مقالات سياسية

حرائق النخيل.. مؤامرة التهجير  

خط الاستواء
عبد الله الشيخ

 ليس هناك تفسير لصمت خرطوم المركز، تجاه حرائق النخيل فى شمال السودان.. هذا الصمت المريب يدمغها بالتواطؤ مع الفاعل، ويدفعها مباشرة نحو قفص الاتهام.. لقد تكاثرت ألسنة اللهيب فى بلاد النوبة العليا، فمنذ سنوات البشير الأخيرة يرصد الاهالي مئات الحرائق فى جناين الشاطئ،، تلك الحرائق التهمت الآلاف المؤلفة من شتول النخيل وغيره من الاشجار، عدا الخسائر الاخرى من بيوت ومحاصيل ومواشي.. 

ليس ارتهاناً أوإيماناً بنظرية الموامرة، لكن صاحب العقل يميِّز: هذه الحرائق تندلع بفعل فاعل.. كيف تندلع كل هذه الحرائق فى شريط نيلي ضيق، تحت سمع وبصر حكومة دولة كاملة السيادة! لا تتحرك – بجدية – لاحصاء الاضرار أو تحديد الفاعل؟! 

ماهي المؤامرة أن لم تكن في هذا الصمت وغض الطرف عن فعل الحرق، الذي لا يُحرِّك أية جهة تتبع لدولة السودان، كي تقوم بواجبها في تحديد وتوقيف ذاك “المجهول” العابث!؟

إنها مؤامرة مفضوحة، يفضحها الصمت الرسمي، وتفضحها أكثر مشاركة بعض منسوبي المركز من ابناء المنطقة، الذين يصمتون على بيع الارض والتاريخ للأجنبي.. 

  يا لهذا الخفاء الاستثماري الثقيل!

 واضح لكل ذي بصيرة أن هناك جهة ما، لها مصلحة في افراغ المنطقة النوبية من أهلها، ففي ظل هذا الغلاء الذي يجعل ثمن السلعة هناك اضعافاً مضاعفة عن اسعار الخرطوم، تزداد معاناة الاهالي بالحرائق التى تشتعل يوماً بعد يوم، خاصة فى مناطق السكوت والمحس وهي المنطقة النوبية الوسطى.. وما هذه الحرائق إلا (شَرِكْ) حتى تضطر لبيع أرضك وتهاجر..!

في تلك البلاد الوادعة – من عكاشة وحتى أمري – قد يشتعل الحريق فى أية لحظة متى غفل الناس عن حقولهم و جروفهم.

 لم تزل أهوال حريق نانارتي عالقاً في الأذهان: ذاك الحريق كان بمحلية دلقو، وظل مشتعلاً ليومين، وقضى ــ وفق احصائيات الأهالي المبدئية ــ على أكثر من ثمانية الف نخلة.. اشتعل الحريق حتى همدت نيرانه، ولم تتحرك اية جهة مسئولة، لاطفاء اللهيب أو مواساة المحروقين، ناهيك عن تعويض أو تطمين الأهالي.

 وفى اردوان كذلك: إحترق عجو المحس التقيل، فتلك أرض تنتج تمراً كمضغة العسل، وبعض ثمرها فى حجم برتقالة بشنس.. وفى فركة أيضاً، اشتعل اللهب في السنوات الأخيرة من حكم البشير، وعندما هرع الاهالي لتشغيل الدوانكي لرفع المياه واطفاء النيران، وجدوا دليلاً آخر على الجريمة.. وجدوا أيدي المجرمين قد عبثت قبلاً، بالماكينات وقطَّعت السيور! 

 وللتاريخ، فأن السلطات المعنية قيَّدت حوادث الحريق ضد مجهول.. وللتاريخ أيضاً، كانت مناطق المناصير قد شهدت حرائق مماثلة، فهؤلاء واولئك كانوا وما زالوا، على رأس المستهدفين من هذا المستثمر الطامع في شواطئ النيل..

هذه الحرائق مُفتعلة.. أهل الشريط النيلي – طوال تاريخهم – لم يشهدوا حرائقاً كهذه.. منذ نشأة الدنيا، هم ينظفون شتولهم ويحرقون بقايا العبج والعشميق والكاويق… يحدث هذا يومياً وموسمياً، ولم تندلع فى ديارهم النيران، مثلما تتشعلل الآن في عهد الاستعمار – الاستثمار – القادم من وراء البحار والخلجان!

المواكب

‫3 تعليقات

  1. قلناها من زمان ،،
    المخابرات المصرية تريد اخلاء كل منطقة الشمال ،،
    على اهالي المنطقة مراقبة اي مصري في المنطقة ، ويجب حسمهم ومن يثبت تورطهم (البحر قريب)
    لا تتهاونوا مع المصريين فهم العدو الاول للسودان ،،
    وللاسف عملاءنا في كل الحكومات يعملون لتلك الدولة القميئة ،،
    انا غايتو لو شفت مصري يمشي على ارضي سوف يكون له آخر يوم في الدنيا
    تبا لهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..