بيعوا واشتروا فينا ..!

«الدبلوماسي هو الرجل الذي يحدثني وهو يكرهني فأظن أنه يحبني» .. أنور السادات!

في إطار الجهد المبذول لإدارة أزماتنا المالية الطاحنة، ماهو دور السفارات السودانية في جذب رؤوس أموال واستثمارات أجنبية تقيل عثرات اقتصادنا العليل؟! .. دور السفارات في خدمة رعاياها معروف بشقيه الوقائي (تقديم النصح والإرشاد القانوني والاجتماعي الذي يعين الرعايا على تدبر أمورهم في بلاد الناس دون وقوع في مشاكل)، والعلاجي (الوقوف إلى جانب المواطن عند حلول أي ضائقة يتعرض لها داخل حدود الدولة المضيفة، أي مساعدته ـــ تحت ظل مبدأ سيادة القانون الدولي ـــ بمتابعة مشكلته منذ وقوعها، والقيام بعمل كافة الإجراءات التي تكفل حقوقه، والتأكد من حصوله على كافة حقوقه المنصوص عليها في قانون الدولة التي بها) .. لكن ماذا عن البيع ـــ بيع الله والرسول ـــ ..؟!

السفير البريطاني نيكولاس كاي كتب ? قبل فترة – في مدونته على شبكة الإنترنت الملاحظة اللطيفة التالية (أدهشني كبر حجم الإعراس السودانية، والتي يضم بعضها الكثير من المدعوين، مثل الزفاف الملكي نفسه، إن لم يكن أكثر!)، كان ذلك بمناسبة زواج ولي العهد البريطاني الأمير ويليام الذي لم يتحرج السيد السفير من تناول أدق تفاصيله قائلاً (كانت هناك تكهنات لا نهاية لها في المملكة المتحدة والصحافة الدولية عن تفاصيل حفل الزفاف، التي تشمل كل شيء من فستان الآنسة ميدلتون إلى الموسيقى التي سيتم تشغيلها في كنيسة وستمنستر) ..!

قبل أن يجتهد من جانبه في الترويج للسياحة في بلاده، عبر شعبية الحدث الاجتماعي الكبير (مزيداً من التفاصيل حول الزفاف متوافرة على الموقع الرسمي هنا!)، وهكذا يضغط الزائر على كلمة (هنا) الزرقاء، الكثيفة، فيدخل الموقع الرسمي للزواج الملكي عبر بوابة السيد السفير ..!

أما مواطنه السفير البريطاني لدى أمريكا فقد قال ? يوماً ? في معرض تعليقه على ترويج سفارة بلاده لزواج الأمير وليام كحدث سياحي (إن دوري الأول كسفير هو أن أبيع بلادي)! .. لا عجب إذن في أن أكثر من سبعين مليون سائح يزرون بلاده كل عام ..!

أما نظيره السوداني فلا تحدث .. ولا حرج .. ولا هم يحزنون! .. قصور أداء سفاراتنا وتقصيرها في حق رعاياها في بلاد الناس (فتق) كبير في ثوب الدبلوماسية السودانية، معظم (ولا نقول جميع) منسوبي السلك الدبلوماسي في سفاراتنا يتعاملون مع رعايا دولتهم بعقلية وفهم (موظف) الحكومة الذي يتفنن في مماطلة وتضييق الخناق على المراجعين، ينتهجون ـــ بكل أسف ـــ سياسة اللامبالاة والأنا مالية في قضايا مصيرية جداً .. فما بالك بانعدام مساهماتها في رفد الاقتصاد الوطني .. ما بالك بالبيع والشراء ..؟!

سعادة سفراء بلادنا في بلاد الناس: ما أكثر العلاقات التي أثبت اتجاه دفتها أنكم لا تملكون البوصلة .. أفلتوا الدفة رجاء .. ثم، تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم .. أين أنتم من بيع بلادكم على طريقة هؤلاء أو أولئك؟! .. بيعوا واشتروا فينا يرحمكم الله .. هذه دعوة للبيع ..!

الراي العام

تعليق واحد

  1. للاسف غالبية الذين يعملون بسفارتنا بالخارج دخلوا وزارة الخارجية بالواسطة و تنقصهم المؤهلات و الخبرة و يقتصر عملهم في التحصيل المالي ( مساهمة وطنية زكاة خدمات) مسميات مختلفة و كلها ضريبة

  2. كيف يستقيم الظل والعود أعوج. أنت تروج لما هو موجود فعلاً في بلادك، ولا يمكن أن تتحدث من منطلقات خيالية ليس لها أساس من الواقع. ذكر سفير السودان لدى الإمارات وهو طبيب دخل الخارجية السودانية بعد سن الخمسين لمزايا أهلته لذلك يعلمها دهاقنة الخارجية، ذكر هذا السفير أن السفير التونسي دعاهم في منزله وأحضر لهم تمراً على درجة عالية من الجودة، وتحداهم أن يكون هناك مثيلا لهذا التمر في أي بلد عربي آخر. جاءت (دورة) السفير السوداني في (العزومة)، والذي طلب من أهله في الشمالية أن يحضروا له تمراً جيداً، فأحضروا له تمراً جيداً ولكنه جاف وعامر بالسوس والغبار والتراب وبقاياً سعف النخيل، ورائحة حناء و (سرتية) و (محلبية) من قامت بتعبئته. لقد أسقط في يد السفير (المجتهد)، وفكر في أمر آخر. وقال للسفير التونسي أمام السفراء العرب أنني أحضرت لكم تمراً من السودان يفوق التمر التونسي جودة ونضاراً. أحضر السفير السوداني جهاز (سي دي بلير)، وعرض عليهم أشعار (روضة الحاج)، التي كانت بالفعل تمراً وسلاماً على ضيوف السفير السوداني. لا مجال لسفرائنا بالخارج إلا (الكذب) أو (التحايل) حتى يعكسوا وضعاً سودانياً مغايراً لواقعنا المرير. حتى نحن كسفراء (فوق العادة) نضطر إلى الكذب الصريح لكي نداري ونخفف من آثار سوء حالنا الذي ساهمت (الميديا) في عكسه تماماً من غير رتوش للعالم الخارجي. أول الكذب الذي أقوم به يومياً كسفير (فوق العادة) لبلادي حول العالم، هو أنني أقوم بحذف كافة الأصفار الملايينية للجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية، فاتحدث بكل ثقة بلغة (واحد جنيه وخمس وعشر جنيها وهكذا). الكذبة الثانية، التي أقوم بها، هي إدعائي إلى أننا مكتفين تماماً من الكهرباء، وأنها لا تقطع أبداً في أي مكان بالسودان، بل أننا نهدي كهرباء إلى تشاد وبقية دول الجوار (الممحونة). الكذب الثالثة، هي أن الموز والباذنجان هما فاكهة وخضار الأنعام في بلادي. الكذبة الرابعة، ………. الخامسة…. وهكذا حتى أبلغ ألف كذبة وكذبة (ألف ليلة وليلة). الأمر الوحيد الذي لا يمكن لأي سفير سوداني أن يتحدى بها العالم هو أنه لا يمكن لأي كاميرا تصوير تلفزيونية التجول في أي شارع فخم بالعاصمة المثلثة لأكثر من (60 ثانية) فقط دون أن يواجه تلك الكاميرا قذى أي قذى تحدون تحديد يكسر العين والخاطر. وما أكثر ما (يكسف) في شوارعنا. هوي ياناس (السودان إنسان)، وإنسان فقط، أي سفير لنا حالي أو قادم يحاول التحدث عن السودان خارج البعد الإنساني لإنسان السودان فهو حتماً خاسر، خاسر، خاسر.

  3. لماذا كل هذا الأدب والنعومة الزايدة في تناول أمور حساسـة مثل هذه؟! ما يحدث كله نتيجة لعملية التمكين التي أتت بأناس من الجهلة السفلة وسلمتهم مراكز القرار والوظائف فعاثوا الفساد في الداخل والخارج.. فلماذا لا تفصـح الكاتبة وتضـع النقاط فوق الحروف؟! أم لها علاقة بهذا النظام الغاشـم الفاجر؟ وإن لم تكن كذلك فمن أي شئ تخاف؟ لقد مضـى زمن النسوان والحريم اللائي يخـفن من قول كلمة الحق!!

  4. قبل كم يوم كتبتى مقال عن السود الحاكمين العالم وقمتى باساءه بنى جلدتك اليوم اصبحوا يبيعوا ويشتروا خلى عندك مبدأ فى مواقفك ياستااااااااااااااااااااااااااااااااااذه

  5. الاستاذة منى ابوزيد : هذا قليل من كثير لما يحدث من السفارات فى الخارج من المعلوم أن عمل السفارات هو خدمة مواطنيها ولكن العكس هو ما يحدث , من الباب الدخول لغير السودانيين اسهل من الدخول للسودانيين ابسط شيء فى حالة طلب أى مساعدة الرد ما موجود دون العلم ماهو المطلوب ,إن السفارات السودانية عبارة عن مكتب تحصيل وعمل تجديد جوازات , لاتوجد خدمة للمواطنيين السودانيين بل لا يعرفون ما هو الدور المنوط بهم , المواطن السودانى يهان أمامهم ولا تحريك لساكن .
    أنا شخصيا ذهبت إلى السفارة السودانية بالرياض ومن المؤسف جداً الرد بأنه لايمكن تقديم خدمة لى برغم أن الشخص الذى ذهبت إليه كان زميل مهنة سابق وكل العلاقات الطيبة ذهبت هبأءً مع الريح مع الأسف هذا حال السودانيين فى السعودية مع السفارة , والسفير فوق مستوى البشر هل خلق من طينة غير التى خلقنا منها؟ ام أنه من شعب ال….. , عذراً للحقيقة المرة التى نتمنى أن ينظر لها المسؤليين وأولى الأمر حتى يكون السودانى يهاب فى الغربة بالحقوق الدولية والعلاقات الدولية .
    مع احترامى .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..