استقالة في زمن الثقالة!ا

بشفافية
استقالة في زمن الثقالة!!
حيدر المكاشفي
أذكر على أيام سيئة الذكر نيابة أمن الدولة حين كان على رأسها المستشار محمد فريد، وعندما أقول عن تلك النيابة إنها سيئة الذكر فليس ذلك وصف يخصني وحدي أو يخص كل من تأذى منها، بل أن من أنشأوها أنفسهم قد أدركوا فيها لاحقاً هذا السوء فسارعوا إلى حلها وتسريح القائمين على أمرها بعد أن جرّت عليهم الكثير من الوبال الخارجي والبلاء الداخلي، وما أذكره من بلاياها المتعددة وشر البلية ما يضحك، حينما أخضعت شاعر الشعب محجوب شريف لتحقيق مطول استمر لأكثر من ثلاث ساعات حول قصيدة أسماها «الغويشاية» كان قد نظمها إثر فقد إحدى بنتيه لـ«غويشة» تخصها في أعقاب حملة تفتيشية لمنزله، أذكر في تلك الأيام أنه تم إقتيادي ذات مرة إلى مقر تلك النيابة الكائن بحي «الخرطوم اتنين»، وكانت للغرابة تقع في مكان «غميس» وتشرف على زقاق ضيق بذاك الحي الفاخر، وكان المقر عبارة عن منزل صغير أصلح لأن يكون وكراً من أن يناسب مقام نيابة عدلية، وكان أول ما حيّرني هو غموض الموقع وضيق المقر فلم أدرِ هل كان ذلك بتدبير لتسهيل عملية «الغمت» أم لضيق ذات اليد، المهم أنني في النهاية وجدت نفسي أمام شخص يرتدي زياً مدنياً ربما كان ضابط أمن وربما ضابط شرطة وربما نظاميا يتبع للتنظيم، فقد شاع في تلك الفترة ان أمن التنظيم كان صاحب حضور وفعالية في كل ما من شأنه المحافظة على تأمين النظام، أخرج الرجل من درج مكتبه رزمة من الأوراق استطعت من موقعي أن أتبين أنها قصاصات من أعمدة كنت قد كتبتها بالصحيفة، وعندها فقط أدركت لماذا أنا هنا، استل الرجل القصاصة الأولى ولوّح بها أمام ناظري متسائلاً هل كتبت هذا؟، تناولت القصاصة فوجدت أن ما بها كان موضوعاً ينتقد القطع الجائر الذي كان يمارسه بعض منسوبي القوات النظامية ضباطاً وغير ضباط على الغابات، وكان ما كتبته يستند على وقائع مثبتة وبلاغات مفتوحة وتقرير رسمي مرفوع لأعلى جهة سيادية، قلت نعم بملء الفم، فقد وجدتها فرصة يمكن أن تصنع مني بطلاً بيئياً تتخاطفه وتتصارع عليه منظمات حماية البيئة العالمية وما أكثرها، فحرصت على أن لا تفلت مني هذه السانحة التي جاءتني على طبق من ذهب فواصلت القول بنبرة ملؤها الثقة، ومن تُرانا الذي هو ضد أمن الدولة أنا الذي كتبت ذلك أم أولئك الذين يهدرون هذا المورد الأهم؟، كان أملي أن تثور زوبعة بسبب هذا الموضوع كانت ستنقلني بلا شك من خانة مواطن سوداني مغمور إلى رقم أممي مشهور، ولكن خاب أملي وتبخرت أحلامي فقد خذلني الرجل وبدد حظوظي في العالمية، لقد اكتفى فقط بردي على تلك القصاصة وأخلى سبيلي على الفور….
لقد آلمني جداً أن تصل الزراية والاستخفاف بواحد من أهم موارد البلاد درجة لم يجد معها مدير الغابات الدكتور عبد العظيم ميرغني مناصاً سوى أن يخلي مسؤوليته ويبرئ ذمته أمام الله والتاريخ من الظلم الذي ظل يكابده هذا القطاع الحيوي فيتقدم باستقالته احتجاجاً ليس على ممارسة يتضرر منها هو شخصياً بل ستتأذى منها البلاد إن آجلاً أو عاجلاً بسبب الجور والقطع الجائر والتغول الذي ما انفك يتوالى على الغابات حتى دون مشاورة أهل العلم والاختصاص، كان بمقدور الدكتور عبد العظيم أن يكون «ثقيلاً» مثل الآخرين ويتشبث بموقعه حتى آخر شجرة يتم إجتثاثها دون أن يكترث للمصير الذي ينتظر البلاد جراء تصحر العقول قبل التصحر الذي سيجتاحها لا محالة، وهي أصلاً مهددة في كثير من أجزائها بهذا الغول، ولكنها يقظة الضمير وأمانة التكليف للمكلفين ديناً إما أخذها بحقها أو تركها، ودكتور عبد العظيم لن يخسر شيئاً إن مضى بالاستقالة بل سيكسب كثيراً على المستوى الشخصي من هذا الموقف القوي الشجاع، الخاسر الأكبر هو الوطن حين يخسر آخر خطوط دفاعه الاقتصادية والبيئية بتكاثر فؤوس قصار النظر على ما تبقى من غطائه الغابي…
الصحافة
يا ود المكاشفي
دكتور عبدالعظيم رجل عظيم
لكن الاستقالة متاخرة شديد
يعني عثمان مرغني الي ماعندة علاقة بالزراعة كتب قبل ثلاثة اعوام
عن الوزارة الكحيانة المسماة بوزارة الزراعة وقال اصبحت محطة لغلاج التوتر العصبي الناتج من اطاحة الدولة بكوادرها القيادية
1- نافع
2- عثمان الهادي
3- مجدوب الخليفة
4- كاشا
5- المتعافي
يعني رغم احترامي الشديد ومحبتي لاخي عبدالعظيم الا انه رغم سعة افقه اكتشف مؤخرا انه كان جنديا في استراحة
يا ود المكاشفي,الناس ديل إفتكروها رؤوس قد أينعت وقد حان قطافها.!!!!!!!!!!!!!!!!:cool: :cool: