الجبهة الثورية «أصحبت واقعياً مكونة من فصيلين، أحدهما بقيادة حركة جيش تحرير السودان، والآخر بقيادة الدكتور الهادي إدريس».
وقال مناوي للوساطة إن اسم فصيله الجديد هو «الجبهة الثورية – جناح جيش حركة تحرير السودان»، وهو على أتم الاستعداد للتعاون مع قيادة دولة جنوب السودان، وخصوصاً مع فريق الوساطة، وملتزم بتحقيق السلام عبر «منبر جوبا»، داعياً الوساطة للأخذ بعين الاعتبار التطور الجديد في الجبهة الثورية. ونفت المجموعات الأخرى المتبقية في الجبهة الثورية «حدوث انشقاق»، وقالت في بيان على لسان المتحدث باسمها أسامة سعيد، إن خروج أي من فصائلها التسعة لا يعني الانشقاق، وإن التنظيمات الثمانية المتبقية تؤكد وحدتها ووحدة قيادتها برئاسة د. الهادي إدريس.
وعجلت اتهامات حركة جيش تحرير السودان لحليفتها السابقة حركة العدل والمساواة بالضلوع في صراع المحاور الإقليمية ذي الطابع الآيديولوجي، بإعلان الانشقاق في الجبهة.
ووصف مناوي خروج حركته من «تحالف الثورية» بأنه ضرورة لـ«منع الجبهة من الانزلاق إلى أتون المعارك الآيديولوجية وتلطيخ سمعة القوى المسلحة التي تنطلق من دارفور، عبر علاقات مشبوهة بالتطرف، والتي تضر بقضية أهل دارفور وعموم القضية السودانية». وحذر بيان حركة مناوي من استغلال مسار دارفور التفاوضي لتحقيق ما سماه مآرب آيديولوجية، وتحويله إلى «ثغرة تسرب وحصان طروادة لقوى أخري تتحين الفرص لتقويض ما يمكن أن يصل إليه السودان من سلام واستقرار». وراجت تقارير إخبارية الشهر الماضي، عن دخول قوات تابعة لحركة العدل والمساواة إلى تشاد عبر دولة النيجر، وشاركت إلى جانب «بوكو حرام» ضد الجيش التشادي في معارك بحيرة تشاد الأخيرة، وأن الوساطة أبلغت أطراف التفاوض بذلك.
وقال نائب رئيس الحركة الصادق يوسف لـ«الشرق الأوسط» إن العدل والمساواة السودانية لا علاقة لها بالحركات الإرهابية وهي بعيدة كل البعد عن المشاركة في أي عمليات إرهابية، ووصف اتهامها بالضلوع في القتال إلى جانب بوكو حرام بأنه تدبير من قوى معادية للعدل والمساواة لإضعاف دورها في دارفور والسودان بشكل عام، بما يتيح للقوى الأخرى التي تلعب على وتر وسم الحركة بالإرهاب المزيد من النفوذ والسلطة مع قرب الوصول لاتفاق سلام.
بدوره، وصف القيادي في الحركة آدم أبكر لـ«الشرق الأوسط» الحملة ضد حركته بأنها امتداد لسياسات النظام السابق الرامية لكسر شوكته، كأكبر حركة قومية لها قواعد في كل أقاليم السودان، وتملك رؤية متقدمة لحل مشاكل البلاد. ورأى أن تلفيق اتهامات الإرهاب جاءت «من باب الغيرة السياسية، لدق (إسفين) بين الحركة ودول الجوار».
وقال الباحث السوداني المختص في الملف التشادي حسن عباس لـ«الشرق الأوسط» إن ملفات صراع السلطة السودانية ظلت متشابكة مع تشاد منذ تسلم إدريس ديبي السلطة في تشاد، وإن الجماعات الإثنية الملتفة حول الرئيس ديبي ظلت تتناوب مشاركته السلطة والصراع معه بالتناوب.
وأوضح عباس أن الصراعات حول الحكم في أنجمينا، أفرزت «التحالف الوطني من أجل الوحدة والتغيير» المناوئ لديبي ويضم المجموعات الإثنية في تشاد عدا سكان جنوب تشاد، ويستنكر التحالف مزاعم السلطات التشادية وزج الجيش في حروب إمبريالية تحت مسمى محاربة إرهاب «بوكو حرام»، في الوقت الذي يحارب فيه المعارضة الوطنية.
الشرق الاوسط

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..