مقالات سياسية

الخطر قادم من الولايات

أسماء محمد جمعة

عندما سقط النظام المخلوع تم تكليف عدد من ضباط القوات المسلحة لتولى امر الولايات ، والسبب هو ان البلد في حالة ثورة وعدم استقرار سياسي واجتماعي، وهذا يتطلب تحقيق الاستقرار بفرض سياسة الأمر الواقع ، وهو إجراء لا يمكن أن يقوم به أحد غير القوات النظامية ، ويتم هذا بتطبيق خطط استثنائية مؤقتة  إلى حين اعادة الامور الى نصابها  بعدها  يعود الولاة العسكريين إلى مواقعهم ويأتي دور المدنيين.

يمضي الآن على تكليف ولاة الولايات عامين تقريبا، وحقيقية هي مدة كافية لاية شخص صادق لاظهار بصماته على ولايته ، ولكن للأسف لم تشهد الولايات استقرارا يذكر ، بل ولم يظهر عليها الأداء العسكري وظلت (ماشة بالبركة) كما يقولون والأسباب كثيرة كما تعلمون وعلى.

اداء الولاة العسكريون تكشفه الأحداث الاخيرة التي دارت وما زلت تدور في عدد من الولايات حتى هذه اللحظة ،ففي خلال شهر واحد انفجرت كسلا وجنوب دارفور مرتين، واحترق مخزن سلاح في شرق دارفور ويقال انه بفعل فاعل، كما انفجرت الأوضاع مرتين في كادقلي وأول امس ببابنوسة وامس في لقاوة ومن يطلع على الأسباب يعرف أن هناك عمل مدبر يتم باستغلال البسطاء، وحقيقية هناك حديث يدور أن والي سابق يعمل الآن على تكوين جيش معارض بمساعدة والي ولاية حالي.

الثورة المضادة كانت واضحة في زيارة التعايشي عضو المجلس السيادي لجنوب دارفور ثم شرقها التي مازالت ايادي واليها السابق انس عمر تعبث بها، وسكان الولاية  يتحدثون جهرا عن المؤامرات والفتن التي تحاك لخلق الفوضى والحكومة لا تستعجل الاجراءات ، وفي الحقيقة هي  تتحمل كل المسئولية فقد ركزت جهدها في الخرطوم  ،ونسيت أن التمكين والفساد مازلا يجثمان على صدور الولايات ويحبسان أنفاسها ،ومازال النظام المخلوع باقي فيها لم يذهب منه الا الولاة  وكأن الثورة لم تمر بها.

يتفق الجميع ان الحل في تعيين الولاة المدنيين الذي تاخر جدا ، ولكن الأمر  سيكون مغامرة خطرة جدا  أن لم تحرص الحكومة الانتقالية اختيار الولاة بطريقة مختلفة عما حدث من في قبل في تعيين  الوزراء، أي تجنب المحاصصات والاستعانة بغير المقيمين في الولايات ، ونحن  نحذر من الاستعانة بمن هم مقيمون  خارج السودان ، ولابد ان  يكون المختار من الذين يحظون بقبول شعبي، فالولاة المدنيون  يحتاجون لتعاون الجماهير ووحدتهم، وهذا امر مهم  في هذه المرحلة.

حقيقية الخطر الحقيقي قادم من الولايات حيث يسرح  ويمرح كوادر النظام المخلوع بحرية، و يجب أن تنتبه الحكومة للولايات أكثر من الخرطوم ، وتعمل بجد فيها لمحاربة  الفساد والتمكين وتعيد إليها الاستقرار بسرعة ،لأن أغلب من هم بالعاصمة الآن ينتظرون الفرصة المناسبة للعودة إليها وهذا يحل لها الكثير من مشاكل الخرطوم التي تتحمل اوجاع الولايات ، وفي الحقيقة سياسات الاستقرار في  الولايات هي التي تحمي  الخرطوم  وليس العكس.

اسماء محمد جمعة
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. مع كامل الإحترام كيف تتوقعين من الولاة العسكريين أن تكون لهم بصمات واضحة في أوضاع ولاياتهم. فأولا هم لم يسعوا لهذه المناصب وإنما تم تكليفهم بها بأوامر عسكرية بحكم مهام عملهم في تلك الولايات قبل إندلاع الثورة. ثانيا مادام البسوا والما بسوا يشتم فيهم بدون أي ذنب دون حتى احترام لمقاماتهم ورتبهم العسكرية بغض النظر إتفقنا معهم أم لا فاذا كان انت بتجدعني بالحجارة من كل الجهات فكيف تتوقع مني أن أركز في عملي وأنا أتوقع أن أضرب بحجر في عيني في أي لحظة. ثالثا ما دام نحن رضينا أن تستعين بهم لأي سبب من الأسباب فيجب أن تقتنع بأدائهم فهم لم يدعوا أنهم هم الأفضل ولم يسعوا للمنصب مثل بقية المدنيين. مشكلة السودانيين أنهم أذكى الشعوب في الانتقاد وابلد الشعوب في طرح الحلول من السهل جدا أن تنتقد أي لاعب لكرة القدم من منصة المتفرجين.

  2. لماذا لم يتم تعيين حكام الولايات ؟؟ لماذا يتردد حمدوك في اتخاذ القرارات الثوريه ؟

    لماذا تربط حكومة حمدوك تعيين الولاة وتكوين المجلس التشريعي بتحقيق السلام مع حركات الارتزاق الدارفورية المسلحه ؟؟

    هل اصبحت ثورتنا وحكومة الثوره رهن لمناوي وجبريل وعبدالواحد ؟؟

    بعد ثورة ديسمبر المجيده التي اطاح فيها شباب وكنداكات بلادي بنظام الكيزان الفاسد في الوقت الذي كان فيه قادة الجبهة الثوريه يرفلون في النعيم في منتجعاتهم في اوروبا ودول الخليج
    بل وقف بعضهم ضد الثوره لانها ستقف ضد تطلعاتهم الشخصيه وان زوال حكم السفاح البشير سيدحض حججهم التي جعلت منهم اثرياء حرب والتسجيل الصوتي للمرتزق الكوز جبريل ابراهيم خير دليل علي ذلك.

    كل هذه الحقائق لا تخفي علي الحريه والتغيير وحمدوك. اتمني ان يفيق حمدوك من غفوته فهو اعلي سلطه تنفيذيه في البلاد وينعم بتأييد شعبي عارم ويتخذ القرارت الثوريه بتعيين الولاة والمجلس التشريعي فورا مستندا على شباب وكنداكات الثوره ولجان المقاومه فهم الاغلبيه في بلادنا ولن يخونوا عهد الشهداء.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..