مقالات وآراء سياسية

حكم السودان ، بين دهاء المدنيين و(فهلوة) العسكر

أسامة ضي النعيم محمد

 

الدهاء في حكم السودان ابتدره  الزعيم الازهري – عليه رحمة الله- ، لعب مع رفاقه في الاحزاب الاخري مكائد (توم وجيري)  علي الحاكم العام ودولتي الحكم الثنائي مصر وبريطانيا ، حسبت مصر أن خروج الاستعمار الثنائي الانجليزي المصري يتيح لها حكم السودان منفردة بحسب انه الاقليم الجنوبي لدولة مصر في خيال حكامها أن يصبح لمصر اليد العليا في السودان ، شعارات الاتحاد مع مصر رفعتها الاحزاب السودانية دهاء واستقواء بأحد طرفي الحكم الثنائي علي الاخر الي حين ، عندما جد الجد وحزم السودان أمره ، وعد الازهري باعلان السودان دولة مستقلة يوم الاثنين 19 ديسمبر 1955م . اجتمع نواب البرلمان في جلسته رقم (43) حيث تبني المجلس مقترح تقدم به العضو البرلماني عبد الرحمن محمد ابراهيم دبكة ، نائب دائرة نيالا غرب – بقارة ، ثم تم تثنية المقترح من قبل نائب دار حامد غرب ، مشاور جمعة سهل باعلان الاستقلال من داخل البرلمان. هكذا ذهب قول الزعيم اسماعيل الازهري في ما معناه (جبنا لكم الاستقلال زي صحن الصيني – لا طق ولا شق).

ثم لحق ذلك بالدهاء عند عبدالله حمدوك في الفترة الانتقالية المجهضة والمهزومة بقوة حليفها العسكري ، سُدت المنافذ وتحاصر السودان في قليب من صنع نظام البشير و(اخوانه) ، منع عن السودان البيع والشراء مع العالم الخارجي ، صار الجواز السودان مثل العملة المزيفة وحامله كما الجمل الاجرب ، تفر منه منصات الجوزات في بوابات المطارات العالمية ، يلاحق ويتابع حامل الجواز السوداني في بلاد الاقامة ويعد من عناصر الارهاب أو مشروع ارهاب تحت التشكيل والصنع . في تلك الكيمياء والمزيج كان جهد د. عبد الله حمدوك ، بدهاء نادر واجه الامم المتحدة بعد هزيمة شيطانها الاكبر أمريكا ، أرخي لامريكا وقادتها العنان وساسهم كما الخيول الوحشية ، روض عنادها وثبت علي ظهرها وكلما جفلت كان يسكت منها الغضب ناجزها في عقر دارها ومن خلال المحاكم الامريكية اسقط العقوبات السودانية علي بلاد السودان والكثير من أبناء شعبها ، جاءت علي يدى الدكتور حمدوك براءة السودان بلادا وشعبا وأسقط عنها تهم الارهاب ، لم يعد السودان من بين دول محور الشر الرباعية . لم يقف جهد الدكتور عبد الله حمدوك عند رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ، بل أخذ مواثيق وعهود من دول نادي باريس لاعفاء معظم ديون السودان ، فوق الوعد وعدا بتدفق استثمارات اجنبية في مجال الكهرباء والسكك الحديدية والطيران ، تقام صروح البناء حال رفع قيود جائحة وباء (كورونا) كان الوعد الاممي. تجمدت تلك العهود والمواثيق الغليظة بفعل كسب ساحة اعتصام الموز ، (ما بنرجع الا البيان يطلع) نداء جماعة ساحة الموز المتعجلين للاستوزار ، لم لا والاستوزار بالنسبة للجماعة هو الداخلية كما كان عهد المدارس في عصر الانجليز حيث المأكل مجانا والسكن بلا مصارى تنفق الاستوزار في حكومة السودان عند جماعة الموز من سبل كسب العيش بلا شوكة تشاك أو جهد يبذل.

(فهلوة ) العسكر هي النقيض في  معالجات حكم السودان ،  أشهرها عند البشير و (أخوانه) الحاضنة مع احدث نعتها المؤتمر الوطني ، جرت الفهلوة كذبة بلقاء (البشير للقصر والترابي للسجن) زاد عليها البشير (كوز موية) كما يفعل بائع اللبن الذي يطفف الكيل ، خدعة البشير وجهها لحسني مبارك عبر المخابرات المصريه ، أوعزت المخابرات المصرية لحسني مبارك أنه (دول جماعتنا) ، القصد أن البشير وجماعته هم الضباط الاحرار فرع مصر ، بلع حسني مبارك الطُعم وسوق لقبول نظام البشير عند دول الخليج وبقية العالم ، أعجبت البشير فهلوته وظن انه قادر علي خداع كل العالم كل الوقت ، رد التحية المصرية بمحاولة اغتيال حسني مبارك في أديس أبابا ، جالده رأس المخابرات المصرية عمر سليمان وانتزع ورقة فصل الجنوب ومنحها بطاقة مجانية الي هيلدا جونسون ، الوعد الذي لم يتحقق كان جائزة نوبل للسلام حلم علي عثمان وما برحت الغصة في حلق كل سوداني وهو يطالع أبناء الخؤولة من دينكا نقوق وغيرهم يتجولون كأجانب في شوارع الخرطوم.

النسخة الحديثة من (فهلوة العسكر) يجسدها الفريق أول البرهان رئيس مجلس السيادة بدأها بالاطمئنان علي وعد العالم برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ، تدفق الاستثمارات صارت علي مرمي حجر من خزينة بنك السودان ، مع اقتراب انجاز الوعد بتسليم رئاسة المجلس للمكون المدنى حسب الوثيقة الدستورية في 2019م ، تذكر البرهان حلم والده (بأنك ياولدي ستحكم السودان) ، كرب قاشه وحشر جماعة الموز وعصابة ترك في الشرق وأخذ ساتر وانقلب علي الوعد والميثاق ، هكذا كانت الفهلوة الحديثة ، مجلس سيادة ووزراء بلا رئيس وزراء ووزير مالية يصدر تشريعات ضريبية بلا مسوغات قانونية أو رضى شعبي ، زانت عنده الفهلوة وهاهو البرهان يطلب ما يستحيل تحقيقه في الحكم المدني ، اجماع كل القوى السياسية لتعقد اللواء للبرهان لقيادة الامة السودانية حتي السراب القادم أي الانتخابات ، ذلك الاجماع المطلوب لم يتحقق بين الملائكة حيث عصى ابليس ربه ولم يسجد لادم ، فكيف بالله للبرهان أن يطلب مثلا اجماع لحزب المحافظين مع حزب العمال لفض انقلاب سلاح البحرية البريطانية علي جلالة الملك تشارلس الثالث. الدهاء استفادمنه السودان البلاد والعباد ، ( الفهلوة) تصنع لاطالة العسكري مدة حكمه وتدميره للسودان وجلب أطماع مصر وغيرها.

 

‫2 تعليقات

  1. انقلاب البرهان وحميدتي الغبي هو سبب هذه البلاوى التى تتحدف علينا الي اليوم. عليهم من الله مايستحقون. بقدر اذيتهم للشعب السوداني.

  2. ولا زال البرهان في غبائه فبعد زيارة من وفد اسرائيلي انتفش و اعتقد انه يستطيع التمرد على ما تم الاتفاق عليه وأصبح يطلق التصريحات هو وزملاؤه وهو بصدد استقبال وزير الخارجية الروسي تحديا لامريكا وناسيا ان أمريكا سيدة لإسرائيل وليس العكس وان أمريكا لا تهتم بتطبيع السودان حاليا حيث يهمها السودان وموارده وطرد روسيا في هذه اىمرحلة اكثر من التطبيع الذي تستطيع فرضه في اي لحظة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..