مقاطعة ( اللبن ) ليست حلاً للغلاء ..اا

مفاهيم

مقاطعة ( اللبن ) ليست حلاً للغلاء !!

نادية عثمان مختار
[email protected]

على مدى سنوات طوال ظلت الرائحة المنبعثة من تلك المنطقة هي ذات الرائحة، لم يغيرها تغير مناخ ولا ثورة معلوماتية ولا كل أوجه التطور الذي طال الكثير في بلادنا، رائحة (روث البهائم) التي تنبئ المرء بوصوله الى ( حلة كوكو) تلك المنطقة المشهورة منذ قديم الزمان بتربية وتسمين الأبقار وبيع ألبانها للمواطنين !!
الرائحة النفاذة لروث البهائم المشبعة به نسائم تلك المنطقة المأهولة بالمزارع ظلت تؤكد على الدوام ان (اللبن) لم ولن يجف من ضرع (أبقار الوطن) ولن يجيء يوم يعدم فيه بيتا من (رطل) لبن لشاي الصباح ! وحتى مع غلاء وانعدام السكر في كثير من الأحيان كان التمر بديلا نتناوله مع كوب الشاي (أبو لبن) قبل الخروج طلبا للعلم أو الرزق صباحا !
منذ وقت طويل بدأ سعر رطل اللبن في تزايد مستمر دون ان نجد لنا رقيبا يحاسب (عم محمد) اللبان الذي يأتي بعربته الكارو وعلى ظهرها (براميل) اللبن الذي وصل رطله لجنيهين كاملين في غفلة من الضمير الحي لرعاة وأولي أمر يحكمون هذه البلد، وسيسألهم المولى عن
(إنسانها) الذي كان ومازال وسيظل يعاني ويلات الغلاء في كل أوجه المعيشة ومتطلبات الحياة من خبز ولحم وخضار وغيره، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ..!!
في خضم هذه المعاناة التي يعيشها الناس ومصارعتهم للحياة ومجابدتهم لإيجاد ( الموازنات) للمعيشة في ظل الغلاء الفاحش خرج لهم خطيب وإمام مسجد ضاحية الكباشي شمال الخرطوم بحري داعيا المواطنين لمحاربة غلاء الأسعار بمقاطعة جميع السلع غالية الثمن!!
وهنا يبرز السؤال المهم وهو : هل تكون المقاطعة حلا لردع التجار وإجبارهم على تخفيض الأسعار ؟!
التجار أنفسهم (يولولون) ويجأرون بمر الشكوى ويلقون بمسألة غلاء الأسعار على عاتق الحكومة وشماعتها المهترئة؛ فماهو الحل ؟ ولمن يلجأ المواطن الغلبان سوى لرب عزيز مقتدر يستطيع أن يأخذ له حقه ممن ظلمه سواء كان تاجرا جشعا أم حكومة فاشلة !!
إمام المسجد اعتبر ان الغلاء الذي يضرب البلاد مفتعل ولا مبرر له. وأضاف: ( يجب أن نتوقف عن شراء الحليب الذي وصل سعر الرطل منه إلى اثنين جنيه)!! ولكن من الذي يفتعل الغلاء ولماذا؟ وهل التوقف عن شراء الحليب يكون حلا بينما هو الغذاء الرئيسي لأطفال بعضهم رُضّع والبعض يُفع لايفقهون معنى أن يحرموا من كوب لبن الصباح والمساء، ليؤدبوا بذلك التجار الجشعين حيث قال سماحة الإمام (إن جشع وطمع بعض ذوي النفوس الضعيفة هو السبب)!!
نعم يا سيدي الخطيب نؤمن على قولك السديد (بأن منابر المساجد خصصت لمناقشة قضايا الناس منذ عهد الخلفاء الراشدين) ولكن ألم ينصح الخلفاء الراشدون حكامهم ومن يتولون أمور البلاد والعباد بأن يتقوا الله في رعيتهم وأن لايبيتوا في منازلهم الفخيمة وقصورهم المنيفة بينما هناك (طفل جائع) لاتستطع أسرته أن تشتري له (رطل) لبن واحد بينما بعض المسؤولين يمتلكون مزارع أبقار كاملة يشربون من ألبانها الكاملة الدسم هم وأطفالهم وأسرهم ..!
و
سئمنا البكاء على (اللبن) المسكوب !!

الاخبار

تعليق واحد

  1. الذين يقولون من المسؤولين وأئمة المساجد بأن الغلاء مفتعل وأن سببه التجار أو أنه أبتلاء رباني يريدون رفع المسؤولية من رقبة الحكومة ، أن من أوصلنا لهذا الدرك الأسفل هي مجموعة السياسات الاقتصادية الفاشلة التي همها فقط تمكين منسوبي الحزب وشركاته من السوق عن طريق الاحتكار ، اما المواطن الغلبان فلا وجيع له .

  2. ما عرفنا نعمل شنو ..؟؟

    نقاطع اللبن..؟؟

    نقاطع اللحم ..؟؟

    نقاطع السكر ..؟؟

    نقاطع الطماطم ..؟؟

    نقاطع البنزين ..؟؟

    والله ما فضل لينا إلا " ناكل الباسطة" وبس

  3. منسوبو المؤتمر الوطنى ومتنفذوه هم المحتكرون لمزارع تربية المواشى ومنتجاتها من ألبان ولحوم ويتحكمون فى الأسعار وليس للمواطن عزاء إلا تفويض أمره لحكم القوى على الضعيف ويمكنه التعبير بالتغنى ( أبو لى بى ..أبو لى بى اللبن)

  4. نادية بت عثمان

    ازيك

    الشغلانة بدأت بالدعوة لربط الاحزمة بالبطون …

    بعد شوية قالو نقاطع اللحوم عشان ترخص …

    واسه بيقولو قاطعو اللبن …

    وبعد شوية حيقولو لينا الماكلين ليها شنو؟ والشاربين ليها شنو؟

    موتو بي غيظكم وجوعكم بس !!!

    😡

  5. اقتباس تعليق علي خبر امام الغفله بالامس علي الراكوبه . …………………..(خلاص يا شيخنا خلينا نقاطع الحليب و السكر والخبز والخضروات واللحوم وما نفكر اصلا في الفراخ والسمك !!!!!!!!!!!!!!!! بلا يخمك……….. يا اخوانااااااااااااا ناس الانقاذ ديل عملو شنو في الشعب المسكين ده ؟؟؟؟؟؟ ائمة المساجد ديل مافي واحد فيهم يقول البغله في الابريق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  6. نحن نخلي الاكل ذاتو ونقعد زي الاصنام عشان اامة المساجد ديل شايفين الفيل وبطعنوا في ضلو ونقول ليهم بعد شوية حيكون ما ضل ذاتو , اها ح يطعنوا الفيل ولا بيخلوا 😉 😉 😉 😉 😉 😉 😉

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..