مقالات وآراء سياسية

ثورة ديسمبر الخفية الأخطر عليها الزاعمون الحرص على أهدافها ..

طاهر عمر

بالمناسبة أغلب الأحزاب السودانية هي بالنسبة للمنتمين لها وهي تحت راية المرشد لأتباع الحركة الاسلامية السودانية والامام لحزب الامة ومولانا لأتباع الميرغني وأتباع الأستاذ وحزبه أي الحزب الشيوعي ما هي إلا تكريس لصورة الأب كل أتباعها تركوا آبائهم البايولوجيين في البيت واستبدلوهم بآباء تجسد صورهم أحزاب خلت رفوف مكتباتها من معنى الحرية وأحترام الفرد وتبجيل العقل لهذا السبب فشلوا فشل زريع في تحقيق مسيرة الشعب السوداني باتجاه الحرية والديمقراطية الليبرالية وفشلوا حتى في إمتلاك ادوات تحليل ترشدهم لتفكيك وتأويل منظمومة قيمهم البالية بما يرشد الى سبيل الانسانية التاريخية والانسان التاريخي.
والمضحك المبكي لم يستبين لهم إلا فشلهم لذلك تجدهم بيقين يهدهد عقلهم البائس الذي يلج من وجه معارك الفكر يعلنون بأنهم قد فشلوا من الخروج من الدائرة الشريرة وهي ديمقراطية يعقبها إنقلاب عسكري لذلك تجدهم والشاطر فيما بينهم من يتنبا بأن هناك إنقلاب في الطريق كما رأينا صيحة الحاج وراق في إعلانه عن إنقلاب البرهان الفاشل أو كما رأينا فلاحة ياسر عرمان في توصيف الانقلاب بأن هناك إنقلاب زاحف ومن قبلهم كيف كانت تبريرات الدكتور النور حمد الفطيرة بأن ثورة ديسمبر قد فاجأتهم ولم يقل قوله إلا لكي يبرر دفاعه لدعمه دعوة السر سيد سيد أحمد وفكرة خوض انتخابات 2020 في محاولة بائسة لإطالة عمر حكومة عمر البشير الى أن إكتسحت ثورة ديسمبر المجيدة عمر البشير والحركة الاسلامية السودانية ومن يرون فيها أنها سحر الحياة خالدا لا يزول.
شباب ثورة ديسمبر السودانية شباب يفتح طريق القطيعة مع التراث هاهم قد خرجوا وقد تركوا الآباء في البيوت ولأول مرة ينتظر الآباء الخلاص أن يأتيهم من قبل الأبناء لأنهم أبناء الحياة ولأول مرة تضمر صورة الأب في عقلنا الجمعي الخانع وتحل مكانه معنى الحرية والسلام والعدالة روح ثورة ديسمبر المجيدة وهي ثورة تتخطى قيم مجتمعنا التقليدي الذي يرزح تحت ثقافة سلطة الأب وميراث التسلط .
ولكن إنتبه أيها القارئ أن هناك زومبي الأب أمامك أي بلغتنا السودانية البعّاتي أي هاهو الأب الذي تركه شباب ثورة ديسمبر في البيت قابع منتظر الخلاص من أبناء الحياة يتجسد بعاتي وتحل روحه في أتباع أحزاب الطائفية وحزب الاستاذ أي أتباع النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية ويحاول خنق روح الثورة بأفكارهم البايتة وها هم يسدون الطريق بعجزهم على أن يفهموا روح الثورة الصاعدة باتجاه الحرية والسلام والعدالة وبعقل الحيرة لم يستطيعوا تنظيم صفوفهم من جديد لعالم جديد قد فارق سلطة الأب وميراث التسلط هل فهمت بأن أحزابنا السودانية ما هي إلا غابة يتخفى فيها البعاتي روح الأبوية القامعة التي تسد الطريق أمام الفرد والعقل والحرية ؟.
ولا خلاص من الزومبي إلا بطرح فكر جديد يلبي طموح الطبقات الصاعدة روح ثورة ديسمبر المجيدة ولا يمكن تحقيقها إلا بفكر يجسد الحرية والسلام والعدالة وهذا لا يمكن أن يكون بغير ترحيل مفهوم القطيعة مع التراث الى حيز مكتبتنا السودانية وهناك ينام حراس المعبد وحراس الماضي أي اتباع أحزاب اللجؤ الى الغيب و أتباع النسخة المتخشبة للشيوعية السودانية محاولين إثارة الغبار لحجب الرؤية عن الفكر الجديد الذي يتخطى فكرهم الذي لا يؤمن به إلا المثقف المنخدع الذي ما زال لا يفرق ما بين فلسفة التاريخ الحديثة وفلسفة التاريخ التقليدية.
المحزن للغاية أننا نتحدث عن دور لمثقف غائب كان يجب أن يلعب دور الريادات الوطنية الواعية التي تستطيع أن تقود المجتمع بدراية حتى تجسر الهوة والبون الشاسع ما بينه والشعوب الحية أي شعوب تشبعت بعقل الحداثة وفكر عقل الأنوار ولكن من أين لنا هذا الحظ وما زالت أغلبية نخبنا السودانية لم تؤمن بأن تاريخ الحضارة الأوروبية هي مختصر تاريخ البشرية وأن معادلة الحرية والعدالة هي الضابط الجيد لصراع الفرد مع مجتمعه وما زالت نخبنا السودانية في ترانيمها التي يرتلها المثقف المنخدع بماركسية ماركس وهو مردد لن يحكمنا البنك الدولي.
لكل هذه الأسباب مجتمعة تحتاج النخب السودانية أن تستخدم مفهوم المعجل أو المسرع وهو مفهوم اقتصادي يمكنها عبره أن تلحق بركب البشرية ولكن بعد أن تتخلص من سيطرة روح الأب وميراث التسلط وتيقن بأن الانسان محكوم بالحرية وهي قيمة القيم ولا يمكن للنخب السودانية أن تتحدث عن الحرية كقيمة قيم وهي تابعة لأحزاب اللجؤ الى الغيب أحزاب وحل الفكر الديني وكذلك مبجلة لفكر النسخة المتخشبة للشيوعية السودانية وعليه نقول للذين يظنون أنهم أحرص الناس على نجاح ثورة ديسمبر من أتباع الأحزاب البائسة أنكم أخطر الناس على ثورة ديسمبر وقيمها لأنكم تمثلون روح الماضي وروح الأب و ميراث التسلط .
وهنا تنام المفارقات العجيبة من يظن أنه أحرص الناس على نجاح الثورة من أتباع الاحزاب البائسة من يسار رث وأحزاب وحل الفكر الديني هم أخطر الناس على قيم الثورة ولكن كيف يتم إقناعهم وإبعادهم عن طريق الثورة وبأنهم هم من خرج من بيته تارك الأب البايولوجي في البيت واستبدله بأب في الحزب كما رأينا المرشد والامام ومولانا والاستاذ وهنا أقصد الأستاذ عبد الخالق أما شباب ثورة ديسمبر فقد خرجوا وتركوا الأب قابع في البيت ولا يريدون إستبداله بأب آخر كما فعلت الأجيال القديمة في استبدال الأب البايولوجي بمرشد وامام ومولانا وأستاذ وهذا هو الفرق بين جيل ثورة ديسمبر المجيدة وجيل الفشل الذي يعمّر أحزاب نخب الفشل.
وهنا في عالم المفارقات العجيبة وزمنها تتجلى لحظة إنقلاب الزمان وتتجلى حوجتنا للحكماء والفلاسفة  والأنبياء وهنا يصعب على النخب الفاشلة في السودان إدراك مفهوم الثورة الخفية والسبب غياب علماء اجتماع وفلاسفة ومؤرخين واقتصاديين يستطيعون إنزال مفهوم معنى الحرية والسلام والعدالة المتطابقة مع شعار ثورة ديسمبر ولهذا أن ثورة ديسمبر كثورة خفية كما يقول علماء الاجتماع وأنا أستلف مفهوم الثورة الخفية من عالم الاجتماع الفرنسي مارسيل غوشي أنها ثورة لا يمكن إنزالها إلا بفكر ليبرالي متصالح مع فلسفة التاريخ الحديثة و لا يكون إنزال هذا الفكر الا من قبل مثقف مدرب على فن القراءة التي ترسخ لمفهوم القطيعة مع التراث . وانها ثورة خفية لأنها في خروج الشباب الى الشارع تاركين الآباء في البيت إنها ثورة لا تلتقط أمواجها عقول النخب الفاشلة لذلك فهي ثورة خفية ثورة قطيعة مع الماضي السوداني البائس الذي كرسته النخب الفاشلة.
وبالمناسبة ثورة ديسمبر المجيدة ثورة تقدم الشعب وسقوط النخب ولذلك لم تفرز بعد أدبياتها وقيمها الجمالية لأن القائمين على أمرها وقد فشلوا لم ينتجوا بعد فكر يتوافق مع قيمها التي ينشدها الشعب السوداني المتقدم على نخبه جاءوا الى عتبة الثورة بدافع المحاصصة والتهافت على الوظائف وزراء ومستشارين خالي وفاض من أدب يتوافق مع آفاق ثورة ديسمبر جاءوا بأدب النخب الفاشلة معتقدين أنه يساير روح ثورة قد فارقت الفكر البالي الذي يرتكز على أركان النقاش واتحادات الطلاب ولجان الطعام لثورة آفاقها ليست مسبوقة بعدها وذاكرة الاجيال القديمة والمعجبون بهم لا تسعف في فهم قيم ثورة ديسمبر وهي تمثل روح القطيعة مع الماضي القريب قبل البعيد وهذا ما نبهنا حمدوك له منذ قدومه ويومه الاول وقلنا له بزيارتك للصادق المهدي أنك لم تهتدي بعد لروح ثورة ديسمبر لأنها هي قطيعة مع الامام والمرشد ومولانا والاستاذ صاحب النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية ولم يلتقط حمدوك إشارة معنى القطيعة فسقط مع الساقطين.
والآن نقول للقادمين بعد سقوط إنقلاب البرهان أن ثورة ديسمبر هي تحمل في طياتها ملامح الثورة الخفية وتحتاج لفكر الأذكياء من أبناء الشعب السوداني أبناء الحياة وهم من حقق الانعتاق من نير سلطة الأب وميراث التسلط المتجسد في الأحزاب القديمة ورموزها وأتباعهم وبالمناسبة مسألة إقناع أتباع الأحزاب القديمة أي أتباع المرشد والامام ومولانا وأتباع النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية بأنهم قد أصبحوا خارج النموذج مسألة تحتاج لجهد كبير وبغيرها أي بغير إقتناعهم أنهم وبفكرهم القديم يمثلون عائق لتحقيق مرامي الثورة سوف يدخل السودان الى حقبة جديدة كما دخلت أوروبا الى حقبة ما بين الحربيين العالمتين وهنا أقصد بان هناك فلاسفة ومؤرخين وعلماء اجتماع واقتصاديين قد قالوا رأيهم في كيفية تحاشي الاكراهات التي تجعل أوروبا تتحاشى حرب عالمية ثانية ولكن كانت النخب غير مستعدة لتسمع حالة كحال النخب السودانية الآن وتعثرت اوروبا ودخلت في العالمية الثانية وكانت تجربة قاسية بعدها عرفت الشعوب الاوروبية معنى السلام والتعايش الذي يفتح على التقدم والازدهار المادي كذلك إذا لم يقتنع أتباع الاحزاب السودانية التي قد أصبحت ليست لها علاقة بالمستقبل بأنهم خارج النموذج سوف يدخل السودان في متاهة نخب لا تملك العمل الواعي وبالتالي ستحتاج ثورة ديسمبر لزمن قد يساوي زمن ما بين الحربين العالمتين في أوروبا و بعدها سوف تاتي نخب تستوعب فكرة كيفية تحقيق التقدم والازدهار .
ولا يفوت على القارئ بأن مثل نخبنا السودانية الفاشلة لا تستطيع عمل مراجعة جادة لقيمها البالية بسهولة ويسر لأن أحسنهم وأعلاهم مستوى فيما يتعلق بالوعي يعتبر مؤشر على تدني الوعي مقارنة بالمهمة التي يجب ان يقوم بها وهي مسألة تحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة ودليلنا على ذلك منذ الساعة الأولى لانقلاب البرهان ها هو الشعب يقاوم أما النخب فهي في واد آخر ليس له علاقة بهموم الشعب الذي قد أكد بأن الفكر القديم قد فات أوانه وبأن عهد جديد قد اطل من وراء القرون.
ونضرب مثل لذلك يوضح كيف في زمن لحظة إنقلاب زمن يحتاج للحكماء والفلاسفة والانبياء مثلا روزفلت انتخب لمواجهة الكساد الاقتصادي العظيم كان مجبر ان يقدم فكر ضد قيم طبقته التي ينتسب إليها وبمساعدة مشرعيين حقق ما يريد رغم انه ضد قيمه التي يؤمن بها فهل يستطيع أتباع المرشد ومولانا والامام والاستاذ أعضاء أحزاب اللجؤ الى الغيب فعل ذلك؟ هل يستطيع أتباع الايديولوجية المتحجرة وأقصد أتباع الحزب الشيوعي السوداني قتل الأستاذ بعد أن أصبح بديل لآباهم البايولوجيين؟
نجح روزفلت لأنه طبق ما كان ينبغي أن يكون وكان ضد قيمه وقد أيقن بأن قيمه قد أصبحت في ذمة التاريخ وأن ما يحتاجه الراهن قيم جديدة وهذا ما فشلت النخب السودانية في إلتقاطه وهم يتهافتون على المناصب ولا قيمة غير المحاصصة . وعكس روزفلت كان فشل الامام محمد عبده في أن يقدم فكر يقدم معنى القطيعة وجاء بفكر لم يكن في مستوى فكر روزفلت الذي تحدى قيمه وقيم طبقته ونجح بعكس روزفلت كان الامام محمد عبده يعتقد بأنه يمكنه الدخول للحداثة بفكره وقيمه الدينية وهيهات وهنا يكمن الفرق بين العظماء والمترددين لذلك نقول لكم لا يمكننا أن ندخل للحداثة بمنظومة قيمنا القديمة وطرقنا الصوفية والادارة الاهلية وديننا نفسه والعسكر وأتباع اللجؤ الى الغيب وأتباع الأيديولوجية المتحجرة وهنا تكمن أهمية فهم كيف تمضي الثورات الخفية الى أهدافها بخطى واثقة وثابتة وسوف تنتصر ثورة ديسمبر وعلى النخب أن تغادر عقلها القديم .

‫6 تعليقات

  1. كرر الأستاذ طاهر في الكثير من مقالاته ان النخب السودانية لم تستطع إنجاب شخصيات تقوم بدور المنقذ للحالة السودانية من وهدتها. وضرب مثلا لهؤلاء المنقذين كالرئيس الأمريكي السابق روزفلت الذي أنقذ الأمريكيين من محنة الكساد الكبير في الثلاثينيات. وهو في هذا المقال وفي كثير من مقالاته يدعي ان فشل النخب السودانية راجع لعدم تبنيها للفكر الليبرالي. فاذا دمجنا المقولتين في مقولة واحدة نستنتج ان الشخصية المفقودة المنقذة لا بد لها من تبني الفكر الليبرالي لكي تنجح. لذلك دعنا نبدأ في تحليل ماذا فعل الرئيس الأمريكي روزفلت، في ثلاثينات القرن الماضي، وهل كان لذلك أي علاقة بالفكر الليبرالي.
    وباختصار الخطوات المحورية التي قام بها روزفلت تمثلت في الآتي (ولأول مرة في التاريخ الأمريكي):
    1) منح العاطلين عن العمل شيكات مالية لتغطية نفقات معيشتهم …
    2) التأمين الصحي
    والأهم والذي ساهم في درء الكساد:
    3) إقامة مشاريع “بنية تحتية” ضخمة ممولة من الدولة ويندرج فيها إقامة الطرق والجسور ومد خطوط السكة حديد وتشييد المباني وحتى بناء المحميات الطبيعية
    كل ذلك ساهم وبقدر كبير في استيعاب الكمية الهائلة من العطالة التي نتجت عن الكساد الكبير وخففت من الضغط النفسي على العمال.. والمهم أيضا ان نستوعب من اين لروزفلت الأموال التي مول بها المشاريع السابقة وهي مشاريع ضخمة لا زالت الى يومنا هذا موجودة في البلاد. كيف استطاع تمويلها بالرغم من الكساد الكبير. الجزء الأكبر تم تمويله من الضرائب. فرض ضرائب عالية على أرباح اعمال الشركات وصلت الى 90% منها في بعض الحالات. وانا هنا استغرب ان يردد علينا كاتب ليبرالي في أكثر من مقال له الثناء على سياسة روزفلت الاقتصادية التي أخرجت البلاد من الكساد دون ان يذكر لنا الطريقة والمنهجية التي اخرج بها البلاد من وعثتها والتي تتنافى، لحد كبير، مع الاقتصاد “الحر” و“الخصخصة” التي يسوق لها الليبراليون، بل على العكس، سعى لتكريس مشاركة الدولة بمسئولة تامة في رفع المعاناة عن حياة المواطنين.
    والجدير بالذكر هنا ان روزفلت استمع الى آراء طرفي ازمة الكساد. وهم رجال الأعمال الممثلين للشركات الكبيرة وأصحاب رؤوس الأموال (جنرال موتورز، جي مورغان وفورد وغيرهم من تحالف وول استريت) وكان رأيهم الإصرار على أن لا خلاص إلا بالسير في نفس طريق الكساد بتسريح العمال والانتظار حتى يستعيد الوضع الاقتصادي عافيته. والفئة الثانية كانت نقابات العمال التي كان يرأسها وقتها الاشتراكيون والشيوعيون وقد كان رأيهم واضحا بأن أي قرارات لا تصب في تخفيف ورفع الضرر عن كاهل العمال سوف تجابه بالرفض القاطع وسوف تضطرهم لاتخاذ الموقف المناسب. وبعد دراسة الأمر خرج روزفلت بما عُرِف باسم “نيو ديل” ومن سماته الأشياء التي عددنا بعضها فوق اختصارا. بعدها في 1934 كان موقف النقابات واضحا في مساندة روزفلت حتى انهم ساهموا في تمويل بعض المشاريع الكبيرة التي أحدثها والتي ساهمت بقدر كبير في درء آثار الكساد. اما موقف رجال الأعمال فقد كان على النقيض من ذلك. عارضوا برنامج “نيو ديل” الذي “سوف يقود الى الشيوعية”. حتى انهم اوعزوا الى الجنرال بتلر لكي يخوض، نوعا ما، في مغامرة انقلابية على روزفلت لإجباره، على اقل تقدير، على الاستقالة ولكن الجنرال خذلهم وفضح مخططهم في خطاب متلفز للكونجرس. فهل يمكن ان نعتبر ان الانحياز الكبير لمطالب نقابات العمال والتي كان يترأسها الشيوعيون والاشتراكيون نوع من “الإلهام” الفكري الليبرالي الذي تبناه روزفلت ام النقيض على ذلك هو الصحيح.
    انظروا الى كل تلك “الإنجازات” من روزفلت والتي تتناقض تماما مع “روح” الفكر الليبرالي الذي ينتهجه كاتب المقال. ولكنه كما يفعل هنا بادعاء انه مع ثورة الشباب ولكن في نفس الوقت يأخذ منها ما يناسب إسقاطاته الفكرية (ويتم الباقي شتيمة من قاموس أسطوانات مقالاته المكرورة). فهو مع ثورة الشباب (ومع روزفلت) بينما “واقع شُكُر” في حمدوك “روح الثورة” الذي يتناقض توجهه الاقتصادي تماما مع ما ذكر أعلاه من إنجازات روزفلت.
    تجدر الإشارة هنا أيضا الى ان تلك الإنجازات ساهمت في إعادة انتخاب روزفلت للمرة الرابعة. وهذا هو السبب الحقيقي الذي جعل اليمينيين والليبراليين من بعد وفاته يشرعون بتحديد مدة الرئاسة الى دورتين فقط خوفا من ظهور روزفلت آخر…
    الجدير بالذكر هنا أيضا ان روزفلت منح الاتحاد السوفيتي قروضا بمليارات الدولارات (وهي مبالغ كبيرة وقتها) ساهمت كثيرا في تطوير صناعة الطائرات السوفيتية مما ساعد كثيرا في تقدم الجيش الأحمر في الحرب العالمية الثانية.
    صحيح ان إنجازات روزفلت لم تلق الانتباه اللازم من المفكرين الشيوعيين الى يومنا هذا نظرا للجمود الاستاليني الذي يتسم بالنزعة الدعائية والذي يحجر على فكر الكثيرين منهم وأيضا لتنامي الفكر الليبرالي الذي بات يسيطر على تفكير الكثير من الاشتراكيين.

  2. اما موقف رجال الأعمال فقد كان على النقيض من ذلك. عارضوا برنامج “نيو ديل” الذي “سوف يقود الى الشيوعية”
    حلم الجيعان عيش يا مجودي.

    1. ههههههه …فعلا الفهم قسم …. حتى ولو كان النص بين موجود هلالين بمعنى هذا كلام رجال الأعمال … يبقى في الأخير حلم للجيعان …؟؟ يا النبي نوح
      لا ادري ما هو اذن حلم “العاجز” …. الذي انعقد لسانه عن الشتائم

      1. يا مجودي عندك مشكلة كبيرة انت تخلط خلط مخجل بين النيوليبرالية كديناميكية و بين الليبرالية و ارجع لكتاباتي سوف يبن لك الفرق النيوليبرالية ديناميكية و قد وصلت لمنتهاها للازمة الاخيرة مثلها و ديناميكية الكيزية السابقة عليها و يبقى خط الليبرالية السياسية و الأقتصادية عصي على ان تفهمه و هذه ليست مشكلتك انت وحدك كثر أمثالك. حاول ركزو أفهم الفرق بين النيوليبرالية و الليبرالية بشقيها السياسي و الاقتصادي و شوف النظريات الاقتصادية و تاريخ الفكر الاقتصادي ستعرف الفرق.

        1. حاضر يا استاذنا …. غايتو في الأخير خجلت ليك فعلا … ومن عجزك
          ح امشي اقرأ دروس في الليبرالية حسب توصيتك …
          بس الشيئ الوحيد اللي ما ح اخليهو هو ضحد كل خزعبلاتك .. وافككها واحدة واحدة كان ترضى كان تابا …
          شد حيلك وانكرب ساي …

  3. علما بان الفيلسوف ” على وزن الاستاذ” تبرأ هنا من حمدوك بعد سقوطه المدو. وادعى بان حمدوك لم يسمع نصائحه. قبل السقوط كان تاليه حمدوك يتم بصورة دورية ممجوجة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..