من منكم عنده ..حق الغفران ؟.. فكله يتصلّح !

صحيح إن الله غفور رحيم وهذا شأنٌ خص به سبحانه تعالى ذاته العلية في الدنيا و الآخرة..!
ولكنه لحكمته و بعدله الذي لا تختل موازينه ..خلق للبشر العقل والبصيرة لعبادته وأرسل الأنبياء والرسل لتنويرهم على طريق الفضائل ومكارم الأخلاق ومن ثم إستخلف علماء الخلق وأتقيائهم لا تسلط الطغاة والأغبياء .. ..لحكم العباد وتعميرالدنيا بالعدل والتوافق والتراضي .. وبالقوة والأمانة التي تستند الى الشرعية المجتمعية لأى مكون يعيش فيه أناسٌ بعينهم وفي حدودٍ جغرافيةٍ محددة ..فتتكامل صلاتهم بالتعارف والتعامل مع قبائل و شعوب الحدود الآخرى في إمتزاج إنساني عند حده المعقول من الإيثار بعد الإكتفاء وتوثيق العُرى بالإحسان وبدون من ٍ أو أذىً أو تغولٍ أو إستئثار أو إحتقار أو إقصاء لضعيف أو صاحب حق !
ولكن أين نحن الآن في عالم اليوم من ذلك كله .. حتى باتت الإنسانية تذبح زوراً باسم الحق ، والباطل ينمو مزروعاً في أرض الضلال مسقياً بدموع الثكالى وتسميداً بعصارات أمعاء الحواصل الزغب ، وملوناً بدماءٍ بأى ذنبٍ سالت فلن تستطع الإجابة إذا ما سئلت !
وحينما يتجشأ الوحش الغادر غازات لحوم المظلومين ويمسح بطنه المتدلي أمامه ويتحسس شواربه الملطخة وهي تتقطر بإثباتات وشواهد فتكه بفريسته ، فلا شيء يستحق العقاب.. كله عادي ، طالما أن مفردات اللغة في لسانه وفرت له عواهن الكلام يطلقها عقب كل مائدة ، فيقول لأهل الجراحات النازفة من رعيته الأحياء كالموتى فوق بقية الجثث التي لازالت ترقد في طرقات الضمائر الميتة ، فلا تتقصدها الإ صقور الجو من أعلى ..
( أنسوا )!
.. فأما الحق المسلوب والأرض التي تبدد ترابها في رياح صلفه الهوجاء ..فذلك قابل للإصلاح بيد الذي هدم المعبد على رؤوس الجميع .. وقد جاءكم تائباً يحمل عريضة جرمه طالباً غفرانكم وضامناً الموافقة ..لكي تقبلوه موقعين له على بيعةٍ جديدة فيواصل جلد البطون التي تخلّت عنها الظهور.. ولكن دون شروط مُسبقة.. وبلا مساءلة أو حساب .. قبل التكليف الجديد أو بعده ولو ..بكلمة عتاب .. أليس هو خليفة الله في بلادكم المفوّض في أمرها و أمرنا .. يا آنساتي ، سيداتي وسادتي .. ؟
شئنا أم أبيتم..فأهتفوا مصوتين ..يا لهوي !
.. فلكم الله وهو في علياء سمواته !
(.. شديدُ العقاب.. مثلما هوغفورٌ رحيم )!
هكذا يرى سيدنا الحاكم بعين الرضاء والسماح جزئية الغفران لا التوبة النصوحة بعد العذاب ولو من ضميره ، حينما يطلب الصفح الان .. وقد حكمكم وقتلكم وأضاع أمسكم ويومكم وغدكم في مختبر نصله المؤمن بالقضاء والقدر وأن لكل أجل كتاب ، إن كان مرفوعاً بسيف عمر أو بحربة نميري ، لا فرق بينهما فهما من تجليات شيخهما الأوحد في أزمنته، إما ولياً فقيهاً بعدالة سبتمبر أوحبيساً الي حين في خلافة يونيو .. أو معارضاً ديمقراطياً بتوالي المفاصلة ومن ثم مناورات المناكفة والمصالحة من أجل الديمومة !
هذا قدركم ونصيبكم فماذا يفعل مشيركم المكلّف المسكين من التنظيم بنبوة مسيلمة ، بعد أن إجتهد في إفنائكم حاكماً بذنده لا بعقله ولم يستطع معترفاً الإ على مائة الف من الرؤوس وقد جزها آسفاً على خلاف إفتراءات الجنائية التي لا تؤمن بأن كل نفسٍ ذائقة الموت .. و حمّلت كنانته الشفافة ثلاثمائة الف وهو عددٌ لم يدّعي شرف إبادته وإن كان يتمناه !
فاللهُ غفورٌ رحيم .. وان شعبنا لازال حريصاً على التمسك بدستور الطيبة التي تقول أولى حواشيه قبل الدخول في بقية المواد المكشوطة ..
(عفا الله عما سلف ) !
وكله يتصّلح .. طالما أن داخل حركة حكامنا الحامية للإسلام بمشروع الجوع وإقصاء الغيربشرع الذراع عن سدة التصرف كخوارج وصابئة و سياسة حزبهم الحاكم القويمة والحكيمة هي تجريب الحلاقة في رؤوس شعبنا اليتيم من ربيع الدنيا الذي مات زهره مرتين و المتدلية تحت موسه الثلمة إهتزازاً و رقصاً وهي تردد له ومن تحته بلسان مخدّرغير مبين .. نغمات ..
(ماشي أمرك يا قدر)
التي تطربه لجز المزيد !
ولمّ لا وجل قياداتنا الثابته كثوابتهم الداعمة للفساد الشرعي ، إصلاحيون ..مثلما بينهم أقلية هم فقط المدمرون بدرجة ممتاز !
فما هي المشكله.. وأين ؟
.. إنتظروا .. فكله يتصلح !
تصريحات البشير عن الاخطاء في دارفور و مقال غازي صلاح الدين هي اشبه بالرجل العجوز الذي افنى عمره في قضاء الشهوات و ارتكاب الموبقات و يتحدث الان انه يتمنى ان يعود شابا ليدافع عن الفضيلة بينما تجده يكثر الحديث عن جولاته و صولاته الشبابية باسلوب يرغب الشباب فيها و يرشدهم الى كيفية القيام بها!!!
ما اسهل الكلام و ما اصعب العمل!!