حرامي يسرق ابناء المغتربين !!

قبل اقل من عام .. دلف ابواب مدينة (جدة) بالمملكة العربية السعودية شاب يدعى (خالد) و سكن مع شقيقته في احد الاحياء الشعبية القابعة في أطراف المدينة .. المكتظة ايضاَ بارتال من البشر و من مختلف الجنسيات العربية و الافريقية .. و بعد ان قضى خالد فترة قصيرة مع هذه الاسرة ادرك انها تعيش شظف الخياة .. و تعاني و تكابد كثيراً من الفقر المدقع !!

زوج شقيقته احاطه (المرض) من كل جانب .. و لا يقدر من فرط جسمه المعلول ان يرتاد اي نوع من انواع العمل .. بل هو طريح الفراش بعد ان فقد احدى ساقيه من اثر مرض (السكري) اما ابنه الكبير (عثمان) فقد رسب في امتحان الشهادة الثانوية لثلاثة أعوام متتالية .. و أصبح عاطلاً عن الدراسة و العمل معاً .. لانه لم يتمكن من العثور على اية جهة تاخذه بيدها .. و الزوجة (الملتاعة) و هي شقيقة خالد ايضاً لا تملك اي مؤهل يعينها على توفير حاجياتها الضرورية .. و هناك من بين الاسرة (ابنة) لم تلحق عمرها الـ(15) ربيعـاً .. و قفت عن مواصلة دراستها لذات الضيق المادي .. و كذالك الابن الذي لم يتعدى عمره الـ(10) سنوات هو بالتالي لم يواصل دراسته لنفس السبب !!

(خالد) بعد ان مكث هذه الفترة القصيرة في ظل هذه الاسرة .. و كان قد جاء (معتمراً) بدأ يبحث عن (فكرة) يمكن من خلالها انقاذ هذه الاسرة من وهدة (الفقر) .. و (الجوع) .. و (المرض) فلاحظ ان مجموعة من اقران (عثمان) يرتادون المنزل و كلهم يعانون من الرسوب مثله في امتحان الشعادة السودانية و لمرات عديدة .. و كانت جل الاحاديث التي يتفهون بها تدور حول كيفية الخروج من هذا الملل الذي ينتابهم بسبب هذا (الرسوب) و كيفية اللحاق لعتبات الجامعات بهذه الشهادات الوضيعة !!

ادرك (خالد) ان معظم هؤلاء الشباب الراسبون في إمتحان الشهادة و يبحثون عن وسيلة للحاق بالكليات الجامعية او المعاهد هم في الحقيقة ابناء لاباء مغتربون و يملكون (المال) و بوسعهم الاغداق باموالهم من اجل إخراج فلذات أكبادهم من هذه الدائرة الكئيبة .. فاشتعل في ذهنه فكرة جهنمية يمكن من خلالها ان يغتني اموال وفيرة .. فجاء لابن اخته (عثمان) و همس في اذنه بان هناك فكرة اختمرت في رأسه تكمن في اصطياد اموال هؤلاء الشباب من خلال الايعاز لهم عن إمكانية إصدار شهادات دراسية تحمل نسب عالية في كل المواد .. حتى تتسنى لهم الالتحاق بـالكليات الادبية او العلمية و بنفس ارقام الجلوس لابعاد اي نوع من انواع الشكوك حول هذه الشهادات و اضاف خالد لـعثمان ان يوهم اقرانه بانه على صلة وثيقة مع افراد في وزارة التربية والتعليم لهم القدرة في استخراج مثل هذه الشهادات بكل يسر و سهولة و طلب من عثمان ان ينقل هذه الفكرة الى اقرانه على وجه السرعة خصوصاً وان المردود المالي لهذه العملية ستكون بالتساوي ..

راقت الفكرة في ذهن عثمان فراح يشيع ( الخبر ) بين اصحـابه .. بل فان هؤلاء الاصحاب ذهبوا يبثونه للاخريين .. فتدفقوا في منزل عثمان و التفوا حول خالد يغدقون عليه الاموال لاستخراج هذه الشهادات و بنسب متفاوتة و وفقاً لحجم المال الذي يدفعه الطالب .. و كان القسط الاول (الفي) ريال بينما يتم دفع الباقي و هو (3) الاف ريال بعد استلام الشهادة ..

جمع خالد حزمة من الاموال .. و أعطى لاسـرة عثمان جزءاً منها حتى تخرج عن هذه الدائرة السقيمة .. و حلقت به الاجواء عائداً الى الخرطوم بعد ان أخذ كل طالب منه رقم هاتفه المحمول بغية الاتصال به للتعرف على مسيرة الاجراءات .. و بعد مدة من الزمن ارسل خالد لكل طالب في هاتفه الجوال رسالة نصية ليزرع في قلوبهم نوع من الاطمئنان على مسيرة الاجراءات و بانها تجري على قدم و ساق !! و فجأة توقفت تلك الرسائل الهاتفية التي كانت تنهال بين الفينة و الاخرى مما جعل الشكوك تنتاب اذهان الطلاب .. لاسيما و انه قد اغلق (الجوال) حتى لا تدهمه الاصوات .. فلم يجد الطلاب ملاذاً الا ان يخفوا سراعاً لمنزل عثمان الذي انكر بدوره تماماً عن معرفته لاسباب هذا التهرب من خاله .. و في النهاية فان (عثمان) بدأ يتنكر عن صلته بـ(خالد) .. غير ان خالد اتصل بالطلاب و القى على مسامعهم بان (العصابة) التي كانت وراء هذه العملية و قعت في ايدي الشرطة .. و هو الوحيد الذي ما زال بعيداً عن هذه (التهمة) لان هذه (العصابة) لم تورد اسمه في خانة المتهمين .. و ما زال خالد الذي وعد بالحضور الى (جدة) قريباً لاسترجاع هذه الاموال الى اصحابها يعيش في رحاب (الخرطوم) دون ان يوفي بوعده و دون ان تطاله ايدي السلطات .. و ما زال رقم هاتفه مغلقاً رغم محاولات المخدوعين .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. عااااااااادي … شلة الأبالسه دي بتسرق في السودان من 1989 مـ في زول رفع ليهم حس …. يستاهلو الصيع أولاد الصيع هو البخليهم إرسبو شنو كل مقومات النجاح متاحة ليهم هم فايقين من اللف في الحواري و التسكع أمام الأسواق الذيهم في السودان شغالين يوميات عشان يوفرو مصروف الدراسة و كمان مساعدة أسرهم . صدق اللي قال نسوان المغتربين سمااااان و رجالن كضابين و عيالهم قليلين أدب….. و القوما ليك ياوطني ………….. زول شاهد عيان من جده.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..