*عام مضى وآخر تلاه .. الأحداث الكبرى!!*

《رؤيتي》
*عام مضى وآخر تلاه .. الأحداث الكبرى!!*
بقلم/ التاج بشير الجعفري
بذهاب العام الميلادي المنتهي 2023 فاسحاً المجال للعام الجديد 2024م .. تطوف بالذاكرة أخبار وأحداث حفل بها العام الذي غادرنا بكل أحداثه الدامية وكوارثه الطبيعية .. ففيه استمرت، للعام الثاني توالياً، الحرب الروسية على أوكرانيا بكل تداعياتها السلبية على المشهد العالمي؛ وأيضاً شنت إسرائيل حربها غير المسبوقة على قطاع غزة والتي توشك على إكمال شهرها الثالث ولا تزال مستعرة حيث أحدثت دماراً هائلاً في المباني السكنية والبنى التحتية والمرافق الصحية وخلفت أكثر من 21 ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء بالإضافة إلى 56 ألف جريح؛ وهي الحرب التي جاءت رداً على الهجوم المباغت الذي شنته حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر 2023م على المدن والبلدات الإسرائيلية الواقعة بالقرب من الشريط الحدودي الذي يفصل قطاع غزة عن مناطق جنوب إسرائيل أو ما يعرف “ببلدات غلاف غزة” وأسفر عن مقتل 1200 من الاسرائيلين.
تحديات الهجرة غير الشرعية نحو البلدان الأوربية عبر البحر المتوسط، وارتفاع أسعار الغذاء وانعدام الأمن الغذائي في العديد من مناطق النزاعات وإنتشار شبح الجوع في العديد من المناطق وتباطوء نمو الإقتصاد العالمي نتيجة حالة عدم اليقين السائدة؛ جميعها خيمت على المشهد خلال العام 2023م الذي إستحق، بإمتياز، أن نطلق عليه عام الحروب والزلازل والكوارث الطبيعية؛ فقد شهد العام المنصرم زلزالين مدمرين .. الأول ضرب مناطق واسعة في جنوب تركيا وشمال سوريا بتاريخ 6 فبراير 2023م وبلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر وراح ضحيته أكثر من 45 ألف قتيل ومائة وثمانية ألف جريح في تركيا؛ وقرابة 6 ألف قتيل في شمال سوريا؛ وترك ملايين الأشخاص بلا مأوى.
وأيضاً في 8 سبتمبر 2023م ضرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر إقليم الحوز بالمملكة المغربية، راح ضحيته 2946 شخص وقرابة ستة آلاف جريح بالإضافة لتشريد الملايين الذين أصبحوا بلا مأوي بعد تهدم منازلهم بفعل الهزة الأرضية المدمرة والتي أعتبرت الأقوى بعد زلزال العام 1960م الذي دمر مدينة أغادير.
غير بعيد عن الزلازل التي حدثت في تركيا وشمال سوريا والمملكة المغربية؛ فقد كان يوم العاشر من سبتمبر 2023م شاهداً على أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ ليبيا نتيجة للإعصار (دانيال) والسيول الجارفة التي صحبته علاوة على إنهيار أحد السدود المائية بمنطقة وادي درنة في شرق البلاد؛ وقد أحدثت تلك السيول والفيضانات دماراً كبيراً في البنية التحتية لمنطقة درنة وشردت أكثر من 45 ألف شخص من منازلهم وخلفت أكثر من 4 ألف قتيل وثمانية ألف وخمسمائة شخص في عداد المفقودين.
ورغم الأزمات والتوترات التي شغلت قادة العالم إلا أنهم لم ينسوا خطر الإحتباس الحراري الذي يتهدد كوكبنا من جراء الارتفاعات القياسية والمتزايدة لدرجة حرارة الأرض بسبب انبعاث غازات الدفيئة (غاز ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان) والتي تعود للإستخدام الكثيف للوقود الأحفوري (النفط، الفحم، والغاز) … وفي هذا السياق إنعقد مؤتمر الأطراف COP-28 بمدينة أكسبو-دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 30 نوفمبر حتى 12 ديسمبر الحالي؛ وقد هدف منظمو المؤتمر العالمي للبناء على ما أتفقت عليه الأطراف في مؤتمر COP-27 في شرم الشيخ المصرية العام الماضي.
أهم ما تحقق في نسخة هذا العام، والذي يعتبر إنجازاً تاريخياً، هو الإعلان عن تنفيذ صندوق “الخسائر والأضرار” حيث جمعت له نحو 800 مليون دولار أمريكي لأجل تعويض الدول المتضررة والأقل تسبباً في انبعاثات الاحتباس الحراري؛ كذلك نجح المؤتمر في حشد أكثر من 85 مليار دولار لدعم صناديق تمويل العمل المناخي في مجال الطاقة والإستثمار في الاقتصاد الأخضر والحياة وسبل العيش والتكيف.
أيضاً تمكن المؤتمر لأول مرة الدخول في مناقشات جادة للتحول عن الوقود الأحفوري والتوصل لإتفاقية وافقت عليها 197 دولة بالإضافة للإتحاد الأوربي وهو ما يعزز فرص الوصول لإلتزامات فعلية لخفض الانبعاثات الحرارية من جانب الدول الصناعية الأكثر استخداماً للوقود الأحفوري.
على الصعيد الرياضي، وفي مجال كرة القدم تحديداً كان عام 2023 عاماً مميزاً وفريداً لكرة القدم العربية والسعودية على وجه الخصوص حيث لفت الدوري السعودي (روشن) أنظار العالم باستقطابه للعديد من نجوم الدوريات الأوربية الكبرى (كريستيانو رونالدو، نيمار دا سيلفا، كريم بن زيما، ساديو مانى، رياض محرز على سبيل المثال لا الحصر) وهو ما مثل قفزة نوعية ستجعل الدوري السعودي وجهة رئيسية للاعبين من كل أنحاء العالم في حال استمرت التجربة وأظهرت نتائج مثمرة وهو ما تنبيء به وتعززه المؤشرات الأولية وسرعة تكيف اللاعبين مع البيئة والثقافية العربية، والمستويات الفنية العالية التي أظهرها معظم اللاعبين مع أنديتهم.
على الصعيد الداخلي في بلادنا لم يحمل العام 2023م جديداً بخصوص الحرب الدائرة في السودان والتي، للأسف، بدأت رقعتها تتسع لمناطق خارج العاصمة مع تأخر الحسم العسكري من جانب القوات المسلحة وإنشغال العالم بالحرب والتوترات في منطقة الشرق الأوسط.
وقد حملت الأيام القليلة الماضية أخباراً عن لقاء مرتقب بين الفريق البرهان قائد القوات المسلحة، والفريق حميدتي قائد قوات الدعم السريع لبحث أفق الحل السياسي للأزمة الراهنة؛ وذلك برعاية دول منظمة الإيقاد؛ إلا أن اللقاء تأجل لأسباب فنية لم يفصح عنها؛ وقد تردد الحديث عن إمكانية عقد اللقاء منتصف شهر يناير القادم.
ختاماً؛ نتمنى أن يكون العام الجديد 2024م أفضل من سابقه وأن يجلب معه الأمن والسلام والتنمية والإزدهار لبلادنا ومنطقتنا والعالم أجمع.🔹
وكل عام وأنتم بخير وسعادة.