هيثم مصطفى.. رمانة الكرة السودانية وأغنية الجماهير

بورتريه ? عوض محمد أحمد

الخرطوم بحري تلك العروسة الوديعة الحبيبة الهادئة ظلت صاحبة قدح معلى في إنتاج وتفريخ المبدعين في شتى مناحي الإبداع.. ولها لوحة شرف في ذلك مليئة بالأسماء البارزة التي أضافت للخاركة السودانية رجالاً في شتى ضروب الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية والرياضية؛ فهي مدينة بطعم مختلف ونكهة وإذا أردت كتابة لوحة الشرف التي تحتوي مبدعي بحري فستجد نفسك تحتاج إلى مجلدات عظيمة.. عموماً بحري مدينة ذات ثقل إنساني عريض ومهم في تاريخ الذاكرة السودانية.
هيثم مصطفى كرار من بين تلك الرموز العظيمة التي جادت بها طينة بحري.. وقدمتها للناس فهو اسم له عطاء من ذهب.. وبريق ومعان كقيمة إنسانية واجتماعية ورياضية ذات دلالات ليست سهلة ولا يمكن تجاوزها مطلقاً.
هيثم المولود بمدينة بحري حي المزاد في 19 يوليو 1977م كان طفلاً محبوباً بين أهله وأقرانه.. وكان وديعاً لا يميل للاحتكاك مع الآخرين ولكنه شديد البأس حينما يحتك به آخر.. وعرف بأنه خلوق محافظ على صلواته.
لكن عشق الكرة ظل هاجسه وحبه ومتنفسه الوحيد؛ فهي حياته وفكرته.. هي كل شيء في حياته حتى تشكلت حالة خاصة بينه والمجنونة.. فأصبحا مثل عشيقين لا يفترقان، كل واحد يهيم حباً بالآخر.. وظلت معه كظله يتمدد بينهما العناق كل يوم بل كل لحظة حتى أصبحا روحاً واحدة!!
عشق هيثم كرة القدم بجنون وأخلص لها ومنحها وقته وجهده وتفكيره وجعلها بعضا من حياته إن لم تكن كل حياته!!
بدأ مسيرته مع نادي الأمير البحراوي الذي يجاور منزلهم ببحري وقد برز من خلاله بروزاً واضحاً حتى أصبح أيقونة في منظومة الفريق.. وأصبح له جمهور ومريدون يعشقون لمساته ويطربون لفنه ويتغنون باسمه وطارت سيرته حتى عمت المدن وكانت عيون الأندية الكبرى تراقبه وترمي بشباكها لاصطياده فاصطادته شبكة الهلال في 1995م واشتهر بلقب البرنس (أي الأمير) وأحيانا يطرب محبوه للقب (سيدا).
ويعتبر هيثم من المواهب النادرة والفذة في منظومة كرة القدم السودانية وله قدرات عالية على القيادة والتوجيه داخل الملعب الأخضر وكذلك خارجه لما يتميز به من كاريزما ساحرة ومدهشة بجانب ذلك فهو لاعب خلوق يتميز بذوق عال وسلوك يؤكد عظمته ورجاحة عقله وانضباط حياته.. كيف لا وهو يمثل قيمة حقيقية ونغمة تردد في أوساط المجتمعات مثل التعاويذ ويطرب لها عاشقو المجنونة.
هو ملك التمريرات الساحرة والقاتلة والتي لا تتأخر عن موعدها بل تأتي في الزمن والمواعيد وهو الذي يبيع الأهداف في سوق الهدافين وبأغلى الأثمان وبأمتع البورتريهات وسط دهشة الجميع وذهول العقول إضافة إلى ملكاته المذهلة في الاحتفاظ بالكرة.. وتهدئة اللعب كما لديه من المهارات العالية التي تساعده في صناعة اللعب بطريقة ساحرة، وقد ظل متميزا في هذا الشأن وكذلك فهو فعلاً موهبة فذة لأن كرة القدم أضحت بعضا من تكوينه الجيني.
حاز الهلال تحت قيادته على لقب الدوري الممتاز خمس مرات على التوالي في إنجاز يحسب لصالحه وتاريخه ويسطر في سجلات التاريخ، كما شارك في ثلاث نهائيات مع المنتخب الوطني بجانب كثير من الإنجازات ذات المعاني الشخصية حيث نال نجومية الموسم عدة مرات ففي 2008م حصل على لقب أفضل لاعب في الدوري الممتاز كما أنه أكثر لاعب صاحب مشاركات خارجية ونال نجومية مباراة المنتخب وزامبيا في بطولة أمم أفريقيا الأخيرة.
لأنه لاعب متميز، باهر العطاء اقتحم تشكيلة منتخب العرب عدة مرات بجانب نجوم أفذاذ من الوطن العربي تزدهي بهم ساحات العطاء الكروي وقد نال هيثم جائزة صانع الألعاب الأول عدة مرات وذلك لتميزه في هذا الشأن.
وهيثم يعتبر من هدافي نادي الهلال في البطولة الأفريقية بتسجيله 6 أهداف متساويا مع الفذ جكسا ويشاركه في نفس الأهداف النيجيري قودين وجاءت الأهداف على النحو التالي:
1/ بلدية المحلة في دور الـ (16) لبطولة كأس الكؤوس الأفريقية 2003م
2/ سان جورج في الدور الأول لبطولة الأندية الابطال 2004م
3/ الرينجرز النيجري في بطولة الكونفدرالية في دور الثمانية 2004م.
4/ الترجي التونسي في بطولة الأندية الأبطال 2005م.
5/ البوليس اليوغندي في تمهيدي بطولة الأندية 2006م.
وقد حمل شارة الكابتنية لما يقارب الخمس سنوات ومن إنجازاته مع المنتخب الفوز بكأس شرق ووسط أفريقيا (سيكافا) للمنتخبات في 2006م في إثيوبيا بعد الفوز على منتخبات كبيرة مثل يوغندا كما قاد المنتخب لتصدر التصفيات العربية في لبنان والصعود للأدوار النهائية كما قاد المنتخب إلى نهائيات الأمم الأفريقية بعد غياب دام أكثر من ثلاثين عاماً.
وقد فاز هيثم مع الهلال ببطولة الدوري الممتاز (9) مرات، فهو لاعب تتوفر لديه كل مواصفات القيادة الرشيدة فضلا عن أنه لاعب مهاري يجيد صناعة اللعب والأهداف وإحرازها كما يتمتع برؤية ثاقبة عندما يحوز على الكرة.
شطب هيثم من كشوفات الهلال في 9/12/2012م بعد حرب ضروس مع رئيس نادي الهلال الأمين البرير أدت إلى قفل الطريق بينهما وكان لذلك ردود أفعال سيئة لدي جمهور الهلال الذي رفض فكرة ذهاب ملهمه وقائده هيثم مصطفى حيث خرجت في مظاهرات هادرة تطالب برحيل البرير واحتكت مع الشرطة.
هذا وقد قضى هيثم بالهلال 17 عاماً تعاقب عليها 8 رؤوساء و14 مدربا و3 أجيال وظل هو الرقم الأهم في تشكيلة الفريق. خاض هيثم 88 مباراة أفريقية و500 مباراة بشعار الهلال مما يعتبره رقماً خرافياً لا يمكن أن يكون قد وصله أي لاعب.
كما حمل شارة الكابتنية 10 سنوات منذ العام 2003م وهذا يؤكد قيادته وجدارته وتعتبر أيضاً اطول فترة يحمل فيها لاعب شارة القيادة في تاريخ نادي الهلال!!
يحظى هيثم بحب خاص لدى كافة أهل السودان بمختلف انتماءاتهم الرياضية باعتباره لاعبا قدوة وخلوقا وفنانا مملوءا بالموهبة الطازجة التي لا تخفى.. كما أن لديه القدرة الهائلة على امتصاص ضربات الأعداء التي تأتي من كل الجهات فهو فوق ذلك شاب متدين محافظ على صلواته وأذكاره وزيارة المسيد للجلوس مع الحيران واكل الفتة معهم ومخالطتهم بخلق حسن وسلوك قويم.. يسهم في بناء المساجد ويساعد بعض الأيتام ولذلك اختير من قبل الأمم المتحدة سفيراً للنوايا الحسنة.
لقد ظل (البرنس) ماركة مسجلة في الميادين الخضراء وفي القلوب العاشقة والمحبة للمجنونة.. بل تحول إلى ملهم وتعويذة وأغنية شفيفة تقودها أوركسترا كاملة العدة والعدد تعزفها على حناجر الجمهور الذي أحبه بكل الوفاء ودون رياء.. لقد أصبح هيثم واحد من ثوابت الكرة السودانية مثله مثل ثوابت السياسة والفن والموسيقى.
لقد كان انضمام هيثم للمريخ حدثاً فريداً شكل مادة دسمة للإعلام بمختلف انتماءاته والأسافير وكان موضوع الأنس في المناسبات المفرحة والمحزنة بين مؤيد ومعارض ولكنه اختار المريخ الذي كان مرشحا له قبل 17 عاماً وكان البعض يعتقد أن نجاح هيثم مع المريخ مغامرة لا تحمد عقباها وتوقع له البعض الفشل إلا أن البرنس جاء بعكس ما تشتهي رياح هؤلاء فأثبت نجاحا منقطع النظير من خلال إصراره وعزيمته وإيمانه بمبادئه في كرة القدم وقدم موسماً في منتهى الإبداع ودخل هيثم القلعة الزرقاء غازياً بعد أن كان مدافعاً عن شعارها وأفكارها وازداد بريقاً ولمعاناً وصار نغمة حلوة ترددها المصاطب الحمراء، وهو يؤكد في كل مباراة قدرته وتجلياته وأنه قائد وإداري ورمز لا يمكن تجاوزه وقد حقق طموحاته مع الأحمر ورد بكل شجاعة على المتشككين الذين كانوا يريدون له السقوط والفشل وهو يمد لهم لسانه ساخرا..
ولذا فإن هيثم هو رمانة الكرة السودانية وأبرز ركائزها وسحابتها المعطاءة.
حفظه الله

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. انا لست ضد هيثم بل من معجبيه لكن مجدته وجعلته من عظماء الهلال أين هومن الدحيش وجكسا عبده مصطفى وكسلا اين هو من الطاهر حسيب وبابكر سانتو مين قال يوغندا فريق كبير

  2. اخيرا انتصر هيثم وسقط البرير ومن تآمر معه .. شكرا لكاتب المقال لقد اوفيت وكفيت .. التحية واﻻحترام والتقدير لهذا الﻻعب الخلوق الذي عان ما عان من تأمر وحقد وحسد من من قدم لهم الغالي والنفيس ثم لفظوه بكل قبح ونكران ونسيان ما قدم لهم من بطوﻻت وانجازات .. فهل حقا انتهي هيثم واختفي نجمه ؟؟؟ كما تمني له البعض من اصحاب النفوس المريضة … ﻻ بل والف ﻻ .. لقد احتضنه فريق عريق وفتح له ذراعيه بكل حب واحترام بعد ان لفظه من ﻻ يستحقونه.. ثم رد لهم الجميل بعد مشاركته بانجاز بطولتين غاليتين لجميع الفرق السودانية … والكﻻم كثير وكثير جدا عن هذا الﻻعب واجازاته وما قدمه للسودان وللجماهير الرياضية قاضبة .. فالتحية مرة اخري لكابتن هيثم اينما حل ورحل .. وانتظروا منه الكثير في الموسم القادم ومزيدا من اﻻنتصارات واﻻنجازات والبطوﻻت .. رغم الحاقدين والحاسدين وسوف يعلمون الي اي منقلب ينقلبون ……… هﻻﻻبي ….

  3. هيثم عملة نادرة وقيمة فنية كبيرة يتمتع بزكاء عالى وكاريزما قيادية مهولة ..فى العشرين عام السابقة لم ينجب السودان مثلة فظل هو وحيدا يطرب الجماهير بالرغم من تقدمة فى السن الا انه يلعب مثل عمر السابعة عشر عاما وكما لاحظتم فى الممتاذ المنصرم مع المريخ كان لة القدح المعلى فى فوز ببطولة الممتاذ وفى اعتقادى انة نجم الموسم .. انه البرنس وكفى

  4. كل هذه السنوات لاانجاز حاجى واحد يذكر له بطولة الاندية الافريقية النتيجة صفر
    بصولة كاس الكوؤس النتيجة صفر
    بطولات الاندية العربية النتجة صفر
    نتايجه مع الفريق القومى النتيجة صفر
    البطولة الوحيدة التى كانت اقرب طرد من المباراة وخسر السودان بسببه الكاس(بطولة المحليين)
    فقط الانجازات محلية لاننكرها.
    حتى بعد سجل للمريخ نتايج محلية اما الافريفيةصفر وخروج مبكر.
    كفاية نفاق ودجل يا………………

  5. اول حاجة هيثم من مواليد 1974 و من مواليد منطقة الختمية بحري هو دفعتي في مدرسة بحري الحكومية و انا بعرفو معرفة شخصية
    يعني حتى لو جاب ليكم شهادة مزورة ما تصدقوهو
    ثم ثانية
    كل الإنجازات التي زكرت لا تحمل اي بطولة خارجية
    المحصلة صفر كبييييير
    يعني هيثم دا لو لاعب فذ !!! الناس تقول شنو في لاعب زي ابوتريكة و لا دروغبا ولا مايكل اسيان
    طبعا ما حاقول ليك رونالدو و لا مسي لانو دا شهرا ما عندك ليهو رقبة

    (لاعب خلوق يتميز بذوق عال وسلوك يؤكد عظمته ورجاحة عقله وانضباط حياته)
    كضبن كاضب هيثم لا يتميز باي سلوك حسن و لا بطيخ
    هو شخص عنصري بغيض و الإساءة العنصرية تجاه زميلة في المنتخب الوطني و لاعب المريخ السابق فيصل العجب تعدت نطاق الشخصية( شخصية فيصل العجب) و مست كل من هو يشبه فيصل العجب شكلا و جنساُ و كل من ينادي ضد العنصرية في كل مكان و ما اكثرهم في بلادي المنكوبة.

    إنجازاته مع الهلال لا تمثل اي شي فهي انجازات محلية .
    الذي يفوز بأي كاس في السودان هما فريقي الهلال و المريخ و ليس سواهم . هيثم موجود و لا ما موجود الهلال كان حيفوز بالكاس
    هيثم هو صنيعة الإعلام السوداني و سمعته لا تتعدي السودان
    الدليل علي كدا لو كان اصلا لاعب فذ . كان بيحترف خارج السودان

    كتابتك عن هيثم جزء من التضخيم الإعلامي و التطبيل و كسير التلج و لا غير

    عشان ما تجري بعيد في تحليلاتك انا و الله لا هلالابي و لا مريخابي
    زمااااااااان كنت مجنون فريق الهلال
    لكن لمن هاجرت برة السودان وجدت انو نحن البنلعب فيها دي ما كورة دي ممكن نسميها اي شي إلا كورة قدم او ممكن نسميها كورة قدم سودانية علي وزن كورة قدم امريكية. يعني حاجة خاصة بينا كدا

    الغريبة بتكون انت بتتفرج في الكورة العالمية و اتمتعت بلعيبة الكورة الصاح صاح العندهم فعلا اخلاق و أداء , مش زي صاحبك هيثم

    في الختام :ما عندي ليك قول غير الطشاش في بلاد العمي شوف

  6. لاعب سيئ الاخلاق تسبب فى مضايقه كل المحترفين لاعب عنصرى جدا وخيرانجاز للبرير طرده بعدين تعال هنا وين ناس جكسا وقاقرين والدحيش ودكتور كسلا والخلوق وزير الدفاع طارق احمد ادماين هيثممن هؤلاء الافزاز الذين سطروا اسمهم بحروف من نورفى سماء الكره العالميه وانا شخصيا فى غايه الفرح من سناريوتسجيل العجب لاليلعب للهلال فقط بل لانه شخص مؤدب ويجب ان يستمر قطبا قادما من اقطاب الهلال وليذهب هيثومي الى مزبله التاريخ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..