جون قرنق. ذلك العملاق النوبي، سليل بعانخي و تهراقا

جون قرنق. ذلك العملاق النوبي، سليل بعانخي و تهراقا، كان مناضلا اسطوريا و انه كان مبعوثا نذيراً

■ *لم يك الشهيد الدكتور “جون قرنق ديمبيور” قائدا ملهما فقط و لكنه كان مبعوثا نذيرا*

■ *ذلك النوبي العملاق ، سليل بعانخي و تهراقا كان مثل موسى عليه السلام. كان منقذا و كان رسولا للمحبة و رمزا للحرية. كانت رؤية و كانت بصيرة و كان افضل من خرج من رحم السودان و أطهر من مشي علي فوق ارضه*

■ *تكالب عليه كل قراصنة الأرض بخناجرهم المسمومة و عجلوا برحيله قبل ميعاده المكتوب*.

■ *كان غيابه رحيلا للامل ، تداعت معه الاشياء و تناثرت الأحلام و استحكم الظلم و الظلام و نشط الجهلاء و الدهماء و الرجرجة و الغوغاء و الهتيفة*.

■ *برحيله قد فرح و تجمع و تعانق غوغاء النيل مع هتيفة الصحراء في كرنفال عبثي شديد الدموية و قدموا الذبائح و تراقصوا علي ايقاع ترانيم الكهنة و معازيف الكجورية و دفوف الزار لينهبوا و يقتلوا و يغتصبوا*.

■ *بقتله قد فقد السودان مواساه عليه السلام و حزن سماءه و رجت ارضه و تحول غدر قتله الي لعنات الهيه*

■ *فالنيل قد طفح غضبا بالدم و الدموع و اسودت ماءه و تلوثت و امتلئت ضفافها بالضفادع و العقارب و الثعابين و الجراد و القمل. الصحراء قد اكفهر وجهه الكالح و أصبح يزحف بغضب غير معهود*.

■ *فسودان الحرية و الكرامة التي ناضل من اجله (حينا من الدهر) قد تناثر*

■ *ايها الرمز، لم تبقى لاحبائكء غير تزيين مرقدك بالورود و الرياحين و روحك المقدس بالتبريكات و بالأدعية و الصلوات ركوعا و سجودا*

■ *فبئس من يقتل مبعوثا مثلك و يحلل محرماته و يصبح شحاذا متسولا و ملعونا كابن اوي تطارده اللعنات من كل فج عميق*

■ *فعذرا لك ايها المبعوث فينا*
■ *و عذرا لك ايها النوبي العملاق*
■ *روحك المقدس سوف يجدد ارادة ابناؤك بعد كل الذي حدث، فالنيل عادة تنبت امثالك*
■ *نم في علياء نيلك و انس اسلافك الصالحين ، تهراقا و بعانخي*

■ *سيظل حبنا لك مثل ما قاله الشاعر (تصوف و تطرف و عبادة)*.

■ *اليك الحب السلام و التحية*
🌹🌹🌹🌹🌹🌹

…………. علي ترايو ……………