الصادق المهدى زيارة للسفارة!

ظل عدد من نشطاء الداخل (الواطين) الجمره أكثر من غيرهم لا يثقون فى مواقف السيد / الصادق المهدى، الأخيره والتى أعقبت خروجه من السجن بعد توجيه تهمه اليه تصل عقوبتها للأعدام، بسبب وجهة نظر صحيحه قال فيها أن ما يسمى بقوات الدعم السريع، هى (مليشيات).
وهى صحيحة لأن تقاليد الجيش السودانى الوطنى منذ تأسيسه بما أحتوته من سلبيات، معروفة وكانت لا تعترف بضابط لم يتخرج من الكلية الحربية السودانيه، حتى لو حصل على أعلى الدرجات الجامعية.
واذا كانت (مليشيات) حميد تى، تنتمى فعلا للجيش الوطنى السودانى فأتحدى أى قائد فى الجيش أعلى رتبة من (حميد تى) أن يقوم بأصدار أمر توقيف فى حقه ليوم وأحد أو أن يوبخه على تجاوز حدث من قواته، بل أتحدى وزير الدفاع أو حتى رئيسه عمر البشير أن يعلن على الملأ بأنه بصدد معاقبة (حميد تى) وعليه أن يطيع الأوامر!
االشاهد فى الأمر كنت أقول لأولئك الرفاق، السياسة لا تعرف المواقف الثابته وأن كانت تعرف المواقف المبدئيه، واذا كنا ننتقد السيد/ الصادق المهدى، فى السابق بأستمرار، فذلك ليس كراهة فى شخصه وأنما لمواقفه المهادنة للنظام ومنها اختياره لأمين عام أصبح نائب رئيس هو أقرب للنظام من الشعب بل من حزب الأمه ومن أحمد بلال عثمان الذى يدعى أنه أتحادى ديمقراطى، وهو أتحادى ديمقراطى ? فرع المؤتمر الوطنى، وما أكثر امثاله فى الأحزاب الأخرى.
كنت أستعجب وأتساءل فى نفسى كيف لسياسى مثل (الصادق المهدى) لا يدرك بأن النظام اذا لم يكن راضيا من (صديق الشيخ) وأنه يخدمه، لما تركه يصل الى رتبة (فريق)!
كنت أستغرب لذلك لكن مواقف السيد/ الصادق المهدى الأخيره يجب أن تقدر وتحترم، خاصة موقفه الذى تغير من (المحكمه الدولية الجنائيه) التى بدونها لا حل لمشاكل لسودان، لأن من آمن العقوبة اساء الأدب ومن يأتى بعد البشير لن يحترم الشعب السودانى ولن يتوقف من قتله وأبادته، اذا لم ير البشير مثل (القرد) ذليلا خلف قضبان تلك المحكمه.
ومع أنى ضد الأحزاب الطائفيه (فكريا) لكنى كنت اردد دائما بأن الصادق المهدى هو آخر رئيس وزراء أنتخب فى السودان ديمقراطيا والمفروض أن يقدم نفسه للعالم من خلال تلك الزاوية والا يعترف بأنقلاب 30 يونيو 1989 (الترابى/ البشير) حتى لو اعترف به العالم كله، والا يتنازل عن حقه الشرعى، فى أى وقت وتحت أى ظرف من الظروف.
للأسف السيد / الصادق المهدى برضوخه للأمر الواقع ، واستجابته للعديد من مبادرات وحيل وخداع نظام (الفاسدين) والمرتشين، اضاع نفسه ومن خلفه الشعب السودانى الذى فوضه أنتخبه، وجعله رهينه فى أيدى مجرمين وفاسدين وقوة شريرة لا ترحم، منعدمه الدين والأخلاق والضمير.
المهم فى الأمر أن ذهاب السيد الصادق المهدى للسفارة السودانيه بالقاهرة حق مشروع له كمواطن سودانى قبل أن يكن آخر رئيس وزراء منتخب ديمقراطيا ومن حقه أن يستخرج جوازا جديدا أو أن يجدده لكى يتحرك به أو يقيم به على نحو مشروع فى المكان الذى أختار فيه تلك الأقامة.
لكن جلوس السيد/ الصداق المهدى بتلك الطريقه مع سفير (النظام) لا سفير (السودان) كما ردد البعض دون وعى، غير مقبول ومستفز لكآفة السودانيين خاصة القوى المعارضة والمقاومة، فسفير (النظام) بمصر هو ممثل (لعمر البشير) وهو يأخذ تكليفه من عمر البشير قبل أن يقدم ورق أعتماده للسلطات المصريه، والجلوس مع (عبد الحليم محمود) هو جلوس مع (عمر البشير).
ومن الغرائب أن السيد/ الصادق المهدى ظهر مطأطأ رأسه فى تواضع، بينما ظهر سفير (النظام) رافعا رأسه ونافخا ريشه وكأنه أصطاد الفيل!
ليت الصورة أخذت للسيد الصادق المهدى وهو يقف فى الصف مثل باقى المواطنين للحصول على جواز سفره، دون أن يلتقى (بالسفير) او أن يصافحه، على الرغم من أنه آخر رئيس وزراء منتخب ديمقراطيا ومن حقه أن يعامل بأحترام وأن يزور السفاره وأن يطلع على ما يجرى فيها وكيف يعامل الشعب السودانى وضيوفه فى تلك السفاره، هذا اذا كان السفير فعلا، سفير السودان، لا سفير الأرهاب والقتل والأبادة الجماعية والتعذيب والأغتصابات، والفشل والفساد وعصابة (المؤتمر الوطنى).
صورة السيد الصادق المهدى وهو واقف فى صف عادى مع الجماهير السودانيه لأستخراج جواز سفره كانت سوف تكون أعظم أثرا وفائدة للمعارضة السودانية التى اصبح جزء من اركانها اللهم الا اذا كان له رأى آخر، وأن أبنه (بشرى) مكلف لمرافقته وحمايته من قبل النظام.
فى الواقع السياسى السودانى المحير أصبح كل شئ جائز، فالسيد/ محمد عثمان الميرغنى، بعد أن كان قائدا للتجمع وأطلق قولته الشهيره (سلم وما بتسلم) أصبح يؤيد نتيجة انتخابات التزوير قبل أن يعلن عنها (الأصم)، ولم يكتف بذلك بل أورث ابنه (الحسن) معاداة كوادر حزبه والشعب السودانى كله والوقوف الى جانب قتلته ومصاصى دمائه.
ليت السيد/ الصادق المهدى يعلم أن مواطنين (غبش)، بسطاء عاديين لا يمتلكون قوت يومهم فى ديار الغربة لكنهم فى عزة واباء وشمم، لا يتعاملون مع سفارات النظام الا (للضرورة) القصوى التى تمليها حاجتهم للحصول على جواز سفر أو لتجديده.
ختاما .. هذا النظام القبيح أقل ما يستحقه من شرفاء السودان المقاطعة وعدم الأعتراف به اذا كانت مواجهته لا زالت صعبة.
تاج السر حسين ? [email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. سبحان الله نزل هذا المقال الذى ينتقد طريقة زيارة الصادق المهدى لسفارة (النظام) فى القاهرة، متزامنا مع خطاب الصادق المهدى الموجه للسيسى والذى كشف فيه عن (قربه) الفكرى من الأاخوان المسلمين، بل شكك فى اشاعة ترددت بين السودانين عن معرفته ومباركته لأنقلاب الأنقاذ عام 1989، طالما رأيه فى الأخوان المسلمين كان أيجابيا لهذه الدرجه وأنهم كما قال حجموا المد (الشيوعى) .. تخيل هذا هو الصادق المهدى الذى كان يدافع عنه بعض الشيوعيين واليساريين!

  2. عندما نقول أن السيد الصادق المهدي حصان طرواده بالنسبة للاخوان المسلمين في السودان مع احترامنا لحزب الامة والانصار يقولون لنا ده مش وقته، انا عايز اعرف متى يسمح لنا بانتقاد الصادق المهدي وافعاله وتامره مع الاخوان المسلمين طوال خمسة واربعون عاماً يا ترى خوفاً من غضب محبيه واتباعه ، أذا متى يا ترى؟؟ ربما بعد مماته!! لااعتقد. حينها سيقولون لنا اذكروا محاسن موتاكم.

    في هذا البلد لا احد يرغب في الحقيقة الكل يهرب منها وكانها جرب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..