مقالات وآراء

جوع الشمال والجنوب .. نفس الزول!

خارج السياق
مديحة عبدالله
ظلت منظمة الأغذية والزراعة الدولية تطلق التحذير تلو التحذير منذ مارس الماضي من خطر تفاقم الجوع لـ44% من المواطنين بالبلاد في سبتمبر القادم، نتيجة نقص التمويل لتوفير الاحتياجات الإنسانية الكافية لهم، وعدم التحضير الجيد للموسم الزراعي، هذا التحذير لم يجد استجابة ولا أذنًا صاغية من السلطة الانقلابية، وكأن الخبر عن أمر خارج الحدود، مما يفاقم الخطر، فكل الدول سارعت ببناء مخزون استراتيجي من القمح عقب الحرب الأوكرانية الروسية، ووضعت تدابير لمنع تصدير المواد الغذائية الأساسية لضمان تحقيق الأمن الغذائي لشعوبها، إلا شعب السودان أصبح مكشوف الظهر يواجه الموت برصاص السلطة وقسوة الجوع!
أمر يستدعي إطلاق نداء إنساني عاجل من قبل الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والإعلام المستقل من أجل أن تصبح قضية النقص في الغذاء موضوع الساعة وحديث المعارضة وكل القوى الداعمة للثورة السودانية إقليميًا ودوليًا، خاصة وأن من يواجهون الجوع بشكل حاد هم الآن في معسكرات النزوح في دارفور، ذلك رغم جهود برنامج الغذاء العالمي الذي يقدم الدعم الغذائي والمالي لأكثر من (2) مليون مواطن سوداني حسب سودان تريبيون مطلع يونيو الجاري، وليس ذلك فحسب فالجوع يهدد المواطنين في دولة جنوب السودان، وأعلن برنامج الأغذية العالمي أنه سيضطر لتعليق المساعدات الغذائية لأكثر من مليون مواطن بسبب النقص في التمويل، رغم أن البرنامج المخطط له تقديم العون الغذائي لأكثر من 6 مليون مواطن!!
الوطن الأم والدولة الجديدة يواجهان نفس الأزمة لأن القضية واحدة والمشكلة عميقة الجذور تواجه الشعبين بسبب الدكتاتورية والنزاعات المستمرة، كل المطلوب أن تتحد الإرادة الشعبية في البلدين لمواجهة تداعيات أزمة الغذاء، فمن المؤكد أننا سنشهد حركة نزوح ولجوء كبيرة عبر الحدود بين البلدين لتزيد من مأساة مسكوت عنها هي أوضاع اللاجئين في كلا الدولتين..
بيدنا أن نغير هذا المشهد الحزين ونحذفه من خارطة الوطن الاجتماعية إذا اتحدت الإرادة بين السودانيين الذين يتطلعون لسودان حر ديمقراطي، لإسقاط الدكتاتورية والاتفاق على رؤية مشتركة للتأسيس لدولة المواطنة واحترام حقوق الإنسان.
الميدان
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..