ذكرى 40 عاما على نشر رواية الأديب السودانى الطيب صالح

د.محمدعبدالمطلب ساتى على – موسكو .
( موسم الهجرة الى الشمال ) لأول مرة باللغة الروسية .
فى عام 1975 نشرت مجلة
( الأدب الأجنبى ) اكبر مجلة متخصصة فى هذا المجال الصادرة فى روسيا الاتحاد السوفيتى انذاك الجزء الاول من رواية الطيب صالح ( موسم الهجرة الى الشمال ) ترجمة المستشرق الروسى الكبير الدكتور فلاديمير شاغال . كان هذا هو العدد التاسع لهذه المجلة التى تشرف عليها الدولة وهى معنية
بترجمة ونشر اهم وابرز الاعمال الأدبية فى العالم التى يتم اختيارها من قبل لجنة سوفيتية – عالمية من كبار المتخصصين في الادب والتاريخ والثقافات العالمية .
العدد التاسع صدر بأكثر من نصف مليون نسخة وتحديدا 595 ألفا . عدد الصفحات 288 صفحة . الجزء الاول من ( رواية موسم الهجرة الى الشمال ) فى الصفحات من 54 الى 93 . غلاف العدد مزين بلوحة غرافيك على الخشب ( قاطفات الثمار ) للتشكيلى الفيتنامي ليونغ سوان نى .
فى العدد العاشر الذى تلاه اى فى أكتوبر 1975 نشرت المجلة الجزء الثاني والأخير من الرواية فى الصفحات من 129 الى 167 . وأعقبت ذلك بمقالة خاتمة تحليلية ادبية تعكس وجهة نظر السوفيت وذلك فى الصفحات 168 الى 170 عنوانها ( أوربا بعيون أفريقية ؟ ) بقلم الدكتور ابلون دافيدسون وهو اليوم من اكبر المتخصصين الأكاديميين فى مجال الدراسات الافريقية والمتوسطية . وفى تلك المقالة التى كنت قد ترجمتها فى وقت لاحق اثناء الدراسة فى موسكو ونشرتها صحيفة ( أنباء موسكو ) التى كانت تصدر انذاك باللغة العربية فى العاصمة الروسية وتوزع كذلك فى العالم العربي قيم دافيدسون عاليا موهبة الطيب صالح بطرحه فى ذلك الزمن فى الستينيات وفى قالب ادبى مميز بواكير صراع الحضارات تلاقى وتفاعل الثقافات نظرة الغربى الى الشرقي وبالعكس من خلال بطل الرواية ( مصطفى سعيد ) المهاجر الى اوربا والعائد منها الى الموطن . وذهب دافيدسون الى ابعد من ذلك عندما تطرق الى الصين الماوية والتنافس على العالم الثالث والتناقضات والتلاقيات التاريخية والثقافية بين الشرق والغرب وغير ذلك من الأمور . غلاف العدد العاشر كما واضح فى صورة العددين المرفقة مزين بلوحة ملونة ( الفلاحة ) للفنان المكسيكي برايانت .
فى العدد الاول من هذه المجلة لعام 1976 تحدثت عن أصداء مانشرته فى العام الذى سبقه حيث قالت حول رواية
( موسم الهجرة الى الشمال ) : …( تلقت هيئة التحرير ولازالت عددا كبيرا من رسائل القرّاء من مختلف ارجاء البلاد السوفيتية أشادوا فيها بهذا العمل الأدبى الإبداعي الملفت للنظر من كافة النواحي معبرين عن مختلف الاّراء بشأنه …) .
كان يرأس هيئة تحرير مجلة ( الادب الأجنبى ) في ذلك الوقت البروفسور الراحل المتخصص فى اللغة والتاريخ والدراسات اليابانية الصينية نيكولاى فيدورينكو وذلك فى الفترة من عام 1970 ولغاية 1988 . وكان قبل ذلك يشغل منصب سفير بلاده لدى اليابان ثم نائبا لوزير الخارجية اندريه غروميكو خلال ازمة الصواريخ الكوبية الرهيبة عمل في اعقابها فيدورينكو وخلال الأعوام 1963 الى 1968 مندوبا دائما للاتحاد السوفيتى لدى الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولى .
د.محمدعبدالمطلب ساتى على
[email][email protected][/email]
توثيق هام يستحق الترويج على أوسع قدر ممكن في المواقع المختلفة – وخاصة الاخوة في المنطقة العربية الذين لهم صلة بالصحافة هناك مع اجزل الشكر –