مقالات سياسية

اثيوبيا يا أخت بلادي.. ‎

خليل محمد سليمان

افتخر، و لا اجد حرج في ان اعلن عن حبي للشقيقة اثيوبيا، وشعبها، و هي تخطو سلم المجد نحو الدولة المدنية الديمقراطية الحقيقية، برغم المصاعب، و المعوقات التي لا تريد لافريقيا السلام.

زاد إعجابي بالاشقاء عندما قرأت بيان الخارجية الاثيوبية الذي لا يمكن ان يصدر إلا من دولة محترمة، تحكمها مؤسسة تعبر عن إرادة شعبها بشكل حقيقي.

حزنت ايما حزن عندما قرأت بيان وزارة خارجيتنا، و إستدعاء القائم بالاعمال الاثيوبي، و يحدث ذلك في عهد حكومة ثورة مباركة بالضرورة تمثل وجدان الشعب، ونبضه.

المؤسف في الثلاثين العِجاف عهد الكهنة تجار الدين حدثت نفس الاحداث، وبشكل متكرر، وسقط عدد كبير من الضحايا بفعل عصابات الشفتة الإجرامية، ولم يصدر بيان واحد من وزارة خارجية النظام البائد، يُدين او يستنكر، او يتهم حكومة اثيوبيا بدعم عصابات الشفتة.

نعم لا يختلف إثنان ان مواقف النظام البائد كانت مخزية، ترقى لدرجة الخيانة، فالمؤسف هم الآن من يتباكون علي سيادة السودان، وينفخون في شرارة الحرب، و وجدوا ضالتهم في اجندة مخابرات دول لا تريد لنا ان نعبر بثورتنا إلي غاياتها.

عصابات الشفتة لا تمثل الدولة الرسمية في اثيوبيا بأي حال، اما موضوع الفشقة، و الاراضي الزراعية في تلك المنطقة لها ابعاد سياسية، و إجتماعية ضاربة في الجذور.

يجب علي الحكومة السودانية ان توضح للشعب السوداني وبكل شفافية ابعاد الازمة التاريخية، وان تكشف كل الإتفاقيات، والتفاهمات بين الدولتين في هذه المنطقة، والتي بدأت في عهد الراحل جعفر نميري في 1972، وان توضع إستراتيجية بشكل قومي لكيفية التعامل مع هذه القضية، و حلها بشكل جذري، وارى الآن هناك فرصة تاريخية يجب إستثمارها للحل النهائي لهذه القضية.

اعتقد دعوة الإخوة في اثيوبيا صادقة للجلوس، و التفاوض بالطرق الدبلوماسية بعيداً عن التصعيد، و لغة الحرب التي لا يمكن ان ينتصر فيها احد، فالكل سيخسر لطالما تربطنا اواصر الدم، و الجوار، والمصير المشترك.

بعد الثورة المجيدة نتطلع لدولة مدنية حقيقية تستمد قوتها، و قراراتها من نبض الشارع، لا يمكن ان نقبل بحكومة عنتريات تمثل رأي اشخاص، او اهواء تيارات تريد ان تختطف ثورتنا، وبلادنا إلي عصور التخلف، والظلام.

بالوضح الإخوة في المخابرات المصرية وراء ما يحدث، و بشكل علني لا يخفى علي عاقل، و هناك إرادة لإستغلال الوضع السياسي المترهل الذي فرضته القوى الحزبية المتكالبة علي السلطة، وتنفيذ الاجندة الذاتية الضيقة، و الدخول في حرب المحاور الإقليمية التي هي بالاساس من صناعة كهنة النظام البائد.

علي الشعب السوداني ان يعي انه يتم دفعنا للدخول في حرب بالوكالة لا ناقة لنا فيها ولا جمل.

كمثال للأسف حرب اليمن واحدة من القضايا المحورية في الثورة، و كانت تمثل بالنسبة لنا كمعارضة كرت اخلاقي، وإنساني، لعبنا به لتعرية النظام البائد، وضرورة سحب الجيش السوداني، والمليشيات التي تقاتل في حرب عبثية لا علاقة لنا بها سوى العمالة، والإرتزاق.

رفقاء الامس الذين تباكوا علي ضحايا حرب إبن سلمان اللعينة علي الشعب اليمني، هم الآن شركاء في ذات الحرب، و ضحاياها من المدنيين بالآلاف، و الجوع، و المرض يجتاح كل اليمن في كارثة إنسانية يندى لها الجبين، ولا نزال شركاء في هذه الازمة الإنسانية، التي سيلاحقنا عار المشاركة فيها مدى الدهر.

يجب إعادة ضبط خطاب حكومة الثورة، قبل فوات الاوان، ومراجعة الموقف في التحالفات الإقليمية التي فرضها علينا النظام البائد، و ظللنا نتقلب، في ذات الحالة البائسة، والتي تتنافى مع مبادئ ثورة ديسمبر المجيدة.

الهدف، والغاية حكومة وطنية تُمثل إرادة الشعب في حالة الحرب، و السلم، و تكون مصالحه فوق كل إعتبار.

خليل محمد سليمان
[email protected]

تعليق واحد

  1. نعم يجب ان نحتكم لصوت العقل والمصالح المشتركة في تعاملنا مع الاخوة الاثيوبيين حتى لاندخل في غيهب يستفيد منه الغير في هذا الوقت بالذات.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..