مقالات وآراء

خطبة الجمعة

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فاتقوا الله عباد الله وتوبوا إليه واعتصموا به وتوكلوا عليه (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)
أيها الأحباب :
إن من حكمة الله تعالى في عباده أن يبتليهم بالأمراض وبالأوبئة العامة من زمان لآخرلتكون آية على قوته وقدرته، وعلى نفوذ قضائه وقدره فيمن شاء من عباده، ولتكون تذكرة للناس تذكرهم بضعفهم وعجزهم وفقرهم وحاجتهم إلى ربهم.
إخوة الإسلام:
مع هذا الوباء المعروف اليوم باسم (كورونا) الذي ما زال يحصد في الأرواح نذكر أنفسنا وإياكم ببعض المسائل المهمة وهي كما يلي:
أولا: على المسلم أن يكون عظيم الإيمان بالقضاء والقدر موقناً بأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وما أصابه لم يكن ليخطئه وأن الآجال محدودة والأنفاس معدودة ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فإن أصيب المسلم بشيء فلا يقل متحسرا معترضا على القضاء والقدر لو أني قعدت في بيتي ولم أسافر لم يصبني شيء، أو لو أني لم أخالط فلاناً لم ينتقل إلي هذا المرض، وهذا في الحقيقة جهل من قائله ووقوع فيما نهى الله عنه في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
ثانياً : على المسلم أن يعلم أن هذه الفيروسات والأوبئة والأمراض لا تتحرك ولا تنتقل ولا تؤذي أحداً إلا بقضاء الله وقدره قال ﷺ (لا عدوى ولا طيرة) أي أن الأمراض لا تعدي بنفسها وإنما تنتقل بقضاء الله وقدره فيصيب بها من يشاء ويصرفها عمن يشاء ولذلك ترى الجماعة في البيت الواحد وهذا مصاب وهذا معافى.
ثالثاً: على المسلم أن يأخذ بأسباب السلامة والوقاية الشرعية والطبية فمن ذلك اجتناب السفر إلى بلد الوباء وكذلك اجتناب المغادرة منه لقوله ﷺ في الطاعون: (الطَّاعُونُ رِجْسٌ أُرْسِلَ عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ، فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا، فِرَارًا مِنْهُ) متفق عليه. وقال ﷺ : (لا يُوْرِدُ مُمْرِضٌ على مُصِح) رواه مسلم.
رابعا ً: على المواطنين جميعا أن يتفهموا الإجراءات التي اتخذتها حكومتهم من منع للتجمعات وساعات حظر معلنة حتى يزول العارض، حفاظاً على أرواحهم وحياتهم وصحتهم، وأن ويتقبلوها بمشاعر طيبة، وأن يلتزموا بها لما في عدم الالتزام بها من المفاسد الكبيرة والأضرار الوخيمة.
خامسا : على المواطنين الإبتعاد عن الزحام والمحافظةُ على النظافة، وتناول الأدوية ، والكشف المبكر عند الاشتباه. إلى غير ذلك مما تعلن عنه الجهات المختصة.
نسأل الله أن يرفع عنا هذا الوباء كما نسأله سبحانه أن يحفظ هذه البلاد بحفظه وأن يكلأها برعايته وسائر بلاد المسلمين.
اللهم إنا نسألك أن تحفظنا بحفظك, وأن تكلأنا برعايتك, وأن تدفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن.
عباد الله:
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى, وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي, يعظكم لعلكم تذكرون, فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم, واشكروه على نعمه يزدكم, ولذكر الله أكبر, والله يعلم ما تصنعون.
الجريدة
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..